|
الصفحة الاولى أما بالنسبة للشعب السوري فالحقيقة واضحة كالشمس في عليائها.. في جنيف ظهر التناقض واضحا بين اتجاهين يمثلان مشروعين مختلفين، المشروع المقاوم الساعي لبناء دولة حديثة عصرية أساسها التمسك بالسيادة والقرار الحر المستقل، يمثله وفد الجمهورية العربية السورية، والمشروع الآخر هدفه اسقاط الدولة السورية وعنوانه الأبرز نهج الاستسلام والتقسيم والتبعية للأجنبي ويمثله وفد الائتلاف المسمى "المعارضة" وهذا ما تعكسه جلسات الحوارحتى اليوم. وعلى وقع حالة الهذيان والضياع التي يعيشها وفد الائتلاف المسمى "المعارضة" والذي ازداد تشتتا قبل وصوله إلى جنيف، قبل أن تضعضعه أروقة قاعات مؤتمراتها، وتعري حقيقة ولائه وحجم تمثيله استؤنفت جلسات الحوار بين الوفد الرسمي السوري والدول الداعمة للإرهاب، التي يمثلها وفد الائتلاف المسمى "المعارضة" لتسجل من جديد نقاطا أخرى لصالح الدولة السورية الجامعة لكل أبنائها، فهي تعمل وفق مفهوم الدولة وليس بمفهوم التنظيمات أو الميليشيات أو غيرها من التسميات كما يفعل الطرف الآخر، الذي سقط في الضربة القاضية لجهة تمثيله أولا، ولجهة حجم المقومات التي يمتلكها ثانيا، فهو عندما حشر في الزاوية قالها بالفم الملآن أنه لا يملك أي شيء يقدمه، وأن لا سلطة له على المجموعات الإرهابية التي تستبيح دماء الشعب السوري، وجل ما تفوه به هو المراوغة والكذب والنفاق للتنصل من أي التزامات تستوجب الحل، وقد اتبع العديد من الدورات ليتقن هذا الكار، ويبدو أنه سيتغلب على معلميه" الأميركي والصهيوني والسعودي" في هذا المجال عما قريب، فمن امتهن القتل وباع ضميره وشرفه مقابل حفنة من الدولارات يسهل عليه كل شيء. الطرف الآخر أراد أن يختبر مدى قدرته في تنفيذ الأوامر والتعليمات فعزف على وتر المساعدات الانسانية، ولكن من باب ايصالها لبعض مرتزقته وإرهابييه فقط، واختار أحد أحياء حمص لهذه الغاية، أما باقي المناطق التي يحاصرها الإرهابيون من العصابات الوهابية التكفيرية، ويمنعون الغذاء والدواء عن أطفالها فهي خارج كل حساباتهم، وتجاهل ذاك الطرف وداعميه بأن إرهابييهم هم من يمنعون وصول المساعدات إلى مستحقيها ،وبأن الدولة السورية لا تفرق بين أبنائها على الإطلاق، وبأن المساعدات الانسانية هي من أولوياتها وواجباتها. أروقة جنيف تكشف يوما بعد يوم بأن من يسمون أنفسهم "بالمعارضة" ما زالو أسرى لخيالاتهم وأحلام داعميهم، هم يريدون تحقيق ما عجزعنه أسيادهم في الميدان عن طريق السياسة، بينما الشعب السوري يريد شيئا آخر,هو اجتثاث الإرهاب من جذوره، وبتر يد داعميه ومموليه ومصدريه، والحفاظ على دولته قوية منيعة، وهو ما يتكفل فيه جيشنا الباسل الذي يحقق في الميدان الانتصارات تلو الأخرى، وفي النهاية سيكسب في معركته ضد الإرهاب، تماما كما سيكسب الوفد السوري معركته السياسية في جنيف. |
|