تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


المواجهة مستمرة

حدث وتعليق
الثلاثاء 14-11-2017
فاتن حسن عادله

على الطاولة الدمشقية ينطلق اليوم الملتقى العربي لمواجهة الحلف الأميركي الصهيوني الرجعي العربي، بينما تنطلق أهميته الكبرى أنه بدعوة من سورية التي تشكل نقطة ارتكاز الحلف المقاوم وقاعدته الأساسية في النصر على المشاريع العدائية،

فإنجازات سورية وقدرتها على إسقاط تلك المشاريع تباعاً، تستدعي المزيد من العمل والصمود والتحدي، ومكافحة إرهاب هذا الحلف تتطلب استمرار التعاون والتنسيق والتيقظ والحذر لصد هجماته العدائية المستمرة.‏‏

فإذا كانت قواعد الاشتباك والتصادم العسكري الميداني تم الإمساك بخيوطها جيداً منعاً للتقسيم والتفتيت، وحيث لا تقف حدود المواجهة عند الجغرافيا، فإن المرحلة الزمنية القادمة من الصراع والمواجهة الفكرية والثقافية هي الأخطر، وهو ما علينا كشعوب عربية تعرضت للإرهاب، ضرورة وضع آليات استراتيجية بعيدة المدى قادرة على تلك المواجهة وإعادة ترميم ما تم تسميمه باعتباره كان القاعدة الأساسية للحروب الإرهابية، وهو ما نأمل من هذا الملتقى بنخبه التأسيس لقواعده جيداً والبدء بتنميتها مباشرة.‏‏

فتكريس فكر المقاومة وثقافتها انطلاقاً من انجازاتها هو ما يجب استثماره لاحقا وبالشكل الأقوى والأكثر تأثيراً لمواجهة العدائية الصهيووهابية، فالتحصين الفكري خاصة للأجيال الناشئة هو المطلوب حالياً، فالمتآمرون سيحاولون العودة من أبواب مختلفة للملمة أوراقهم المنتحرة والمتناحرة، وما يدور من حديث عن سعي أميركي صهيوني سعودي وهابي لإثارة حروب جديدة في المنطقة ليس غريباً، وهو ما علينا تداركه عبر تلك المواجهة، فأعراب التهاوش المتهاوشين تحت الطلب لتنفيذ مهمة الإجرام بحق الشعوب العربية.‏‏

العدو الصهيوني يتربص بالجميع، ومخططاته لا تقف عند محاولة تصفية القضية الفلسطينية بل تتعداها لتصفية كل البلدان العربية وشعوبها، وزرع كيانين منفصلين من بني سعود وصهيون في أراضي فلسطين ونجد والحجاز، ما هي إلا الخطوة الأولى لذلك.‏‏

الغرب لم ولن يبالي بنا يوماً، ومخطئ من يظن أن العدو سينصفه، فالمرتزقة إلى المزبلة الدموية مصيرها، والتصريحات الغربية حول حقوقنا ما هي إلا عسل بسم مدسوس، وأما الجمرك الأممي فمسجون في القفص الصهيوأميركي.‏‏

من دمشق المواجهة مستمرة ضد العدو، ومعركتها معه هو ما يجب أن نستمر بكسبها دائماً.‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية