تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


من المسؤول عن الأزمة الغذائية العالمية?

عن لومانيتيه
اقتصاديات
الأربعاء 23/4/2008
ترجمة دلال ابراهيم

تظاهرات الجوع تقفز من قارة الى أخرى,ومن بلد الى اخرفقد زاد متوسط سعر الوجبة الواحدة بنسبة 40% في الدول النامية, وملايين الأشخاص باتوا في فقر وبؤس مدقع,لا يجدون ما يسدون به رمقهم.

وتسعى المؤسسات المالية الدولية الى حجب حقيقة المآسي التي يشهدها العالم حالياً,فتارة تسوق لنا حجة التغييرات المناخية أو تشكو تارة القضاء والقدر .‏

وحقيقة الأمر,ليس وراء هذا الوضع المعيشي المتدهور سوى الجشع والنهم اللذين لا يرتويان لمزيد من رؤوس الأموال.‏

حيث فرض البنك الدولي وصندوق النقد الدولي على البلدان الفقيرة التخلي عن الزراعات الغذائىة المعيشية من أجل التحول نحو زراعة المواد الأولية,وحولها جرت مضاربات المجموعات الكبرى.‏

كان ذلك هو الشرط لمنح القروض بحجة التطوير وقادت الى تدمير الخدمات العامة أو المؤسسات الوطنية فارتفاع سعر البترول الذي اتخم الشركات النفطية دفع بالدول الرأسمالية الى التشجيع على زراعة الوقود الأخضر (للحصول على الوقود الحيوي)وبناء عليه, فقد استولت على مساحات واسعة من الأراضي التي كانت تزرع بمواد غذائية ضرورية.‏

وتحولت المضاربات المالية المسكونة بالقلق من انهيار سعر الدولار وكذلك من أزمة مصرفية الى الاستثمار في المضاربات على المواد الأولية الزراعية,فخربت هنا,وعاثت فساداً هناك,وضربت سوق العمل, وشجعت على الاغراق الاجتماعي, وسحقت تكاليف العمل (وبالتالي القدرة الشرائىة) .‏

وحين قررت العديد من الدول النامية وقف صادراتها الزراعية,تصدت لها منظمة التجارة العالمية التي تصر على تحرير المبادلات,بالمقابل أوقفت المساعدات الزراعية,وعطلت الحقوق الجمركية.‏

ويرثي على هذا الحال مدير صندوق النقد الدولي دومينيك ستراوس خان ويقول: ( اذا استمر ارتفاع سعر المواد الغذائية فالنتائج ستكون مخيفة). بينما مدير البنك الدولي دعا الى الحاجة الى (خطة جديدة) غذائىة.‏

وأعلنت اللجنة الأوروبية عن ارتسام صدمة غذائية في الأفق,غير واضحة المعالم كثيراً مثل الصدمة النفطية ولكن لا شك سيكون لها تأثير من تسونامي اقتصادي على افريقيا بشكل خاص..‏

ولكن ماذا فعل زعماء العالم أولئك حينما انخفضت المساعدات للدول الفقيرة بنسبة 17% خلال عامين?‏

وماذا قالت راما ياد,حينما انخفضت المبالغ المخصصة من فرنسا بقرار من رئيسها نيكولا ساركوزي?‏

لا شك ان حياة أولئك الملايين من البشر لم ترتق في نظرهم الى مصاف حقوق الانسان التي يتمسكون بها. وبالنسبة للمولعين بالسوق,لا يشاؤون البتة المس بنظام وضع مسألة التنمية في قفص الاتهام,بحيث أنه وضمن تلك الشروط,أي دولة لن تبلغ عام 2015 الأهداف الألفية التي حددتها الأمم المتحدة.‏

وبالتالي فإن استمرار بقاء المصادر من خلال تخريب مصادر المياه,والقضاء على التوازن في الانتاج الزراعي,فإن بقاء الانسانية مهدد بنضوب الكرة الأرضية واندلاع حروب الجوع.‏

وهنا ,لقد دلت العولمة الرأسمالية على فشلها من خلال بروز كبير لشبح مجاعة جديدة.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية