تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


(فالنتاين كئيب) ما جزاء التضحية ؟؟

سينما
الأثنين 14-3-2011م
رنده القاسم

(الرجل أكثر رومانسية من المرأة، لأنه حين يحب يكون مستعدا للتخلي عن كل شيء لأجل محبوبته ولكن المرأة تفكر بالرجل الذي يملك وضعا اقتصاديا أفضل)،

كان هذا رأي دين (ريان غوسلينغ) حين كان شابا صغيرا حرا ، يعمل حمالا في شركة نقل و يحب الموسيقا و الغناء، و بعد أن دخلت إلى حياته الشابة الصغيرة سيندي (ميشيل ويليامز) تأكدت نظريته و لو بعد عدة سنوات.‏

مع بداية فيلم (فالنتاين كئيب Blue Valentine -) نرى دين مع ابنته فرانكي الحزينة لضياع كلبها، و معا يذهب الاثنان لإيقاظ سيندي التي تبدو كئيبة منذ اللحظات الأولى رغم محاولات الزوج خلق جو من الحيوية و المرح. و مع اكتشاف موت الكلب يبعد الأبوان الطفلة إلى بيت جدها ويقرر دين تمضية ليلة مع زوجته في فندق صغير للخروج من الجو الحزين ، ولكن مع قيام سيندي بالتسوق استعدادا لليلة تقابل بوبي (مايك فوغيل) ويبدو الاضطراب واضحا عليها و يزداد الأمر سوءا مع إخبار دين بأمر اللقاء بالصدفة، و هنا تتداخل لحظات بين الماضي و الحاضر ، لحظات تروي عن بداية الحب و أخرى عن نهايته ، وقد تمكنت زوايا الكاميرا، التي كانت في أحيان كثيرة محمولة ،إضافة إلى العفوية الرائعة للبطلين من خلق الإحساس بأنك أمام أشخاص حقيقيين في فيلم وثائقي قد تشعر للحظات أنك جزء منه .‏

النظرة الأولى بين سيندي و دين كانت كفيلة بإشعال نار الحب في قلبيهما ، واللقاء الثاني كان البداية الفعلية لعلاقتهما ولكن ما لبثت سيندي أن اكتشفت أنها تحمل في أحشائها جنين والده بوبي ، وخوفها من عملية الإجهاض قرر دين أن يتزوجها و يكون أبا لطفلها القادم. رغم أنه لم يرق لأبيها كون زوج ابنته غير مكمل لتعليمه الثانوي، و هو أمر بدا خلال اللحظات الحاضرة سببا في اضطراب علاقتهما ، فدين يعمل الآن دهانا و هي ممرضة ناجحة أمامها فرصة جديدة لتطوير ذاتها.و لكن الشيء الذي لم يتغير أبدا هو حبه لها ، غير أن لقاءها مع بوبي خلق إحساسا بأن شيئا ما لا يزال في داخلها تجاهه .‏

الفيلم من اخراج ديريك سيانفرانس الذي حاز على جائزة شيكاغو كأفضل مخرج واعد، و قد رشح البطلان لعدة جوائز كأفضل ممثل و ممثلة من بينها الأوسكار و غولدين غلوب.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية