تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


مآربهم الخبيثة!

نافذة على حدث
الخميس 29-11-2012
 حسن حسن

لانأتي بجديد إذا قلنا إن سورية تتعرض اليوم لمحنة كبيرة، تتكالب عليها دول التحالف الاستعماري، كما تواجه عملية تصعيد خطيرة في الداخل والخارج.

المثير للأسف والألم معاً أن تتحول بلدان مجلس التعاون الخليجي إلى غرف عمليات كبرى للتحركات العسكرية والاستخباراتية الأميركية والأوروبية والإسرائيلية. كما جند مسؤولو هذه الدول ومعهم جمهرة من وعاظ السلاطين أنفسهم لخدمة الحرب الاستعمارية المعلنة على الأمة الإسلامية باسم نشر الديمقراطيات والحريات في الشرق الأوسط، الشيء الذي يدعو إلى الاستنكار الشديد، باعتبار أن الدول الخليجية هي آخر من يحق له التحدث في هذا المضمار، نظراً لسجلاتها الحافلة بانتهاك حقوق الإنسان وترسيخ الطائفية، وقمع المطالب العادلة لشعوبها ولاسيما في البحرين والسعودية، فضلاً عن تحويل أراضيها ومياهها وأجوائها أماكن مباحة وخاضعة كلياً لصولات وجولات جيوش الولايات المتحدة وحلف الناتو والعدو الصهيوني.‏

ألا يكفي مافعلوه بليبيا وفي غيرها من الدول العربية؟ وهل يظن حكامها أن المواطن العربي يجهل من أين يتلقون تعليماتهم وأوامرهم؟ ألا يعي هؤلاء أن قوتهم النابعة من تبعيتهم للسيد الأميركي لايمكن أن تدوم، وأنهم سيلفظون أنفاسهم بمجرد انتهاء خدماتهم لسيدهم؟‏

أليس من الأفضل لهؤلاء أن يبتعدوا عن النفاق والتملق لشعوب بلدان عربية بعينها من أجل مايعتقدون أنه يحمي عروشهم وممالكهم؟ يحسنون صنعاً لو فعلوا لأن هذا سيساعدهم على تحقيق مبتغاهم، أما الاستمرار في التحريض على القتل والنفاق والجري وراء ظل الولايات المتحدة والغرب عموماً فسيجعلهم ودولهم عرضة لرياح التغيير العاتية التي تهب على المنطقة من جهاتها الأربع، ولن تحميهم حينها كل أساطيل أميركا أو حلف الناتو الاستعماري.‏

ومع افتضاح حقيقة المآرب الخبيثة للقرارات والمواقف ضد سورية. يبدو جلياً أن تحركات هذا التحالف المعادي المنصبة حالياً على كسر عظم محور المقاومة واجهاض انتصاراتها ومكاسبها، تواجه نفقاً مظلماً. نظراً للشرعية الشعبية التي تتمتع بها هذه الجبهة المعنوية الصلبة في نفوس أبناء الأمة، الأمر الذي يجعلها عصية على الاختراق والتآمر والتضليل.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية