|
ترجمة وذلك استباقا لأي محاولات جديدة لتغيير قواعد اللعبة على صعيد التسويات على ضوء الشعور السائد لدى هذه الدوائر بتغيير الموقف الأوروبي وربما إدارة اوباما فيما يتصل بإعلان الدولة الفلسطينية من طرف واحد وإمكانية الاعتراف بها من قبل الكثير من الأطراف الإقليمية والدولية وخاصة دول الاتحاد الأوروبي، فقد أكدت مصادر مسؤولة في مكتب نتنياهو، أنه عدل عن فكرة إجراء مفاوضات مباشرة مع الفلسطينيين للتوصل إلى تسوية دائمة للصراع في غضون عام، كما كان أعلن في أكثر من مناسبة، وأنه قرر تغيير إستراتيجيته إزاء عملية السلام مع الفلسطينيين، وعاد ليتبنى ما يراه بأن الحل الوحيد الممكن في السنوات القليلة المقبلة هو الحل المرحلي الذي يقوم على إقامة دويلة فلسطينية منزوعة السيادة الفعلية على أقل من نصف الضفة الغربية المحتلة. العودة إلى المفاوضات غير المباشرة وذكرت صحيفة معاريف نقلا عن مصدر مسؤول في مكتب نتنياهو، قولَه إن الأخير يدرس طرح فكرة التسوية المرحلية، على أن تليها مفاوضات حول مبادئ التسوية الدائمة، مع تقديم ضمانات للفلسطينيين في شأن الحدود الدائمة للدولة الفلسطينية. وأشارت إلى أن نتنياهو أجرى أخيراً سلسلة مشاورات مع كبار مستشاريه توصل في نهايتها إلى قناعة بأنه :«في أعقاب الثورات في العالم العربي، فإنه ينبغي على إسرائيل درس فكرة التسوية المرحلية، خصوصاً أنه ليس لدى الفلسطينيين نضج كاف للتوصل إلى اتفاق نهائي لإنهاء الصراع حيال عدم الاستقرار في المنطقة، كما أنهم ليسوا مستعدين لذلك».على حد تعبير نتنياهو. ونقلت صحيفة اسرائيل اليوم عن مسؤول في مكتب نتنياهو قوله:« نؤيد المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين، لكنْ في غياب مثل هذه الفرصة، بسبب رفض الفلسطينيين، تجدر العودة إلى المفاوضات غير المباشرة». وأضافت الصحيفة أن الاقتراح الذي ينوي نتنياهو تقديمه في خطاب سياسي كما يبدو، سيكون استكمالاً لخطاب «بار إيلان» قبل أقل من عامين، الذي أعلن نتنياهو فيه قبوله مبدأ دولتين لشعبين، يقضي بالاتفاق على تسوية مرحلية يتم تطبيقها فوراً، على أن يتم وضع هيكلية التسوية الدائمة وإنهاء الصراع في مفاوضات لاحقة. وبموجب التسوية المرحلية، تقام دولة فلسطينية على نحو نصف أراضي الضفة (باستثناء القدس طبعاً)، وبالتوازي يتم الشروع في التفاوض على المسائل الجوهرية للصراع: القدس، اللاجئين، الحدود، المستوطنات والمياه والأمن. كما يقضي الاقتراح بأن تتاح للفلسطينيين إدارة شؤونهم اليومية بأنفسهم وتطوير اقتصادهم، على أن تبقى المسؤوليات الأمنية عن المناطق الفلسطينية والمستوطنات فيها بيد إسرائيل. ويذكر أن نتنياهو كان قرر عدم إيفاد مستشاره الخاص إسحاق مولخو إلى اجتماع للجنة الرباعية الدولية في بروكسيل لبحث سبل كسر الجمود في المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية. وذكرت صحيفة هآرتس أن نتنياهو يرى في الاجتماع محاولة من الرباعية لفرض حلول دولية على إسرائيل، وأنه بعد أن رفض الأميركيون منحَه ضمانات في شأن أهداف الاجتماع، قرر عدم إيفاد مستشاره الخاص، وعليه سيقوم ممثلون عن الاتحاد بزيارة إسرائيل الأسبوع المقبل لإطلاع زعمائها على نتائج الاجتماع واللقاء الذي تم أمس بين ممثلي الرباعية وكبير المفاوضين الفلسطينيين المستقيل صائب عريقات. محاولات لوقف الانهيار السياسي وفي نفس السياق، أفادت صحيفة يديعوت أحرونوت بأن نتنياهو يفكر في تقديم موعد زيارته للولايات المتحدة المقررة في أيار (مايو) المقبل للإعلان عن خطته السياسية الجديدة القائمة على التسوية المرحلية الطويلة الأمد مع الفلسطينيين. وقالت إن الخطة الآخذة في التبلور تتضمن اعترافاً بدولة فلسطينية في حدود موقتة على نحو نصف مساحة الضفة تشمل أراضي في المنطقتين «ب» (الخاضعة إداريا وأمنياً للسلطة) و «ج» (الخاضعة للاحتلال) والإفراج عن أسرى فلسطينيين وبقاء وجود عسكري إسرائيلي في غور الأردن من دون أن تكون سيادة إسرائيلية في هذه المنطقة، وتجميد البناء في المستوطنات المعزولة في مقابل مواصلته في المستوطنات الكبرى التي تريد إسرائيل ضمها إليها في إطار اتفاق سلام. ونقلت الصحيفة عن أوساط سياسية إسرائيلية قولها: إن إسرائيل ملزمة طرح مبادرة سياسية بعيدة المدى يلمس المجتمع الدولي صدقيتها، وذلك من اجل وقف الانهيار السياسي الذي تعيشه إسرائيل «وقد يتعاظم مع طرح الفلسطينيين طلب الاعتراف بدولة مستقلة لهم في الاجتماع السنوي للجمعية العمومية للأمم المتحدة في أيلول (سبتمبر) المقبل، وهو طلب يلقى تأييداً دولياً جارفاً».وتابعت الصحيفة أن الأميركيين يبدون تحفظاً من خطة نتنياهو ولا يؤيدون التسوية المرحلية لإدراكهم أن الفلسطينيين سيرفضونها. وزادت أن هذا الموقف يدفع نتنياهو إلى التفكير بـ «صفقة شاملة» تقود نحو إنهاء الصراع وحل المسائل الجوهرية. الإصرار على الاحتياجات الأمنية وأضافت الصحيفة عن نتنياهو قوله في أحاديث مغلقة: إن التطورات الأخيرة في العالم العربي تشكل فرصة حقيقية لعملية سياسية «لكنها تستوجب في الآن ذاته من إسرائيل الإصرار على احتياجاتها الأمنية وعدم التهادن حولها»، ما يعني وفق نتنياهو أن يتم تضمين اي اتفاق سلام وجوداً عسكرياً إسرائيلياً فعلياً وعدم الاعتماد على الدعم الدولي. ويرى نتنياهو أن من شأن إبقاء قوات عسكرية إسرائيلية في غور الأردن، من دون ان تكون سيادة إسرائيلية رسمية عليه أن يمنع تهريب أسلحة إلى الضفة. ووفقا ليديعوت احرونوت فإن خطة نتنياهو المرتقبة تواجه معارضة شديدة من قبل قادة حزبه الليكود فالوزير سلفان شالوم يحتج على ان نتنياهو يبلور خطته من خلف ظهر الوزراء. وقال شالوم: انه «محظور القيام بأمور تحت الضغط، لا يمكن لأي خطوة أحادية الجانب ان تتجسد بشكل حقيقي. بعد الثورات في العالم العربي، وأوضح ان كل تسوية يجب أن تقوم أولا وقبل كل شيء على أساس الامن». وحسب شالوم، فإن تجميد البناء في المستوطنات، والذي كان أعلن عنه نتنياهو من طرف واحد لم يؤدِ الا الى الإضرار بإسرائيل. وقال: «نحن لا يمكننا ان نسمح لأنفسنا بالتحلل من كل ذخائرنا قبل أن تبدأ المفاوضات». وتضيف يديعوت ان المبادرة التي تتبلور، لتقترح نقل مناطق الى سيادة فلسطينية، تثير معارضة الوزير موشيه يعلون. وقال يعلون في أحاديث مغلقة «أنا ميت على أن يكون السلام ولكن حتى اليوم أعطينا مناطق وتلقينا بالمقابل الإرهاب فقط. لست مستعدا للبحث بأي شكل من الأشكال في نقل مناطق طالما لا يعترف الفلسطينيون بإسرائيل كدولة يهودية، لا يقبلون احتياجاتنا الأمنية ويرفضون بأن يؤدي اتفاق السلام الى نهاية النزاع». رفيقهما في الكتلة الوزير دان مريدور يعتقد بالذات خلاف ذلك: ففي مقابلة مع صوت الجيش قال مريدور: ان نقل مناطق الى سيطرة فلسطينية هو «مصلحة إسرائيلية من الدرجة الاولى. اذا لم نتخذ مبادرة سياسية فسيعترف العالم بأسره بدولة فلسطينية في حدود 67 سنة». اما الوزير ايهود باراك فحذر في شبكة الإذاعة من «تسونامي العزلة الدولية يتقدم نحو اسرائيل. يجب الوصول على عجل الى اختراق في المسيرة مع الفلسطينيين». ويعتقد الوزير جدعون ساعر بأن «السلطة الفلسطينية لم تعد معنية بإجراء مفاوضات مع اسرائيل. الفلسطينيون يفضلون عزل اسرائيل في العالم والوصول الى إنجازات أحادية الجانب في المحافل الدولية». ويذكر ان استطلاعاً للرأي نشرت نتائجه الإذاعة الاسرائيلية أفاد بأن غالبية الإسرائيليين تتوقع تصاعداً للضغوط الدولية على اسرائيل للتوصل الى اتفاق سلام مع الفلسطينيين عقب التغييرات التي يشهدها العالم العربي. وأشار الاستطلاع الى ان 55 في المئة من الإسرائيليين يتوقعون ضغوطاً دولية متزايدة، فيما يرى 34 في المئة منهم عكس ذلك و11 في المئة لم يعلقوا على الموضوع. حالة من الإرباك تحليلات الصحف الرئيسة تجمع على ان حكومة نتنياهوواسرائيل تعيش حالة من اللايقين والإرباك الشديد على ضوء ما تحمله التطورات الجارية في الشارع العربي ، فقد كتب ايتمار أيخر في يديعوت احرونوت يقول :«بسبب السقوط السياسي الذي تعيشه اسرائيل يفكر رئيس الوزراء نتنياهو بتقديم موعد السفر الى الولايات المتحدة في غضون أسبوعين – ثلاثة أسابيع وذلك لعرض مبادرته السياسية، التي لا تزال قيد التبلور. في القدس ينتظرون الان رد الادارة الأمريكية على المكان الذي يفضلون ان يعرض فيه نتنياهو خطته. إحدى الإمكانيات هي أن تقدم الخطة في خطاب خاص يلقيه نتنياهو – «خطاب بار ايلان 2» – أمام مجلسي النواب في تلة الكابيتول. إمكانية أخرى هي أن يعرض نتنياهو خطته في شهر أيار في مؤتمر «ايباك» في واشنطن. وكتبت هآرتس في افتتاحية لها تقول :«في نهاية الأسبوع الماضي كان يخيل أن التغييرات التي تحدث في الشرق الاوسط والضغط الدولي المتصاعد لتحريك المسيرة السياسية لم تجتز رئيس الوزراء. في لقاء مع كتلة الليكود في الكنيست صد نتنياهو الانتقاد له على الإبطاء في وتيرة البناء في المستوطنات. وعلم أنه قال في أحاديث مغلقة ان الدولة ثنائية القومية ستكون «مصيبة على اسرائيل»، لمنع ذلك فإنه يبلور خطة سياسية، تحطم المأزق في المفاوضات. بل إنه وعد المستشارة الألمانية قريبا سيعرض خطته في «خطاب بار ايلان 2». التسويف لا يخدم المصلحة الإسرائيلية وأضافت هارتس يبدو أن الأمل في أن يكون نتنياهو قد فهم بأن التسويف في القناة الفلسطينية لا يخدم المصلحة الاسرائيلية، كان مبالغا فيه. في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس التشيلي سباستيان بنييرا، عاد نتنياهو وألقى بالمسؤولية عن الجمود السياسي على الفلسطينيين. وادعى بأن اسرائيل اتخذت خطوات عديدة لتقدم السلام وأنها مستعدة للحلول الوسط فيما يعلق الفلسطينيون آمالهم على تسوية مفروضة من الأسرة الدولية. وفي مقال آخر كتبت يديعوت احرونوت على لسان الكاتبة ليعات مودريك تقول:«هذه السنة نحصل على فرصة أخرى للتعرف على الخطط السياسية لرئيس الوزراء. غير أن هذا لن يحصل من على منصة الكنيست بل في تلة الكابيتول في واشنطن، على مسافة ألفي ميل من مقر الكنيست في القدس. الصيغة التي يفترض أن توفر أملا جديدا لسكان المنطقة ستعرض أمام مئات أعضاء الكونغرس الأميركيين، الذي في القسم الأكبر منهم لم يطأوا في حياتهم أراضي الدولة. الوعود بالاختراق ستطرح بالإنجليزية الكاملة، وستوفر على رئيس الوزراء نتنياهو الحاجة الى تحطيم الأسنان بكلمات محلية، شرق أوسطية. الواقع التعيس الذي نعيشه جميعا سيغلف بغلاف أميركي لامع، أزرق – أحمر – ابيض، وأغلب الظن سيحظى بتصفيق عاصف، ولا سيما من الجانب الجمهوري من القاعة». |
|