تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


هيــك

ســاخرة
الخميس 29-11-2012
 أكرم الكسيح

حدث صراع داخلي بيني وبين نفسي واشتد الصراخ واحتدم وأخذ كل طرف يقدم حججه ومبرراته لتدعيم موقفه وأكثر من ذلك تطور الموضوع إلى نبش السلبيات والأخطاء من الطرفين،

فما كان مني إلا التدخل لفض الاشتباك من منطلق الصلح سيد الأحكام وباعتباري «أمون» على الطرفين وأعرف ايجابيات وسلبيات كل منهما والأهم أنني أعرف مدى قربهما من بعضهما ومحبة كل طرف للآخر، كما يحدث «لمصارين» البطن فمهما تخانقت المصارين في نهاية المطاف يبوسون شوارب بعض وكل واحد يقوم بدوره ولايتدخل بعمل ودور الآخر، على أقل تقديم بحكم الجيرة، أما الذي لايخضع لقوانين البطن فمبضع الجراح كفيل بانتزاعه.‏

هذا بالنسبة لياء المتكلم أي الخلاف الداخلي وصراع الأنا، أما عندما يتعلق الأمر بكاف الخطاب أو هاء الغائب، فالموضوع يصبح أكثر تعقيداً وأكثر تشابكاً، وتتدخل أطراف منها من ينفخ في النار لتستعر أكثر ومنها من يعمل على إطفائها وكل واحد يرتب هذه الضمائر (ياء المتكلم وكاف الخطاب وهاء الغائب) بطريقته، لكن أخطرها الذي يرتبها بطريقة الهاء ثم الياء ثم الكاف لتصبح (هيك) أي على مبدأ أنا على صح والباقي على خطأ، فكم من أخ عادى أخاه بسبب هذه الطريقة القاتلة في التعامل وكم من جار أساء لجيرانه بسبب عنجهيته وتضخم الأنا لديه، وكم من مدير أساء للمسؤولية المؤتمن عليها بسبب تصرفاته الخاطئة والرعناء، والأنكى من ذلك إنه عندما يتحدث عن نفسه يرقع خطاباً في الأخلاق وحسن التعامل مع الآخرين ولاينسى «إنجازاته» العظيمة مع التقريع والذم للذي كان قبله وإنه هو المنقذ والرجل المناسب في المكان المناسب وكم وكم وكم تقابلنا في الحياة العملية من نماذج على هذه الشاكلة والضحية في النهاية المجتمع والناس العاديون ومقدرات البلد، وهذا مايؤدي إلى تراكم الفساد وإلى تعقد عملية المحاسبة. والأدهى من ذلك إنه عندما تطاله يد المحاسبة يأخذ بكيل السباب والشتائم وبأن لاأحد يقدر حجم «الإنجازات» التي قدمها وبأن المؤسسة ستخرب بعده، هذا إن بقي في هذه المؤسسة شيء لم يخربه حضرته.‏

المهم في الموضوع أولئك المنسيون الذين يعملون بصمت وتزداد غلة الانتاج من جراء عملهم دون أي تزييف في الأرقام. هؤلاء الذين يقوم المجتمع على أكتافهم ودون أن ينتظروا أي كلمة شكر وهؤلاء يتدرجون من أصغر عامل إلى أكبرهم في أي مؤسسة وأعمالهم هي التي تتحدث عنهم، وماأكثرهم، فهؤلاء متى يسلط عليهم الضوء ليخفت ضوء النافشين ريشهم؟.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية