|
فنون
أما الركيزة الأولى فتحققها من خلال متابعتها دراستها الموسيقية الأكاديمية في فرنسا حالياً. فهي تعمل على نيل درجة الماجستير في الموسيقا . أما الركيزة الثانية فتتمثل في اطلاعها على عيون الشعر العربي بغية اختيار مايناسب التلحين والغناء. فمشروعها الغنائي يقوم كله على الشعر العربي الفصيح. وهي لاتكتفي بقراءة الشعر فقط، وإنما تدرس دراسة متعمقة لحياة الشاعر والغايات التي كتب الشعر من أجلها. وبذلك تحيط إحاطة كاملة بالشعر ومضامينه. فعندما اختارت أبياتاً لابن زيدون ولولادة بنت المستكفي لتلحنها وتغنيها، قرأت الكثير عن حياتهما وشعرهما. ونفس الأمر فعلته حينما اختارت أبياتاً صوفية لشيخ الطريقة المولوية جلال الدين الرومي . ووعد بوحسون الوحيدة من بين المغنيات من خريجات المعهد العالي للموسيقا بدمشق التي تجيد العزف على العود، وتعزف عليه أثناء غنائها، سواء بمرافقة فرقة موسيقية أو لوحدها. وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على تمكنها الموسيقي. أما بقية المغنيات من الخريجات فيقدمن مايتاح لهن دون أي منهج محدد. ووعد بوحسون بدأت مسيرتها الموسيقية بداية صحيحة. فعندما انتسبت إلى المعهد العالي للموسيقا اختارت دراسة العزف على العود. الأمر الذي ساعدها على التعمق في المقامات الموسيقية التي هي ضرورية لها كملحنة ومطربة. وبعد تخرجها انضمت إلى التخت النسائي الشرقي لتنمي خبرتها كعازفة على العود وكمغنية، فاتجهت إلى التراث الغنائي العربي تؤديه بغية تدريب صوتها وإغناء تجربتها. بعد ذلك بدأت تشق طريقها في مشروعها الذي اختارته، والمتمثل باختيار مقاطع من الشعر العربي القديم وتلحينه وغنائه كما ذكرت. فاتجهت أولاً إلى الشعر الغزلي، واختارت أبياتاً لابن زيدون مطلعها: يا نائماً أيقظني حبه / هبْ لي رقاداً أيها النائم ثم أبياتاً لولادة مطلعها: أغار عليك من عيني ومني / ومنك ومن زمانك والمكان بعد ذلك اتجهت وعد إلى الشعر الصوفي، فاختارت قصيدتين لجلال الدين الرومي من ديوانه (ترجمان الأشواق) . القصيدة الأولى (أدين بدين الحب أني وجدته) والثانية (ألا يانسيم الريح بلغ مها نجد). وفي ألحان وعد لهذه القصائد برعت في التعبير عن مضامين الشعر، سواء في تلحينها أو في غنائها. ومشروع وعد في هذا المضمار مشروع رائد. لم يسبقها فيه أحد في سورية. وإنما سبقها في ذلك نداء أبو مراد من لبنان. ووعد في مشروعها هذا استطاعت أن تثبت وجوداً قويا في مهرجانات عربية وعالمية عديدة، منها مهرجان المتخيّل في باريس، ومهرجان فاس في المغرب والمدينة في تونس وغيرها من المشاركات. |
|