|
معاً على الطريق إن المفكر السويسري جان زيغلر هو الذي اتهم الولايات المتحدة بتسويق (ثقافة العدم). لا علاقة جدلية للناس لا بالآخرين, ولا بالتاريخ, ولا بالجغرافيا, ولا حتى بالتراث الايديولوجي (إلا اذا كان مفخخا بتلك الطريقة ويصلح علفا للقردة) زيغلر أعلن موت المفاهيم. إذاً, ماذا يفعل جنون البقر بالكرة الأرضية? البعض يقول إنها تتدحرج نحو يوم القيامة. البعض الآخر.. نحو العدم!. عربياً, عقارب الساعة تعود نصف قرن الى الوراء, ولكن بالتأكيد كان جون فوستر دالاس, رغم دماغه الجهنمي, أكثر رؤيوية من كوندوليزا رايس التي بدأت حتى مادلين اولبرايت تقول عنها انما تمارس ديبلوماسية.. أكلة لحوم البشر. الطريف ان يكون هذا عنوان مقالة اعتراضية من زبغينو بريجنسكي: (هل نأكل العالم?).. عنده: (نأكله بأخطائنا). المشهد ذاته منذ نصف قرن, مبدأ ايزنهاور الذي وضعه دالاس لوضع اليد على المنطقة. العرب, بطبيعة الحال, تحولوا الى أعراب. تبعثروا كما حبات الرمل, والنتيجة أننا وضعنا أقدامنا في القرن الحادي والعشرين بعقلية الحفاة, ولكن ألا يرفع الحفاة, أحيانا, رؤوسهم. هل الصورة ضبابية إلى الحد الذي يجعل البعض يلعب سياسياً, ولغوياً, واستراتيجياً بتلك الطريقة الساذجة, والعقيمة, والأهم المتواطئة, فالذي يأتي بالهمبرغر قادر أن يأتي بالحرية, ومن يقدم قاذفات القنابل ل (حكماء صهيون) هو من يحمل إلينا الديمقراطية, والسيادة بطبيعة الحال. لكننا سذج والعديد من ساستنا مصابون بجنون البقر, وإلا هل لنا أن نهزج, سياسياً, وبكل ذلك الحبور في المسافة التي تفصل بين البهلول و.. البهلوان. لبنانيا, نعيش الحالة بحذافيرها, نصفق لقدمي القيصر حتى عندما تكونان ملطختين بدم أهلنا.. نبتهل إليه أن يعيننا على بني قومنا الذين لم يفقهوا قط أن أميركا هي القضاء والقدر, وكل ما عداها عدم بعدم.. حالة: عدم بعدم!! |
|