تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


انتهى موسم الجزر

نافذة على حدث
الثلاثاء 21-1-2014
عبد الحليم سعود

بعد مسرحية استعراضية لم تنقصها رقصات الغنج والدلال وبعض المواقف الهزلية التي لها شبهة الديمقراطية وافق ائتلاف الدوحة «المسخ» ـ الغافي على

وهم تمثيله للسوريين ـ على المشاركة بمؤتمر جنيف2 طبعا دون شروطه التعجيزية المسبقة، ولسان حاله يقول «مكرهاً أخاك لا بطل»، فالعبيد لا تملك حقّ القبول أو الرفض، ومتى شاءت واشنطن أمراً هرع مثل هؤلاء للتلبية صاغرين وإلا كانت العصا من نصيبهم بعد أن انتهى موسم الجزر..!!‏

فكل من تابع حكاية هذا الائتلاف «الأجرب» منذ تمت لملمته وتشكيله بإشارة يد من الشمطاء المتصابية «هيلاري كلينتون» وصولا إلى تعيين الأجرب السعودي «أحمد الجربا» رئيساً له، إرضاء لمملكة العار الساخطة والمحبطة، يدرك أنه لم يتجاوز في لحظة من اللحظات كونه مجرد ورق لعب حرصت الإدارة الأميركية على استخدامه في مناوراتها وألاعيبها المكشوفة علّها تحسن شروط حضورها للمؤتمر الذي سيعقد بشروط السوريين لا بشروط غيرهم، وما عدا ذلك كان مجرد محاولة لتخفيف وقع الهزيمة التي لحقت «بأعداء الشعب السوري» منذ مؤتمر تونس وصولاً إلى طاولة باريس ذات الأرجل الإحدى عشرة.‏

ودون الخوض في تفاصيل ما تغير واستجد منذ بيان جنيف1 وحتى اليوم فإن العنوان الأول المطروح أمام المجتمعين في النسخة الثانية من جنيف هو كيفية ردع ومحاربة الإرهاب المستورد من عواصم الإرهاب ومن ممالك ومشيخات التكفير وبدون ذلك لا يمكن لأي حل سياسي أن يرى النور، وعندها فقط يمكن الحكم على أي طرف إن كان يمثل السوريين أو يعكس قناعاتهم ورغباتهم أم لا.‏

فالسوريون يعرفون جيداً ما الذي يجب أن يفعلوه بعد أن يُدحر الإرهابيون أو يعودوا من حيث أتوا، وبعد أن يعود الأمن والاستقرار إلى ربوع وطنهم، فمن يملك إرادة صلبة قوية ويختزن حسّاً وطنياً عالياً وله مثل هذا التراث الغني من الحضارة والمدنية والتنوع لم ولن يحتاج إلى وصاية ولن يقبل أي مسّ في سيادته أو تدخل في شؤونه..!!‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية