|
رؤيـــــــة خوفا من افقد حس المثابرة والمتابعة، أخاف الانزلاق نحو الكسل، والحياة قصيرة وعلينا تعبئتها جدا واجتهادا..! لا أدعي ان هذا الجد والاجتهاد لم يسفر عنه وضع مادي مستقر، وربما مهني معقول في حدوده الدنيا ونحن نعرف كيف تدار الامور هنا، وكيف كل ماحولنا يصر على تضييق الخناق، وعدم رؤية سوى ذاته ومصالحه.. وولاءات كاذبة غالبا، مرتبطة بأجل قصير..! مع فهمك لهذه التركيبة ومحاولات التأقلم معها، يمضي عمرك هشا، هزيلا.. وانت تحاول ازالة الاعشاب الضارة من طريقك بدلا من أن تزرع الارض..! ولأنك تمتلك شغفا لاينضب بما تفعل.. تتابع غير آبه بكثرة الأعشاب، وقد تضجر ان قلت..! تحولها الى حافز..! الى طريقة تتحايل عبر دروب ضيقة لفتح منافذ أوسع، علك تنتج شيئا، رغم قناعتك العميقة انك لن تنتج ما يذكر..! ان اعترفت أنت..! غيرك يواصل نكرانه، معتقدا انه يفعل شيئا مجديا.. الاستمرارعلى المنوال ذاته، لايبقيك في اطار من الضجر والملل وتكرار الذات.. وكل هذه الجمل التي نتفذلك بها عادة، قبل أن نكتشف مدى الهراء الذي تتفوه به..! حين تركز جيدا على واقعنا.. على شخصياته، على فلتاته، على كل التناقضات التي يمتلئ بها عالمك الضيق، تشعر بسريان تيار هادر من اللاجدوى.. صوت في رأسك ينادي.. يالله كيف مضى عمرنا هدرا.. بلا نتاج مهم.. كيف كنا نفكر..؟ هل اعتقدنا يوما.. أننا سنتمكن من تحقيق شيء..؟! هل انت بمفردك.. قادر على فعل شيء..؟! ألن تكون كمن يحفر بإبرة في جبل صخري طويل الى مالانهاية.. كلما غرزت الابرة.. ان لم تجرحك وتجعل دمك ينزف.. على الاقل ستصحو مع وخزاتها من حلم مهشم.. أفظع ما قد تعيشه يوما.. انك رغم كل اكتشافاتك.. رغم كل ما فعلته الحرب بنا.. طيلة سنوات سبع.. رغم كل النزيف اليومي المستمر رغم تغير قناعاتك.. وتبدلك العميق.. وندرة الاشياء التي تؤمن بها.. او تقتنع بها.. او تصدقها.. كل ماحولك يفرض عليك الاستمرار.. كماكنت في السابق تماما..!! |
|