|
دمشق وتقول الجدة أم هيثم دخل غرباء ومسلحون إلى المخيم فدمروا بيوتنا وسرقوا أشياءنا ومنعوا عنا الطعام والشراب والدواء كنا نضطر لشراء الغذاء منهم بأسعار خيالية لنسد جوع أطفالنا..سعر كيلو الرز وصل إلى عشرة الاف ليرة سورية ورغيف الخبز إلى 100ليرة سورية فاضطررنا لتناول الماء المغلي مع البهارات وأعشاب برية من بساتين المخيم التي تسببت بتسمم عدد كبير من الاطفال. وبكلمات قليلة ودموع كثيرة تخبرنا بديعة الخطيب صار الشارع منزلنا بعدما دمر المسلحون بيتي وأحرقوه وخطفوا زوجي ولا نعرف عنه شيئا حتى الان وبسخرية تتابع لا أعرف ماذا أريد بالتحديد طعاما لاطفالي أم منزلا يأويهم أم خبرا عن زوجي قد يحتاج الامر لأعجوبة. تتشابه الوجوه هنا فقد وحد ملامحها الحزن وتتشابه التفاصيل والقصص والمعاناة وبالاضافة إلى الجوع والخوف والقلق أكثر ما يحزن العم أبو رياض تصرفات بعض الشباب الفلسطيني ويستغرب كيف يحرف هؤلاء الشباب بندقيتهم عن قضيتهم ويرفعوها بوجه إخوتهم وجيرانهم وأصدقائهم ويشاركون بخراب سورية التي شرعت لهم أبوابها ووقفت إلى جانبهم مدافعة عن حقهم باستعادة أرضهم من الكيان الصهيوني. ويعجز أبو رياض على الرغم من سنواته السبعين عن ايجاد اجابات لتساؤلات تهز كيانه ويقول أي دين وأخلاق يمثل هؤلاء المجرمون ماذا يريدون من حصار السكان وتجويعهم وتدمير بيوتهم. وتصف السيدة ام عمار بكلمات مليئة بالحزن والحسرة كنا نعيش بأمان وكأسرة واحدة الجار يحب جاره إلى ان دخلت المجموعات التكفيرية إلى المخيم من محاور الحجر الاسود والتضامن ويلدا وروعت الناس الامنين وسرقت منازلهم ومحلاتهم ومخزوننا من الادوية والطحين والمؤن وداهمت بيوت اللجان التي كانت معنية بحماية المخيم وقتلت كل شخص كان يقف في وجه اجرامهم معتبرة أنه كان بمقدور الجيش العربي السوري دخول المخيم وتطهيره لكن تركه لابنائه لحل مشاكلهم بأنفسهم محاولة منه لتجنيب المدنيين المخاطر لكن الحياة باتت لا تطاق هنا. كان الجميع هنا بانتظار نجاح المبادرة السلمية الشعبية لحل أزمة المخيم التي بدأ تنفيذها منذ شهر بدعم من الحكومة السورية والتي استطاعت ادخال أكثر من 8000سلة غذائية واخراج نحو 4000حالة مرضية لكن عودة إرهابيي جبهة النصرة إلى المخيم مجددا سرقت الحلم في بدايته والامل بانهاء معاناة سكانه واعادة الامان والاستقرار إلى أرجائه وتوفير أبسط مستلزمات الحياة. توقفت المبادرة وتوقفت معها مظاهر الحياة في المخيم حتى اشعار اخر لكن الجدة أم هيثم ستواصل الحديث لاحفادها عن قصة غرباء دخلوا بيوتهم وسرقوا حاضرهم وربما مستقبلهم. |
|