تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


نافذة .. أخاف عليك من «سادات» آخر ..!!

آراء
الخميس 29-11-2012
 سليم عبود

لم أكن خائفاً على غزة في أي وقت مضى ، كما أنا خائف عليها اليوم ..

أخاف على انتصارها ، ومقاومتها، ونبضها الفلسطيني .‏

أخاف أن تسرق غزة من فلسطين بذريعة الاحتضان..‏

انتصار غزة على العدو الصهيوني ، يذكرني بانتصار سورية ومصر في حرب تشرين التحريرية ..... مباشرة ، بعد الانتصار ، راح « كيسنجر وزير خارجية أمريكا يعمل على تدمير هذا الانتصار ، فكانت اتفاقية «كامب ديفيد» التي أخرجت مصر من جبهة الصراع ، ومن جبهة العروبة ، والمقاومة.‏

غزة ، أخاف عليك من كامب ديفيد جديدة..‏

أخاف عليك من سادات آخر يأخذك بعيداً عن فلسطين، وعن نهج المقاومة .‏

لم أكن في أي وقت مضى خائفاً على غزة ، كما أنا خائف عليها اليوم ..‏

خائف على دم شهدائها ، وعلى مقاومتها ، وعلى صمودها ..‏

نعم خائف من هؤلاء العربان النعاج الذين يحاولون إغراء ،وإغواء بعض قادتها بالدخول إلى زريبة النعاج ودفعها إلى الاستسلام ، والابتعاد بها كلياً عن قوى المقاومة التي شكلت في الماضي والحاضر قوتها ، وكرامتها .‏

غزة ..‏

قد يكرر التاريخ نفسه مرة أخرى..‏

يوم انتصرت المقاومة على العدوان الصهيوني ببيروت في أوائل ثمانينات القرن الماضي ،أغواها النظام المصري ، ودفع بها إلى ترك البندقية ، ووعد زعيم المقاومة الفلسطينية أن يكون رئيساً لدولة اسمها فلسطين ..‏

رحل ياسر عرفات عن دنيانا ، ولم تتحقق الدولة الفلسطينية ، ولم يتحقق السلام .‏

هل يفعلها الرئيس مرسي اليوم كما تقول الصحف الإسرائيلية نفسها؟!‏

 أخاف عليك ياغزة ..‏

متى كانت الدوحة ، والرياض مع المقاومة ؟!‏

 متى كانتا مع القضية الفلسطينية ، أو مع تحرير الأرض؟‏

غزة ، منذ سنوات وأنت تحت الحصار، فلا هم قدموا لك الطعام ، ولا السلاح ..ولا فتحوا أمامك المعابر، في يوم وليلة هدم نظام مرسي كل الأنفاق ، يقولون إن المكتوب يقرأ من عنوانه .. وربما من كلام شمعون بيريز الذي يمتدح الرئيس مرسي لتفهمه أهداف عدوان كيانه على غزة.‏

 أخاف عليك من هذا الاحتضان اليوم ..‏

يعملون على إبعادك عن سورية ، وعن نهج المقاومة بلغة ما..‏

بإغراء ما، بإغواء ما ، بوعود كاذبة أعطيت للراحل ياسر عرفات من قبل ، ماهو أخطر اليوم ، مخطط انضمامك إلى مصر ، لتسقط الجغرافيا الفلسطينية الباقية أكثر وأكثر تحت جنازير الدبابات الصهيونية ، وأقدام المستوطنين اليهود‏

إن كانوا معك كما يدعون ،‏

إن كانوا مع فلسطين، فليقدموا لك السلاح بدلاً من سورية ..‏

ليحولوا السلاح المرسل لقتل السوريين ، إليك ، وإلى الضفة ..‏

أليسوا العتاة على سورية ، والنعاج على الصهاينة ؟!‏

للدوحة دور في العدوان عليك ، ودور لإسكات مقاومتك ، ودور لأخذك خارج نهج المقاومة بإغواء ما ليسهل على اليهود والأمريكيين التخلص منك .‏

ماالذي سيقدمه « حمد » المتصهين من أجل حريتك في مواجهة الذئاب، وهو يرفض أن نسمي الصهاينة ذئاباً؟ كيف سيقدم لك الدعم من أي نوع كان هذا الدعم، والقواعد الأمريكية تحتل نصف الأرض القطرية ، وتحتل كامل القرار السياسي القطري؟ كيف سيكون مقاوماً وهو يقاتل المقاومة ، ويدفع بالقرضاوي للإفتاء أن النبي محمداً لو كان في زماننا لأقام علاقات مع إسرائيل؟ وجعك يا «غزة»، وجعنا ..‏

دمك الذي نزف دمنا ،ودمك الذي سينزف في قادمات الأيام دمنا ..‏

لاتصدقي أنهم أوقفوا عدوانهم لأنهم كرهوا سفك دمك ..‏

 بصمودك أوقفت العدوان ..‏

وبصمودك جاؤوا « كلنتون ، وبان كي مون، ووزيرا خارجية ألمانيا ، وفرنسا ، والنعاج العرب، وآخرون ، وآخرون» لوقف القتال قبل أن تتكرر هزيمتهم التي صنعتها المقاومة في لبنان عام 2006‏

لاتمكينيهم يا غزة من حصاد نصرك ، كما فعل» أنور السادات» بعد حرب تشرين التحريرية عام 1973، هذا الخائن لوطنه وأمته ، ولدماء شهداء حرب تشرين باع ، واشترى بدماء الشهداء ، وعقد اتفاقية كامب ديفيد المشؤومة .‏

قد يخرج من بين أبنائك سادات آخر .‏

غزة ..‏

لترابك المندى بدم الشهادة ، وبنداءات مآذن الأقصى، وبقرع أجراس كنائس القدس وبيت لحم قداسة..... ياغزة الموجوعة بسكاكين الصهاينة ، وبأنياب ذئاب كامب ديفيد ، لك في نفوسنا هوى لايبارحنا .. وخوف عليك لايبارحنا ، سنكون معك ، وسنقدم لك اليوم وغداً كما قدمنا في الماضي الدعم والقوة ولو فتحوا علينا كل فوهات أحقادهم ، وهم يفعلون ، لن نتراجع ..لأننا معك ، مع فلسطين ، مع الأقصى ، مع الكرامة العربية ،‏

ياغزة هاشم : دمشق لن تفرط بذرة من ترابك ولا بذرة من الجولان ، ولن تتخلى عن عروبتها ونهجها المقاوم ، ولو ذبحوها من الوريد إلى الوريد .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية