|
شباب
فأحمد معلم يمارس عمله داخل الصف على أكمل وجه, وحياته الاجتماعية ناجحة يفرض فيها وجوده ولكنه في المنزل يتحول إلى تلك الشخصية المهزوزة فلا يقوى على رفع رأسه أمام زوجته الغاضبة التي تعد وتتوعد, ولا يستطيع ردّ إهانتها أمام أطفاله الثلاثة. فما هي الظروف التي تضع الرجل في إطار العنف ومن هم المعنيون بالأمر ... ولم يرفض المعُتدى عليه الإفصاح عما يتعرض له من ضروب التعنيف في المنزل أو العمل .... ترى أيبكي الرجل سراً خلف الستار ؟؟ أثناء بحثنا في هذا الموضوع وجدنا عدداً غير قليل يقابل سؤالنا له عن ظاهرة ممارسة العنف على الرجل بالاستهزاء أو بعدم التصديق فبعضهم قال: أنت لا بدّ تقصد العنف على المرأة وآخرون ثاروا غضباً وقالوا أتقصد أن النساء يضربن أزواجهن، وقسم آخر تجاوب مع هذا الموضوع وأقرّ بوجود مشكلة حقيقية وإن كان الإفصاح عنها يعتبر محظوراً. حول هذا الموضوع أجرينا هذا الريبورتاج ووقفنا على جملة من الأسباب والحلول.. فلنتابع:
* أمل- طالبة ثانوي: أعتقد أن هذه الظاهرة موجودة في مجتمعنا ولكني أرفضها لأنها تؤدي إلى الحد من إبداع الفرد وفاعليته في المجتمع. * نور- طالبة جامعية: السن بالسن والعنف بالعنف إن الرجل الذي يعنف زوجته يستحق أن يعنف منها ومن أطفاله, ليس على المرأة أن تسكت على عنف الرجل بل عليها أن تقابله بالعنف. * سامي – متزوج: لا يمكن أن ننكر وجود مثل هذه الظاهرة في مجتمعنا وبالأخص العنف الاجتماعي فبما أن الرجل يتحمل مسؤولية كبيرة فوق طاقته ولاسيما في مجال العمل وتلبية الاحتياجات المادية أو ربما قبوله تقاليد وعادات ربما هو غير مقتنع بها أما عنف المرأة على الرجل فهو مرفوض تماما عندي فالحياة مشاركة ويجب إيجاد لغة الحوار وإلا فالأفضل الانفصال . *إلهام - ربة منزل: لا يوجد ما يسمى بالعنف على الرجل فبكل بساطة عندما يتعرض الرجل لأي نوع من أنواع العنف في العمل يستطيع أن يترك عمله ويجد عملاً آخر كذلك لا نرى امرأة تفرض رأيها على زوجها فنحن في مجتمع ذكوري لا دور للمرأة فيه. * باسل- مهندس حاسوب: أنا أرى أن هذه الظاهرة حقيقية وأن كان الكثير ينكر وجودها أو يرفض تصديقها وقد توجد لدينا نساء غاضبات أما بالنسبة لتسلط رب العمل أو ربة العمل على الرجل فهذا ربما من طبيعة العمل الذي يفرضه وليس تسلطاً لتحقيق رغبة شخصية أو ربما هذا عائد إلى التكوين الفكري والاجتماعي لهذا الرجل . نادين – معلمة: برأيي أن هذا العنف يمارس بشكل خفي غير واضح لأن الرجال يخافون الفضيحة أو الانتقاد وهذا لا يعني عدم وجود مشكلة حقيقية تحتاج إلى حل فالمجتمع الذكوري يزرع في نفسه أفكاراً فيواكب عادات وتقاليد على الرغم من عدم اقتناعه بها وهذا ما يسمى العنف الفكري وليس عنف المرأة على الرجل إلا في حالات نادرة ومن هذه الحالات أن يتربى على أن يتبع لوالدته في كل قراراتها فتمحى شخصيته. رأي تربوي ترى الدكتورة وفاء وهي طبيبة ومرشدة نفسية أن قضية العنف موجودة بشكل أو بآخر، وتتنوع تبعا للشخوص, وقد يظهر هذا العنف بشكل سلوكي جسدي تمارسه بعض النساء ضد الأزواج وإن كان هذا السلوك الأقل انتشارا بين أقرانه لأنه يظهر جلياً في الزيجات التي تبنى على فروق تتفوق فيها المرأة ماديا أو معنويا على الرجل ما يجبره على تسليم مفاتيح السلطة الأسرية للمرأة وبالتالي يضطر لدفع ضريبة هذا العمل ومنه ما يظهر على شكل سلوك معنوي تكون فيه المرأة غير قادرة على التعنيف الجسدي لكنها تستخدم لسانها السليط في محاولة لتفعيل دورها القيادي في الأسرة ويزداد هذا الدور إذا ما استمالت أولادها في تعنيف الزوج والتقليل من احترامه مما يدفع بالآخر إما إلى التراجع أو إلى الرضوخ, ومنه ما يظهر على شكل سلوك جنسي والذي تتضافر عوامل كثيرة لا مجال لذكرها وغالبا ما يطلق عليه المجتمع ( الخيانة ) والذي تجد المرأة له أسباباً كثيرة لتدافع عن تصرفها هذا على الأقل بينها وبين نفسها. وتضيف: يتخذ تعنيف الرجل شكلا آخر عندما تلجأ المرأة لممارسة عنف جسدي على الأطفال محاولة منها تفريغ حقدها من الزوج ولا يمكن لباحث الشؤون الأسرية أن يفصل هذا العنف عن عنف الرجل لأن الرجل يعتبره موجهاً إليه بشكل أو بآخر, ومن الباحثين من يرى أن المرأة قد تمارس عنفاً غير مقصود عندما تعبر عن وعيها ورأيها في ظل وجود زوج غير مثقف فتبدو هي صاحبة الكيان وهذا ما قد يعتبره بعض الرجال تعنيفا لوجودهم، والحلول هي نظرية أكثر مما هي قريبة للواقع, حيث يذهب البعض إلى ضرورة المواءمة من حيث المستوى المادي أو المعنوي بين الزوجين و هذا غير مقبول لأنه قد يذهب بالحب إلى الهاوية، ومنهم من يرى أن تحديد الأدوار في قيادة الأسرة بين الرجل والمرأة سبيلا للقضاء على مظاهر العنف المتبادلة, ولعل هذه المسألة قابلة للبحث والاستزادة وبالتالي هي تختلف ليس فقط تبعا لزوجين يقرران تكوين الأسرة بل للمجتمعات التي ينتمي إليها الزوجان ولتكوين فكري وعادات وتقاليد إضافة إلى النظر للدين ومفهوم الأسرة بالأساس. |
|