|
سينما فالديكورات التي بنيت على الشاطئ لتصوير فيلم (الشراع والعاصفة) تعرّضت للرياح والأمواج العاتية التي استنفرت منذ أيام بسبب الحالة الجوية ، هذه العاصفة شبيهة بالعاصفة التي يواجهها (الطروسي) بطل الفيلم والتي يصوّر الجزء الأول منها على الساحل السوري وهو المتعلق بما يجري على الشاطئ وسيتم استكمال تصوير العاصفة داخل البحر في استديوهات خاصة في أوكرانيا .
(الشراع والعاصفة) الفيلم الذي تم الانتهاء من تصوير 70% منه يقوم بإخراجه غسان شميط ، سيناريو وحوار وفيق يوسف وغسان شميط وهو مأخوذ عن رواية تحمل الاسم نفسه للكاتب الكبير حنا مينه ، أما الإنتاج فهو مشترك بين المؤسسة العامة للسينما وشركة كان ، يؤدي شخصيات الفيلم كل من الفنانين : جهاد سعد ، ماهر صليبي ، حسام عيد ، رندة مرعشلي ، جرجس جبارة ، عبد الله الشيخ خميس ، هدى شعراوي ، ريما الشيخ ،وضاح حلوم ، أندريه سكاف ، زهير عبد الكريم ، ناصر مرقبي .. حول الفيلم كان لنا هذا اللقاء مع المخرج غسان شميط الذي تحدث بداية عن الآلية التي حكمت تعامله مع الرواية وكيفية تصوير مشهد العاصفة الذي يحتاج إلى تجهيزات معينة : الرواية عند حنا مينا فيها أحداث وشخصيات كثيرة ولكن إن كنتَ أميناً لها فستقدم أحداثاً غير مترابطة والأفضل أن تأخذ كتلة وتشتغل عليها لتقنع المشاهد لأنه من غير المعقول أن تأخذ رواية طويلة وتختصرها بساعتين فقط ، لذلك كنت مخلصاً للرواية روحياً وفكرياً والعبرة التي تطرحها موجودة في الفيلم ، وأرى أن رواية (الشراع والعاصفة) من أهم الروايات العربية وبالنسبة إلي هي مشروع سينمائي سيكون خطوة متقدمة حتى على مستوى الفيلم السوري ، وينبغي أن يشكل هذا الفيلم منعطفاً لذلك نعمل وفق سوية تؤدي إلى مستوى متقدم للفيلم ، خاصة أننا سننفذ العاصفة بتقنيات متطورة ، حتى أن الأوكرانيين أتوا وحضروا ما تم تصويره من العاصفة على الشاطئ من أجل إنجاز الغرافيك وقد تَبنّوا العاصفة على الشاطئ السوري لتكون السوية الفنية واحدة بالنسبة للعاصفة على الشاطئ وداخل البحر .
ـ إلى أي مدى تم تدعيم خط البطل الشعبي (الطروسي) على حساب الخطوط الأخرى في الراوية (السياسية والاجتماعية.. ) ؟ منذ البداية حاولنا الابتعاد قدر الإمكان عن الحوارات السياسية في ذلك الزمن واحتفظنا بالخط الرئيسي (الطروسي) لأنه بطل شعبي ونصير للمظلوم وللإنسان المكافح حتى اللحظة الأخيرة ، فدعّمنا الشخصية وقمة المواجهة في النهاية كانت مع العاصفة التي شكّلت الذروة في الرواية ، وينتهي الفيلم بعودة الطروسي من العاصفة رغم أن الرواية كان فيها قسم كامل يدور بعد عودته ، ولكن برأيي أنه بعد العاصفة انتهى الفيلم لأنه أظهر كم هو ريس كبير في البحر وتحدى العاصفة بزورق صغير ، فبات أي شيء يمكن أن نطرحه بعد ذلك أقل أهمية من وجوده في قلب البحر أثناء العاصفة وعودته سالماً ، ودعّمت ذلك بقصة حب شفافة بينه وبين أم حسن المرأة المظلومة ، وهناك خطوط أخرى موجودة في الرواية قمنا بتدعيمها مثل (صالح برو) الذي كان وجوده عبارة عن فصل بسيط في الرواية وفيه يتشاجر مع الطروسي ويذهب للسجن ، ولكن أكملنا هذا الخط في الفيلم بعد خروجه من السجن ليحافظ على شد المشاهد درامياً وبات له خط موازِ للطروسي ، وقد سبق للكاتب حنا مينه أن قال لي إنني حر في رؤيتي الخاصة للأمور ، وقد سألني مرة قائلاً (من أهم شخصية في الرواية ؟) فوجدت أنه أحمد الشاب الذي ينزل مع الطروسي للبحر وينقذ معه الرحموني لأنه استمرارية الطروسي ومثال للجيل الجديد . ـ أين موقع ماريا حبيبة الطروسي في الفيلم ؟ لم أضعها في الفيلم ، فماريا في الرواية عبارة عن مشهد واحد وهي خط صغير من الماضي ، وفضلت ألا أستخدم (فلاش باك) في الفيلم وإنما حاولت أن أعطي استمرارية للحدث فما يهمني أن أقدم هذا الشخص الذي يشبه زوربا في رواية (الشيخ والبحر) لهمنغواي ، وسعيت لإبراز شخصيته المستقلة وهو يتحدى من يظلم الناس والصيادين والفقراء . ـ كيف تم انتقاء الممثلين وماذا عن حقيقة الاعتذارات التي حصلت فقد صرّحت الفنانة رنا أبيض أنها اعتذرت عن المشاركة في الفيلم لرفضها المشاهد الساخنة فيه ؟ عندما بدأت اختيار شخصية الطروسي فكرت بكل الفنانين السوريين الذين قد يكونون قريبين منه ودعيت مجموعة منهم وفي النهاية بدأنا نصفي الأسماء وبقي الطروسي هو الفنان جهاد سعد لأن فيه الكثير من الميزات التي تجعلنا نقول إنه (الطروسي) ، وبالنسبة لدور أم حسن دعيت مجموعة كبيرة من الفنانات واخترت الفنانة رندة مرعشلي ، أما بالنسبة للفنانة رنا أبيض فهي لم تعتذر لأنني لم أعرض عليها الدور أساساً ، أي لم أقل لها هل ترضين تأدية دور أم حسن وإنما دعيتها كما دعيت كل الممثلات ليتم الانتقاء ، وهي ممثلة رائعة ولكنها لا تناسب الدور ، لأن أم حسن شخصية قهرتها الحياة وينبغي أن يكون فيها شيء من الحنان والبساطة ورأيت هذا الأمر لدى رندة مرعشلي ، بينما الفنانة رنا أبيض فتناسبها أدوار أخرى ، وأحب القول هنا إن كثيرات كانت لديهن الرغبة في تجسيد هذه الشخصية . ـ لماذا إنتاج مشترك مع القطاع الخاص ؟ ليس لدينا امكانيات إنجاز عاصفة داخل البحر وتكون مُقنعة من الناحية التقنية ، لذلك توجهنا للبحث عن شريك في إنتاج العاصفة ، وواجهت صعوبة كبيرة في إيجاد الشركة التي ستشارك في الإنتاج وحاولنا الاتصال مع المنتجين السوريين كلهم لكن وهناك شركات وافقت ولكن غيّرت رأيها في اللحظة الأخيرة لأن هناك من نصحها بالابتعاد عن الإنتاج المشترك وهذا ما حدث . وفي النهاية دخلت معنا شركة (كان) بإنتاج العاصفة وكانت (الفرج) بالنسبة لنا ، وهي ستنفذ العاصفة في أوكرانيا بينما تبنت المؤسسة كافة العمليات الأخرى . ـ ما السبب الذي دعاك للاستعانة بمجموعة عمل أوكرانية على صعيد المكياج (التصوير والإضاءة ، التعاون الفني ،الغرافيك ، الأزياء) ؟ بما أن العاصفة ستصور في أوكرانيا والفيلم سيُنجز وفق نظام الدولبي ديجيتال فالتصوير سيتابعه مدير التصوير في أوكرانيا ومهندس الصوت هو من سينجز الدولبي وليس عندنا مهندس صوت ، كما أنه ينبغي المحافظة على المكياج فهو (راكور) هنا وهناك ، والغرافيك من أوكرانيا لأنهم سينفذون العاصفة ، ولكني أشعر بالراحة فلديهم خبرة كبيرة ويقدمون كل ما يستطيعون تقديمه للعمل ، وبالتالي كانت هناك ضرورة من أن نأتي بهم ، ثم إن أجورهم لا تزيد عن أجور الفنيين السوريين ، فلم يتغير شيء على المستوى المادي لا بل على العكس فعدد منهم يأتي مع (العدة) الخاصة بعمله كما حدث مع الغرافيك فقد أتوا وصوروا لقطاتهم حتى تحت الماء . |
|