|
من داخل الهامش شكوى تتكرر، بل لاتتوقف نسمعها من الناقد والمبدع, وثمة حلقة مفقودة لا أحد يقف عندها ألا وهي العجلة, مبدعو هذه الأيام يريدون أن يصلوا إلى العالمية قبل أن يتمكن بعضهم من كتابة اسمه بشكل جيد، مجموعات شعرية لا قيمة لهاإلا أنها أتاحت فرصة عمل للمطابع ومن يعمل بها... ومع ذلك تسمع من يدّعي أن النقد لم ينصفه ولم يأبه بما قدمه ترى كيف ينصفك... وهل تقبل إنصافه إذا جاء ناقد وسلط الضوء على يباس ما قدمته، ومع ذلك يصر هذا الشاعر أو تلك على إصدار مجموعة تلو الأخرى، وهذا حقه ولا أحد ينكره عليه، ولكن من حقنا كمتلقين أن نقول : إن هذا ليس بشعر، إنه أقرب إلى الحصى المسننة منه إلى أي شيء يشبه الشعر. وعلى الطرف الآخر ثمة من يتبرع ويقدم قراءات نقدية لنصوص لاقيمة لها، فتأتي القراءة أيضاً هزيلة، لا تقدم ولا تؤخروثمة مصطلحات شبه جاهزة صالحة لكل نص رديء، وأيضاً هنا مفارقة لا بد من الانتباه إليها ألا وهي أنهم يريدون أو يدعون أنهم يقدمون نقداً جيداً، ولكنهم ينسون أو يتناسون أن المبدع المتميز يستدعي وجود ناقد متميز، فالعملية جدلية تماماً، فمهما كان الناقد متميزاً فلن يقدم نصاً نقدياً جيداً لابداع رديء... ولئلا نكون ظالمين للمشهد الإبداعي ننتقل إلى ما ينشر في الصحف والدوريات وإلى بعض الذين يحملون في حقائبهم مقالات ودراسات وتقارير ولقاءات / مدورة منشورة وأعدت للنشر ثانية / فهؤلاء يشغلون بعلاقاتهم الشخصية وما يتبعها من (شللية) مساحة الورق الأبيض المتاح للجميع من الماء إلى الماء... ومن باب الطرفة الحقيقية لاالتركيب, ذهب أديبان عربيان إلى بلد عربي ناءٍ رأيا مطبوعة جميلة الغلاف، قال الأول: دعنا نشترها لأن فلاناً لم يسمع بها وبالتأكيد ليس له فيها مادة... اشتريا المطبوعة وكانت المفاجأة أنه من كتابها... أعلمتم لماذا نتشابه... لماذا نتكرر فلا المبدع الناشئ يقرأ، ولاالكاتب يتأنى، ولاالصحفي يتابع ولا... الكل يريد حصاداً قبل الزرع. |
|