|
البقعة الساخنة وأولى هذه الاستفسارات هو ما مدى إيمان هذه القوى -وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأميركية- بالحل السياسي للأزمة والتأسيس لحوار فاعل وجاد بين السوريين دون أي تدخل خارجي، وبما يلبي طموحاتهم وتطلعاتهم ورغبتهم بإنهاء الأزمة ووقف عجلة العنف والإرهاب التي تدمر حاضرهم ومستقبلهم وبنية دولتهم التي كانت مثالاً يحتذى في الأمن والاستقرار في المنطقة برمتها؟! مع كل أسف فإن مواقف هذه الدول وفي المقدمة أميركا لا تشير إلى هذه الرغبة، وكل من يتابع تصريحات مسؤوليها وسلوكها على الأرض من خلال دعم الإرهاب وحركاته المتطرفة ونشر الفوضى والدمار الشامل، ومحاولة تدمير الدولة السورية وتفكيك بنيتها يدرك أن وراء الأكمة ما وراءها، وأن هدف هذه القوى بالأساس هو نشر الفوضى الخلاقة في طول المنطقة وعرضها من أجل تحقيق غاياتها التي تتمثل بتحقيق الأمن الإسرائيلي أولاً، ونزولاً عند رغبة شركاتها الاحتكارية بابتلاع ثروات المنطقة ثانياً. ولعل ما نشرته صحيفة «لاتيرسيرا» منذ أيام عن السبب الحقيقي لإطالة أمد الأزمة في سورية يفسر كل ما نذهب إليه، حيث فكت الصحيفة شيفرة اللغز من وراء كل ما يجري حين قالت: إن دور الشركات العابرة والشركات الاحتكارية الأميركية والمؤسسات التي تدعمها لا ينفصل عن مسؤولية تأجيج الأزمة في سورية، وخصوصاً ضمن المعركة الدائرة بين شركات الطاقة التي تسعى للحصول على امتياز استثمار الغاز والنفط وخطوطهما، ولاسيما المكتشف منهما في المتوسط، فهل ندرك هذه الحقيقة المرة عشية جنيف وأثناء انعقاده وبعد انتهاء أعماله؟!! |
|