|
البقعة الساخنة فالإدارة الأميركية ما برحت تسوق خطابامغاليا لم يفتقد للمصداقية والحس السياسي الواقعي فحسب, بل أيضا ينطلق في أغلبه من رؤية تنظيرية أصولية, اقتضت في كثير من الأحيان الخروج على المنطق الذي كان الخاسر الأكبر في كل المتغيرات التي شهدها. والأكثر من ذلك أنها تجاهر بتلك الرؤية وهي التي اعترفت أكثر من مرة أنها لم تكن صائبة, بل وخاطئة, وتذهب إلى حد الترويج لنتائجها كجزء من حلقة في المشهد القائم, تتحرك بمقتضاها, وتعمل على تحريكه حسب الحاجة, ووفق ما تتطلبه صيغ التعامل السياسي. وثمة من يقول في السياق ذاته إن تبريرات الموقف الأميركي سياسيا وذرائعيا ترتكز أساسا على جوهر التناقض مع المنطق وإطلاق الحسابات على أساس هذا التناقض, وإلا ماذا يعني الإصرار على إصدار قائمة لا تتبدل, وأضحت واحدة من معالم الانحياز في المفهوم الأميركي على مدى السنوات الماضية, رغم أن التقرير الذي تضمن تلك القائمة, اعترف بأن سورية لم تنخرط بأي عمل ارهابي وأنها تفرق بين ما يسمى بالارهاب والمقاومة كحق مشروع?! الأكثر من ذلك أن مفهوم الإتجار بالسياسة وتعويم تجارها وفق الظرف والمناخ يترجم في الاستراتيجيات وبنفس النمطية والاتجاه, ويشكل القاعدة التي تعمم لإحداث الصخب الإعلامي وتوظيف تداعياته بمنطق التجارة السياسية بالمواقف.. وحين تصبح تلك التجارة مجرد صفقة في منطق اعتبرها معياره للتعامل مع الأمم والشعوب والدول, لابد من النظر إلى أبعد من الحدود الضيقة والسطحية لتقرير تحول إلى يافطة للضغط والابتزاز, وخصوصا أن الكثير مما ورد فيه يتجاهل أهم الحقائق التي تعود في جوهرها إلى الأسباب الحقيقية التي أدت إلى الاستطالات الكثيرة القائمة. لذلك ثمة مشهد طويل من المفارقات الأكثر صخبا في واقع سياسي يعاني من خلل بنيوي, لا يرتبط فقط بما يطفو على السطح رغم أهميته بل بقراءة ما تحته من تموجات في غاية الأهمية. |
|