|
ســاخرة وكان الحريري يمتلك حسا فكاهيا لايستهان به وبالأخص حيال وزنه الذي كان يزداد باطراد رغم لجوئه في وقت من الأوقات إلى الحمية و(الريجيم). وذات مرة التقى بصديقه الأديب الساخر حسيب كيالي فبادره بالقول: إذا أنا وزنت نفسي بالميزان، ودخلت إلى هذا المطعم، وتناولت نصف دجاجة مشوية وزنها نصف كيلو جرام، أليس المنطق أن يزداد وزني بعد تناولها بمقدار نصف كيلو جرام فقط؟ فأجاب حسيب كيالي: بلى فقال الحريري: الشيء الذي يحصل هو أنني آكل نصف كيلو جرام فيزداد وزني أكثر من كيلو جرام! وكان محمد الحريري من أسرة حموية ثرية وكان لأبيه وأمه مزارع كثيرة انتزع معظمها من الأسرة بموجب قانون الاصلاح الزراعي الذي صدر في الستينات من القرن الماضي وكان يقطن في منزل واحد مع أشقائه ووالدتهم في حي السبكي بدمشق، في بيت يطل على حديقة السبكي، وقد زرته فيه مرات عديدة ومرة زار الحريري في منزله أديب لبناني فشاهد في صدر غرفة الاستقبال صورة كبيرة معلقة على الحائط يتوسطها والد محمد الحريري جالساً على كرسي يرتدي بزة السموكن وبيده سبحة من العقيق الأصفر النفيس وحوله أبناؤه جميعاً وكانت الابتسامات تعلو وجوه جميع من في الصورة وتبدو في وجوههم نضرة النعيم والعز ولفتت الصورة نظر الأديب اللبناني فسأل محمد الحريري: من الجالس على الكرسي يا أستاذ محمد؟ فرد محمد الحريري ضاحكاً: هذا أبي قبل الاصلاح الزراعي!! ومرة استضفنا الشاعر الحريري في أمسية شعرية في كلية العلوم بجامعة دمشق في منتصف السبعينات من القرن الماضي وكنت طالباً في قسم الرياضيات فيها وقامت إحدى الطالبات بتقديمه ليلقي بعضاً من أشعاره، لكن تقديمها كان سيئاً كسر من خاطره. وبعد الأمسية جلسنا نحتسي بعض القهوة في مكتب اللجنة الادارية لاتحاد الطلبة في الكلية وجاءت الطالبة تسأل الحريري عن رأيه في تقديمها له، فقال (ماشي الحال) وبعد أن خرجت علق قائلاً: لقد سمعتها تقول: والآن نؤخر لكم الشاعر محمد الحريري!! |
|