|
عين المجتمع هذا الخبريمكن النظر إليه من عدة زاويا ,الزاوية الأولى هذا العدد الكبير للجمعيات السكنية وأنه لو قامت بدورها على أكمل وجه لما شكى أحد من عدم وجود سكن, ولما كان هناك سكن عشوائي . الزاوية الثانية المبلغ الكبيرالمدفوع من قبل الأعضاء وهو ما يقارب المئتي مليار ليرة وهو مبلغ ضخم قد تجمع ما قبل الأزمة أي عندما كان الدولار بـ خمسين ليرة أو أقل فلماذا إذا هذه الجمعيات لم تقم بواجبها وأنجزت مساكن منتسبيها ولماذا تم تكديس هذه الأموال في المصارف أو في جيوب الأعضاء التنفيذيين لهذه الجمعيات والتي فروا بها في نهاية الأمر ... الزاوية الثالثة هو عدد المنتسبين الضخم لهذه الجمعيات وهو يقارب الستمائة ألف منتسب... الزاوية الرابعة العدد القليل الذين استفادوا أو تخصصوا لدى هذه الجمعيات بمساكن وهو أقل من ربع عدد المنتسبين.. إنها الطامة الكبرى أن يتحول حلم هذا المواطن بمسكن بسيط له ولعائلته إلى عملية مد وجزر بين أيدي الناهبين والمتلاعبين... لاشك ان الجميع متفقون قبل الأزمة وبعدها أن تجربة الجمعيات السكنية فاشلة بامتياز ولكن لم أحد إيجاد بديل أفضل إلى الآن. ولكن حل هذا العدد الكبير من الجمعيات السكنية دون وجود بدائل مقنعة ظاهره خير و باطنه أذى لهذا المواطن المنتسب حتى ولو قدموا له جميع الحلول فهو الخاسر الأوحد... خسر عمره وهو ينتظر مسكناً وخسر أمواله التي تحولت إلى ملاليم بفعل التضخم الكبير للعملة وخسر مصداقيته أمام أولاده أنه في يوم من الأيام قد وعدهم بمسكن وحتى وأن أدركه الأجل يمكن لهم أن يجدوا لهم مأوى وهو بيت الجمعية ولكن هيهات هيهات أن يترك هذا المواطن يحقق ولو حلماً صغيراً فحيتان المال التي دخلت على خط هذه الجمعيات بيعا وشراء وسمسرة ,أخذت عهداً على نفسها ألا تترك أمراً إلا أفسدته نهباً وسرقة... لذلك يجب إعادة النظر بباقي الجمعيات قبل حلها والتفكير ملياً بهذا العدد ا لضخم من منتسبيها ولماذا لا تقوم وزارة الأشغال والإسكان هي بالبناء لهؤلاء الناس بهذه الأموال المكدسة على غرار ابنية السكن الشبابي ... اما ان الهدف من حل هذه الجمعيات هو تصويب عمل القطاع السكني ووضعه على السكة الصحيحة فهو غير موفق ,وهذه الجمعيات لن تعرف السكة الصحيحة حتى ولو لم يبق أي جمعية سكنية . |
|