تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الثقافة البانية

رؤية
الثلاثاء 14-11-2017
فاتن دعبول

تزدحم قاعات المراكز الثقافية وحتى دور السينما والعديد من دور الثقافة بالأنشطة في غير مجال من فنون الأدب والفكر والمعارض والندوات، وحتى بعض الحفلات الموسيقية والغنائية وهذا بالطبع مؤشر إيجابي يعبر عن حراك فاعل في المجال الثقافي ولكن .. ؟

والسؤال الذي يطرح بقوة وماذا بعد؟ وإلى أين نسير عبر هذه الأنشطة والفعاليات وهي كما يلاحظ من يرصدها أنها لاتحرك راكدا في المشهد الحياتي والاجتماعي والقيمي، ولاتضيف في كثير منها قيد فكرة أو نقطة مضيئة لتسير على هديها أجيال عاشت معنى التشرذم والضياع وتعدد مصادر المعلومة والتشويش الذي يخفي معاني الحقيقة ويحاول طمسها بل واستبدالها بمفاهيم وقيم هي دخيلة على عقولنا وبيئتنا وثقافتنا دون أدنى تحصين.‏

ولاشك أننا جميعا نثمن جهود من يحاول ويكفيه شرف المحاولة في المساهمة بحراك ثقافي في ظل ماتعانيه بلادنا من الحرب وتبعاتها ومازالت تخلفه على واقعنا الذي يرزح تحت وطأة الوافد إلينا عبر الأقمار الصناعية وعبر الشاشات الفضية والزرقاء وربما بالألوان جميعها دون أن نعير مانتمتع به من إرث حضاري عريق غارق في القدم.‏

وأظن أن العبرة يجب أن تكون في الكيف وليس في الكم، ولايغرينا مانشاهده من مظاهر هي في جوهرها لاتحمل في كثير منها رسالة هادفة ومعاني نبيلة للنهوض ببناء الإنسان أخلاقيا وثقافيا وأيضا اجتماعيا، لأننا وفي ظل وسائل اللا تواصل الاجتماعي بتنا نحاور أنفسنا دون أن ننتظر أن نعير الطرف المتلقي أي اهتمام، بل نلقي بأثقالنا في سلتها ونمضي.‏

ولابأس ونحن نفتقد للأنموذج الثقافي أن نستحضر عمالقة الفكر والثقافة والإبداع من تاريخنا وأن نهتدي بهديها مع مراعاة فروقات الزمان والمكان والتطور التكنولوجي المتربع على عرش السيادة، بدل أن نجتر أنفسنا في ثقافة في معظمها لاتغني ولا تسمن من جوع.‏

فالثقافة إن لم تؤت أكلها، علما وتطورا وسلوكا وقبل كل ذلك خلقا، ولنا في سدنة الفكر وعمالقة الإبداع من وطني أسوة حسنة، فهل ننفض الغبارعنهم ونتمثل خطاهم ونبني حصنا حضاريا لايقهر..؟!‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية