|
فضائيات بعد أن اشتهرت كممثلة في مصر لم أرها إلا في اللاذقية أثناء تصوير فيلم ( الحدود ) مع دريد لحام، في بداية عام 1981 . بالطبع تابعت أدوارها والشخصيات المهمة التي لعبتها في السنوات التي مضت، وكذلك لقاءاتها ومبادراتها في المجال الوطني والقومي إن كان في بغداد، أو غزة، أو لبنان . ما دفعني للكتابة عنها - ولو بعد وقت ٍ طويل - اللقاء التلفزيوني الذي بث ليلة الجمعة ( على شاشة nbn ) معها حول الوضع العام في سورية والوطن العربي ، وكانت لها أفكار ٌ مهمة ٌ كفنانة ٍ ، وكاتبة ، لكن أكثر ما شدني في لقائها كان الحس القومي الواضح،والتحليل المنطقي للصراع في المنطقة. لن أدخل في تفاصيل حديثها والمواضيع التي تحدثت بها ، بل سأقف عند مسألة الصراع في المنطقة كما حاولت رغدة أن تفهمه للمتفرجين ، والذي يمكن أن يوضع تحت عنوان ٍ كبير هو ( كيف يعيد التاريخ نفسه ) وهو الموضوع الذي يستهويني ويشدني للكتابة ، وخاصة ً لقناعتي بأن : التاريخ يدور في سلسلة ، ويعيد نفسه ولو بأشكال ٍ جديدة ٍ وأدوار ٍ جديدة . في اللقاء المذكور تجنبت ( رغدة )الحديث بشكل ٍ مفصل ٍ عن الدور الهدام الذي قام ، ويقوم به المحافظون الجدد في العالم ، مدعومين من قبل قوى ً عالمية ً كثيرة،هدفها دعم النزعة العنصرية الصهيونية ،والانتقام من أي شعب ٍ ،أو أمة ٍ ، أو دولة ٍ - أساءت - كما يرى هؤلاء للصهيونية ، وكان غزو العراق هو المثل الأوضح في هذه المرحلة ، والمعروف أن المتضرر الأكبر من هذا الغزو كان الشعب العراقي ، والعربي ، ولصورة ٍ أوضح : كانت الحضارة القديمة للمنطقة هي المتضرر الوحيد ،.. اللقاء مع رغدة ، إضافة ً لما ذكر ، هو لقاء ٌ مع الجيل الذي ولد في الخمسينات ودرس في الستينات والسبعينات ، وتشكل فكريا ً وأدبيا ً وفنيا ًَ من خلال ثقافة ٍ مهمة ٍ وأسماء أدبية ٍ وفنية ٍ وفكرية ٍ هامة ٍ أيضا ً ،أسست لجيل ٍ يلعب دورا ً هاما ً في الفكر والثقافة والحضارة هذه الأيام . لذلك عندما يطرب جيلنا لأغنية ، لا يفهمها أبناء الأجيال الأصغر ، وكذلك الأمر بالنسبة للفلم والرواية والكتاب ، ليس نوعا ً من صراع الأجيال بل نوع ٌ من مصادر الثقافة التي تختلف بين جيل ٍ وآخر . حيث أثبتت ( رغدة ) من خلال هذا اللقاء أنها فنانة ٌ ملتزمة ٌ قولا ً وفعلا ً ، وتؤدي دورا ً شجاعا ً في أكثر من مناسبة ، وأكثر من مكان ، وأنها ممثلة جيل ٍ شرب حب الوطن من صدر الأرض وهموم الوطن . |
|