|
آراء الينابيع استاذة في فنون الأعالي والسهول واعدت غيمات أشواقها ألا تجيد العقوق... وألا تمر بخشية حول خصر الحقول.. عطشت من زمان أغاني العذوبة.. طربت من بكاء أماني الحقيقة.. شقيت من خرائبها الفصول.. ولابد بعد الخراب الكبير الذي أمطرتنا به الغيمة الخائفة وأزجالها أن تعود إلى رشدها والبهاء الشفيع العقول.. شفاعات الجمال الروحي والعلاقات الطويلة الأمد تحمي القلوب من هزائمها المبكرة، وتوحي للأنهار أن تعود إلى سياستها المبدعة في تدبير أحوال أمطارها.. لا تتنازل الأمطار الجميلة عن ملامحها، مهما حاول الوحل تزوير الكحل والنظرات وقصاصات أظافر الأشجار والسواقي والبحار.. لم تنم في التدابير الحكيمة الشفاعات التي بين عقل وعقل وقلب وقلب... ووقت يسائل عن أغنيات الحزانى والجبال.. وحب يضمد في كل صوت يباس الجراح ثم يصحو ويقول: آن عهد انطلاق النهار في عرس أنهاره السارحات مثل المراعي والعتابا والتلول.. آن حب البلاد وأسراب درغلها قبل عهد الأفول.. أجمل النساء كل مرحلة اشتياق تعيد توزيع فساتينها وقمصان نوم الهوى والحنين.. ومرة تلو مرة تبدع في خزانة أيامها مطرحاً لألفة جديدة وانتظار جديد.. لا تعذب صدرها بالحقد والكراهية لأنها آفات يأس مديد أو وليد.. في كلا الحالين لابد من شفاعة قلب حياة يريد وحب يريد.. الصدور ترضع حياء وحرية ووفاء ولا تخطئ فن الارضاع بحيث تتلوث بعيوب الكره وسوء الصلة، الكراهية عيب إنساني فاجر؟! امرأة في أعالي أيامنا مرت بها المحنة بعد المحنة وصادقها الشقاء والشقاء وعقها الأولاد.. ولم تزل ترتب في خزانة أمومتها اشتياقاتها العديدة وقامات أحلامها الشديدة و(بلوزات) لهفاتها السديدة وتعير في بعض ضائقات جاراتها الشفاعة النادرة التي بين عيش وحلم وأم وأرض وخوف عرض.. وكم عند قلبها وقلبهن من حوارات مفيدة.. رغم يأس الكلام وسوء نطق المفخخين بأفكار جهل وسوء تدابير الأحلام عصر القناعات الملولة لا يحسن البهاء والتدابير الجيدة مثل نساء يتخلفن عن أنوثتهن ودروس الرخاء الأليف الرخاء الدارج بطر وصدامي؟! لابد بعد الكثير من الغيم الغادر والأفكار السوداء المتداولة بين برق وغرب وشرق من جريان أنهار الزمن الوطني والأحزان البلدية القوية في صد آفات المحن.. وبعدها جس الجريان الجدير بثقة البساتين وصفصاف المسافات القصية والنبيلة والشقية.. بعد وبعد وقبل وبينهما أين تنام العذوبة والينابيع والضفاف في عز قهرها ومتاعبها؟! أين وكيف تحتمي الحياة الكريمة من أمواتها الميتين ضمن جر التخاذل وكسرات التناذل وانحطاط التهازل؟! أبدع الأنهار تمشي على قد أشواقها وحقولها وأشجارها.. والنساء المليحات جداً يبتكرن خوفاً على قد القلق والخطر ويدربن الحذر كيف يصير مثقفاً وذكياً وحاذقاً في بسط نفوذ الشفاعات والشجاعات والبدايات والخواتيم الجسورة الأنهار على أهبة إعادة نشر ضفافها والشروق وما من جغرافيا إلا تعلم بناتها فن تدبير الحياة العائلية والبهاء وتزداد الثقافة فيما بين الحقول والعقول والأنهار والعذوبة بقدر ازدياد الحب وشفاعات المحبين... تعاليم النبع الأولى الدفق والغفران لحقل لم يزهر أو عشب لا يتسع اخضراره لعلاقة حب وغناء مزمار.. وتغفر الينابيع للنسيان أنه غافل عن أفعال المحاسن والعطاء.. من كثرة رحمة الينابيع لا تبيع بضاعة عتبها في سوق النكران أو المعتوهين عاطفياً وعهوداً. تبرم الطبيعة أولى معاهداتها ومواثيقها مع الخيرات ونبوءات الكرامات.. ويتدبر الإنسان هذه التعاليم والأخلاقيات ليكبر في بيئتها وتحب أحلامه أن تتسامى لا أن تنحط وتنهار ويشوه الأغبياء والمراهقون إذ يخطئون تعابير الجغرافيا الجليلة وفرائض الترابات النبيلة؟! الأمهات يعدن نشر أشواقهن وتوزيعها على مدارك خزائنهن وفساتيهن وأدراج النشر والتوزيع ويدركن أنهن وجغرافيا الحب في وحدة مصير وحال ومآل وأنهار الوطن من هذا الجانب تخيط العباءات للبساتين وتؤلف شفاعات حب وطني يداوم على الحصص الدرسية الأساسية ولا عيب في أن يتشارك ذوق المكان والإنسان في سياسة الكرامات والسخاء الشديد الأهمية. |
|