تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الحفرة.. وقعرها

معاً على الطريق
الثلاثاء 21-1-2014
خالد الأشهب

بوصفهم «مبدئيين ومن أصحاب الثوابت» وهذا شأنهم دائماً مذ أنشأ لهم أردوغان مجلساً في استنبول وحمد ائتلافاً في الدوحة والبندر السعودي جبهة إسلامية في سورية !

وباعتبارهم «أحراراً» ميامين لا يطيقون ظلماً أو إملاء أو حتى توجيهاً ولو كان من أميركا.. وهذا أيضاً شأنهم دائماً بدليل ما نشرته الصحافة الأميركية عن المفردات السوقية التي يخاطبهم بها السفير العقرب روبرت فورد !‏

ولأنهم «دهاة» معارضة و«دهاقنة» سياسة، ويعرفون كيف تؤكل العقول قبل الأكتاف، وكونهم بالضرورة المالية «وطنيين» ملتزمين حتى طبقة المخ في عظامهم.. وهذا أيضاً شأنهم دائماً بدليل ورودهم فرادى وجماعات ماء السبخة الوهابية التكفيرية عند أول ضربة حجر من راع سعودي أو قطري جاهل.. رغم «تأصل» بعضهم في اليسار ومساحاته الممتدة من الماركسية اللينينية إلى الناصرية القومية، ورغم قرفصة بعضهم الآخر في اليمين ومساحاته الممتدة من النيوليبرالية إلى الإخونجية.. ورغم نواس بعضهم الثالث بين هذا وذاك وحسب السوق!‏

فقد «علقوا» مشاركتهم لحظة وجه بان كي مون الدعوة إلى إيران للحضور إلى مؤتمر جنيف شأنها شأن ثلاثين دولة أخرى مدعوة، فإما أن تعلن إيران موافقتها على جنيف 1 شرطاً مسبقاً وإما فهم ليسوا هنا أبداً، وسيواصلون دفع أثمان معارضتهم السياسية «السلمية» اغتراباً وفقراً وجوعاً، وسيواصلون نضالهم من أجل وطن حر وديمقراطي متعدد وسيد مستقل؟‏

لا أشك لحظة أن تسعة وتسعين في المائة من السوريين على الأقل سيسخرون من هذا العرض للمشهد السياسي الذي أدته ثلل المعارضة أمس، المقيمة بين عواصم «النضال» وغسيل الوجوه والجيوب، وبين عواصم «الريموت كونترول» التي تدير هذه الثلل وتوجهها مرة بعود يابس ومرة بحجر أو حصاة وثالثة بصوت نعيق نافر يطلقه راع خليجي من خلف لثامه!‏

ولا أشك لحظة في أن السوريين إياهم مقتنعون بأن العرض السابق إنما هو مسروق أو منسوخ من مشهد عيد الكذب الذي ضمنه الراحل محمد الماغوط مسرحيته الشهيرة «غربة»، لكنه العيد الحقيقي والطبيعي، الذي صادف يوم أمس لمن يسمون أنفسهم معارضين سوريين في الخارج.. تشبهاً بمعارضة لينين من سويسرا أو الإمام الخميني من باريس، وبحيث أن ممثلي الكومبارس في مسرحية غربة كانوا نجوماً في الكذب أمام من أدوا أدوار هؤلاء المعارضين أمس.‏

هل تمزحون، أم تتوهمون أن غياب إيران عن جنيف سيعود بكم إلى سورية «هيئة انتقالية», وأن حضورها سيحرمكم منها، بل هل تظنون أن تعليق مشاركتكم في جنيف سيحرر وطنيتكم المعلقة حتى القبر وليس الإشعار الآخر والممكن؟‏

علقوا ما تشاؤون وتعلقوا بما تشاؤون فلا خوف عليكم من سقوط.. إذ تقبعون في قعر الحفرة!!‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية