تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


استعصاء

معاً على الطريق
الأربعاء 23/4/2008
غسان الشامي

ديفيد ولش خاف من انزلاق وليد جنبلاط فجاء لتثبيت بقية الولشيين وأطلق النار على ميشال عون ثم ذهب يصطاد الحبارى في الرياض ,ومن الإمارات بشّر اللبنانيين بصيف ساخن.

كوندوليزا رايس تجاوزت حاجز المئتي ألف كم/جوي نحو الشرق الأوسط , تارة بهوى رام الله وتارة لتجمع عيدانها الأمنيين والدبلوماسيين في جنة دلمون كي يرفعوا أشرعتهم عكس أشرعة السندباد البحري و..هيا إلى البصرة ثم عبر طريق القوافل إلى بغداد..محط البوشية قبل أفولها, وبعدها لتلملم النشامى في الكويت كرمى طارق متري.‏

زعيم الأكثرية النيابية في منطقة حائل ,سعد الدين الحريري ينام منذ شهرين بعيداً عن قريطم والقريطيميين ويتابع عبر الهاتف غير الخاضع لرقابة البحرية الألمانية أوضاع نبيه بري مستعيناً بابتسامة كولينوس عمار الحوري ,بعضهم يعزو غيابه للأمن,والبعض الأخر لأن قائد استخبارات الواحات النجدية طلب منه إخلاء الساحة لمهوى القرط الأمريكي في ثغر بيروت فؤاد السنيورة وعدم المشاغبة على حراكه الذكي , والبعض الثالث يقول أن وضعا عائليا ضاغطا يستدعي غيبة الزعيم عن الاستصباح بأنوار وجهي علوش وسيرج طورسركيسيان.‏

رئيس الحكومة الشرعية المحجّبة جوزوياً بين المطار والسرايا ,المغرم بدبلوماسية الهاتف يناقش عبر الأثير قضايا المستقبل مع الأنداد أنفسهم الذين تتنقل بهم رايس من عمان إلى شرم الشيخ فالمنامة ,علّ وعسى تنقشع الغمامة وينتخب رئيس ينتظره الأنكل فؤاد بفوارغ الصبر.‏

وبين حراك حكيم طب العظام وتنشقه التاريخي لفلسفة العزة اللبنانية في معراب,وبين (الميشافيلية) المرّية في المتن المتخصصة بحدلِ الطرقات أمام مسيرة قائد الجيش نحو الرئاسة,بعد أن نجح التزفيت مع رئيسين سابقين ,وبين حكمة شيخ رؤساء التوريث النخبوي أمين ,يصلنا كتاب الاستعصاء السياسي, منكّهاً بنعناعِ حرب وحبقِِ شمعون وبيلسان أده مع بهارات ثقافة استقلال شهيب.‏

أما ديمقراطية البلديات التي هبّت رياحها لجلب العماد سليمان إلى الرئاسة فأمرٌ آخر يستحق مؤتمرا فكريا للبحث في معطياته قبل اجتماع مؤتمرات المخاتير لبحث أزمة (اللبنانوفوبيا) في فضائل (الكشك بقاورما) الألفثالثية, ممهورة بانسداد مبادرة جامعة العرب ,وانقباض عضلات وجه كوشنير .‏

يا أخوان, بين معارضة تنتظر فرجا من عند عالم عليم, تنزّل همّها من حكومة وحدة وطنية إلى قانون انتخاب إلى مجرد إعلان نوايا ,بين موالاة متحالفة مع معلوم رجيم , يبحث عن خلاص في عراق ما بعد الياور(على فكرة هل ما زلتم تتذكرونه?) سوف يبقى لبنان مستعصيا على الحل ,وبلا تعب راس ,لأن المشكلة أبعد من ذلك ولا تحتاج في الوقت نفسه إلى البصّارة أم عصام..لأن كل استعصاء يحتاج إلى شربة ..ربما أفضلها زيت الخروع.‏

كاتب لبناني‏

ghassanshami@gmail.com‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية