تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


شـــهادة مجروحـة وليكن.. ولكنـنــــــــــــــــــــــــــــا فزنــا علــــــــــــى الرجــــال!!

شباب
14 / 3 / 2011
عفاف حنـوف

البعض يأتي ليشاهدها من باب الفضول ليس إلا.. والبعض الآخر جاء حاملاً عبء تلافيف دماغه في ذاك الحيز الضيق

ليتساءل بسخرية وأمام الملأ (أنثى شو رح يطلع معها)؟ والآخر جاء مثقلاً بثقل باب الحارة ولسان حاله مستنكراً: يا باطل!!‏‏‏

وإذا كنتَ ضد أو مع..أومن مناصري( خليها بالبيت) لا تحاول أن تؤجج ثورة التيار والتيار المعاكس لأن تلك الناعمة قد قلبت الموازين وسحبت البساط من تحت أقدام مارادونا وبيليه وباجيو وميسي شاؤوا أم أبوا ..‏‏

‏‏

فتلك المستديرة الساحرة وقد غسلت دماغ الملايين تقف الآن مسحورة بتلك ات التي يفرضها المجتمع، وبحكم جسم الرجل واختلافه عن جسم الأنثى قد يتفوق الرجل على المرأة بدنياً لكن يبقى التزام الأنثى أقوى.‏‏‏

تلك المستديرة ليست ملكاً شخصياً للرجل‏‏‏

وإذا كان للاعبة كرة القدم شهادة قد يعتبرها البعض مجروحة من باب لا أحد يصف زيته بالعكر فماذا سيكون رأي الأب الروحي لتلك النواعم .. من هنا حملت تساؤلاتي وتوجهت إلى الكابتن هيثم محمود مدرب فريق منتخب اللاذقية لكرة القدم الأنثوية والذي كان مناصراً قلباً وقالباً لكرة القدم الأنثوية فهو لم يكتف‏‏

بتدريب فريق البنات بل درّب ابنته وبكلّ حبّ لتدخل هذا المجال بقوة وها هي الآن تكمل دراسة الدكتوراه في التربية الرياضية في مدينة برشلونة..حيث قال وبحبّ:‏‏‏

الأنثى أثبتت حضوراً جدياً على صعيد ممارستها لكرة القدم الأنثوية على المستوى العربي والعالمي والأمر أصبح من المسلمات وليست تلك المستديرة ملكاً شخصياً للرجل فهناك رياضات أكثر عنفاً وقد خاضتها الأنثى بكلّ براعة وفي هذا العصر لا يوجد ما يسمى رياضة للبنات ورياضة للشباب فالرياضة رياضة مع اختلاف البنية الجسدية لكليهما فلاعبة كرة القدم للأسف عمرها قصير نسبياً مقارنة بالرجل وعليها بشكل دائم وبجهد أكبر المحافظة على لياقتها ووزنها وهيكلية‏‏

‏‏

جسمها وذلك لخصوصية فيزيولوجية الأنثى عن الرجل وفي مجتمعاتنا العربية عموماً قد تمّ تقبل كرة القدم الأنثوية لكن المجتمع من طرف آخر يفرض عليها الاستقرار والزواج والإنجاب وهذا ما يبعدها عن الملاعب مبكراً.‏‏‏

لا جمهور لها.. وإن أتى‏‏‏

فليضحك وحسب!‏‏‏

أما عندما أفردت أوراق ملفي أمام ندى عبد الله..لاعبة بلياردو ..وطالبة كلية التربية الرياضية سنة ثالثة لم أكن أدري بأنني لامست جرحها إذ قالت لي بعد ابتسامة خفيفة وهادئة:‏‏‏

سؤالك عن لعب الأنثى كرة القدم ذكرني بالسؤال الذي يطرح علينا دائماً وهو كيف تلعب الأنثى البلياردو.. وللأسف نفس النظرة تنظر إلينا على أنها لعبة شباب فكيف الأنثى تدخل هذا المجال؟! لكن برأيي إن الأمر يحمل بعض الاختلاف بين البلياردو وكرة القدم التي فيها شيء من القساوة، وقد تتحمل بعض البنات تلك القساوة، وبصراحة أكبر أجد الحالة غريبة عندما أرى البنات يلعبن كرة القدم لأنها رياضة خشنة والألعاب الخشنة تعودنا أن تكون للشباب.. وعندما تدخل الأنثى هذا المجال يتغير تفكيرها وشكل جسمها ونفسيتها وتصبح بشكل عام خشنة وتفقد الكثير من نعومتها وأنا لست ضد لعب الأنثى كرة القدم لكن بشرط أن تحافظ على أنوثتها وشخصيتها الناعمة ..وبرأيي ليس هناك جمهور لكرة القدم الأنثوية من الشباب وإن أتوا إلىالملعب مثلاً سيكون حضورهم من أجل الضحك عليها ليس أكثر ..وحتى لو كانت محترفة فالنتيجة واحدة، ولن يعترف أحد بقدرتها وستبقى تتهم بعدم قدرتها على اللعب.‏‏‏

‏‏

رياضة شباب ورياضة بنات!!‏‏‏

وعلى الرغم من تأييدها لكل الرياضات التي تخوض غمارها الأنثى لكن سيدة يوسف لاعبة كرة طاولة (بينغ بونغ) وافقت مع الكثير من التحفظ قائلة:‏‏‏

بما أنني رياضية فأنا أشجع كلّ الرياضات حتى تمارسها الفتاة لكن بشرط ألا تؤثر على أنوثتها وشخصيتها وهذا يعود إلى الفتاة نفسها وهنا أطلب من الفتاة ألا تتأثر بشكل سلبي برياضتها كالقدم والسلة، فالرياضة يجب أن تنحصر داخل الملاعب أما خارج الملاعب فعليها العودة إلى حياتها الطبيعية، وفيما يخص ما يقال إن تلك الرياضة للبنات وتلك للشباب أقول في بعض الأحيان هناك رياضات تتطلب مجهوداً عضلياً وفيزيولوجياً ولكن الفتاة لا تستطيع ممارسة تلك الرياضة وهذا ما يحدد الرياضة كتخصص للفتاة أو للشاب ولكن كتفكير وثقافة لا يوجد ما يسمى رياضة للشباب ورياضة للبنات، والرياضة الخشنة إلى حد ما تؤثر على أنوثتها وتغير من طريقة لباسها حيث تقترب من لباس الشباب والتعامل والحديث وتقليد الشباب ببعض التصرفات، وبالنسبة لثقافة المجتمع هي من فرضت استنكار المشهد العام من رؤية البنات يلعبن كرة القدم ونحن في المجتمع مسيرون ولسنا مخيرين وتقاليد المجتمع هي من تفرض قراراتنا التي نتخذها حيال القضايا، وبشكل عام لا يوجد تقبل لهذا الأمر في سورية.‏‏‏

... تطفل‏‏‏

أما محار عبود والتي تدرس الأدب الانكليزي في جامعة تشرين فقد استنكرت وبصراحة مشهد تدافع البنات وراء كرة القدم والذي وصفته باللاأنثوي:‏‏‏

أعتقد أن كرة القدم لعبة خشنة على أنثى وفي حال الإصرار على ممارستها فأفضّل ممارستها في الأعمار الصغيرة لفتيات المدارس وأعمم شعوري هذا على كل ألعاب القوى فالخشونة للرجال، وهم يتباهون بمظهرهم(عضلات مفتولة – خشونة – قوة) وهذا أبعد ما يكون عن المظهر الأنثوي، وبرأيي إن أكثر المشاهد إغاظة لي هو لاعبان يتدافعان على كرة من المطاط فما بالك بفتاتين تقومان بحركات غير مألوفة في عالم النساء من أجل كرة وأعتقد أن ممارسة المرأة لهذه اللعبة هو تطفل على عالم الرياضات أكثر من كونها رغبة واستمتاعاً.‏‏‏

استرجال‏‏‏

أمّا الصيدلانية إيناس عبود أخت محار فقد اختلفت عن شقيقتها في الرأي ووجهة النظر وبرأيها لكلّ شخص حريته في اختيار اللعبة لأن البشر يختلفون بالطباع والأذواق وتستطيع الفتاة ممارسة كرة القدم دون التخلي عن الأنوثة والتحول إلى مسترجلة ولكن كان شرط إيناس التالي :( إذا فهمت الأنثى) أن كرة القدم هي لعبة لا أكثر وليست (حرب نساء).‏‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية