|
مجتمع
ففي إطار متابعة وتنفيذ برامج وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل الهادفة لبناء قدرات الفئات المستهدفة وتمكينها من الولوج لسوق العمل بسهولة بعد ربطها بدورات تدريبية تنفذ عبر مرصد سوق العمل في الوزارة ،يقوم المرصد بتنفيذ برنامج استطيع في مركز المعهد الأوربي في جرمانا والذي يستهدف 2000 مستفيد من الذكور والإناث من الشريحة العمرية بين الثامنة عشرة وحتى الواحد وستين عاما ، حيث يتم التدريب وبناء القدرات على أكثر من خمسة عشر مهنة من اختصاصات عمل مختلفة .
توفير الكوادر وبين محمود الكوا مدير مرصد سوق العمل في الوزارة أن البرنامج يستهدف توفير التدريب المهني للمشاركين فيه ،فبعد ان توسعت مساحات الأمن والأمان في مختلف المناطق السورية بفضل انتصارات الجيش العربي السوري أصبح هناك حاجة إعادة الطلب على اليد العاملة ونتيجة لهذا الطلب وجهت الوزارة بأن يكون لديها تدريب مهني ليتم رفد المتدربين مهنيا لسوق العمل لتلبية احتياجات مرحلة إعادة الإعمار التي يتم العمل عليها حاليا ، كما أن التدريب في المركز يقدم أكثر من تسع مجالات تشمل مهن البناء والصحية والكهرباء والصيانة ومكنات الخياطة والمكيفات والآلات ، وربط السيدات المشاركات بتدريب على صيانة مكنات الخياطة يعتبر بحد ذاته تعزيزا للرأسمال البشري . ولفت الكوا إلى أن السيدات اللواتي يقمن بالتدريب يواجهن عقبة لأن المكنات التي يعملن عليها قد تتعطل وبالتالي يتعطل مورد رزقهن ، وهنا كان لابد من إجراء تدريب لهن لصيانة هذه الآلات كي لا يتوقف عملهن وبذلك يتحقق المزيد من الانتاج ، فالهدف الأساسي من التدريب المهني التشبيك الإيجابي بين برامج الحماية الاجتماعية التي تقيمها الوزارة لتكون عبارة عن تدريب وربط مع احتياجات سوق العمل أي أن تقدم الوزارة برامج تدعم الفئات الأكثر هشاشة ببرامج مختلفة ، وبذلك يتم الحصول على مخرجات الدعم الاجتماعي التي توفرها الوزارة عبر القطاع الأهلي لتدريب هؤلاء الاشخاص على مهن تجعلهم قادرين على الاستغناء عن هذا الدعم وتمكنهم وتوفر لهم فرصة عمل ، وبالتالي تريح قائمة الدعم الاجتماعي وبنفس الوقت الاشخاص المتلقون لهذا الدعم يتحولون من متلقين للدعم إلى معيلين لأسرهم ومنتجين فاعلين ، وبمرحلة لاحقة ممكن أن يكونوا أشخاصا مولدين لفرص العمل ،ولدى الوزارة العديد من الوسائل التي روجت من خلالها للبرنامج منها صفحة الوزارة وصفحة مرصد سوق العمل ووسائل الاعلام ، مع التركيز بشكل أساسي لاستهداف الشرائح المستحقة والوصول للأسر والفئات الأكثر هشاشة ومنها النساء المعيلات لأسرهن في مناطق عدة . وأشار الكوا الى أن هناك معيارا أساسيا للشخص المستفيد من هذه الدورات ففي حال كان من الممكن ان يستفيد من دعم أومعونة من إحدى الجمعيات بعد اتباعه لهذه الدورة يتوقف عن تلقي المعونة كونه تمّ تدريبه مهنيا وربطه بفرصة عمل ، كما أن قواعد البيانات التي تم الاعتماد عليها للاستفادة هي قواعد بيانات وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل عبر مركز الإرشاد الوظيفي ومكاتب التشغيل والبوابة الالكترونية لمرصد سوق العمل . من اجل التشغيل وبين مدير منظمة المعهد الأوروبي للتعاون والتنمية نضال بيطار ان المنظمة تعمل على التدريب الحرفي لرفع الكفاءات وبناء القدرات لكافة فئات المجتمع شباباً وكباراً في السن ، وتعمل على العديد من المشاريع وكل مشروع له شريحته المستهدفة التي يتم العمل معها وبمنطقة محددة ، كما أن مشروع استطيع هو واحد من هذه المشاريع التي تعتبر محاولة لتغيير فكر في حالة بلد مرت بسنين من الحرب القاسية واعتمدت لفترة على المساعدات الغذائية وانتظار المعونة إلى مرحلة رفض المعونة وإسقاطها بقرارٍ شخصي والتحول إلى التدريب ليكون هذا التدريب منتهيا بالتشغيل . حيث يتم نقل المتدرب بذلك من مرحلة الانتظار لفرصة عمل لمرحلة العمل ، مشيراً أن التدريب يتم من قبل مدربين مختصين بحيث لا تكون المعلومة فيها إطالة وبعدها يتم القيام بربط هؤلاء الأشخاص المدربين القادرين على العمل وربطهم بسوق العمل بوظيفة محددة وبذلك يتم تحقيق الأمن الغذائي لهم . المتدربون من جهتهم اكدوا على اهمية التدرب والمعلومات التي يتم الحصول عليها من قبل مدربين متخصصين في مجالات مختلفة عبر برامج التدريب المعتمدة، وما يمكن ان يحققه هذا التدريب من اكتساب الخبرة والمعرفة والتمكن من اتقان المهنة التي يتم العمل بها وضرورة التدرب حول صيانة وإصلاح الآلات والمكنات التي يتم العمل بواسطتها لمختلف المهن التي تمارس وعبرها يتم تحقيق مكسب ومورد مادي مناسب للفرد وعائلته . ولفت المتدرب في مجال مهنة الكهرباء المنزلية محمد أنس خلف لأهمية عملية التدريب التي حققت له فائدة كبيرة من خلال المعلومات النظرية والتدريبات العملية المختلفة والتي تجعله في نهاية الدورة متمكنا جدا من هذه المهنة ، والتمكن من التعليم الذاتي والاعتماد على النفس وبناء القدرات بما يجعل الفرد قادرا على تحقيق مورد مادي من خلال المهنة التي يعمل بها ويحقق لأسرته متطلبات الحياة اليومية . وأشارت المتدربة في مجال اصلاح المكنات كوثر مسلم حمد من محافظة الحسكة الى مدى الاستفادة التي حققتها من اتباعها لعملية التدرب في الدورة والمعلومات والمعرفة التي حققتها من المدربين في مجال اصلاح المكنات والخبرة في ذلك ،فمن المهم معرفة صيانة وإصلاح الالات من قبل الذي يعمل في المهنة فالتمكن من اصلاحها يساعد على عدم توقف العمل فترة طويلة وانتظار من يصلحها لوقت طويل وبالتالي توقف العمل والإنتاج ، والبرنامج يساعد على الالمام بجميع الامور المتعلقة بالمهنة واستمرار العمل فيها ووصول الفائدة والخبرة لجميع المشاركين في البرنامج من مختلف الشرائح والمهن . |
|