|
صفحة أولى رغم هذا وذاك و غيره ليس ثمة ما يلوح في الأفق والأفق البعيد إلا جنيف كفكرة سيلحق بتنفيذها الكثير من المعطيات الجديدة القائمة على متغيرات يفرضها أطراف الحوار كل من جانبه كما تفرضها عليهم وعلى جنيف المحتمل، الأحداث والتطورات التي لن تقف في العالم و دول الجوار السوري من بينها. انسحبت الولايات المتحدة من جنيف الذي كان، منذ أعلنت والمؤتمر في طور الانعقاد أنها بصدد العودة لتسليح المعارضة السورية. من بعدها انسحب اللاعبون الفرعيون الإقليميون والهامشيون من الحوار الذي لم تكتمل عناصره لعجز في وفد المعارضة. الانسحاب من المؤتمر إلى التسليح وصولاً إلى ما تبعه من الكشف عن مخطط أميركي – سعودي – أردني... غير بعيد عن إسرائيل، لغزو الجنوب السوري، وبعدها ظهور ملامح فهم وربما تفاهم للولايات المتحدة مع الإرهاب ممثلاً بأبي محمد الجولاني، قائد جبهة النصرة الموضوع هو وجبهته على قوائم الإرهاب الأميركية... يعني أن الولايات المتحدة تريد ورقة أقوى تواجه بها الوفد الرسمي السوري ومعه روسيا وغيرها طبعاً. هذا يعني أن مشروعاً لم يشرع به للحوار ما زال قائماً! وستوفر له ظروف جديدة؛ على شكل أوراق ضغط في مقدمتها ورقة الضغط العسكري. الآن وبينما الولايات المتحدة تمضي بعيداً في الوضع الأوكراني، الذي لا نراه بالغ الخطورة لأن الولايات المتحدة تعرف ما تريده روسيا وحدوده، تسعى الإدارة السورية إلى تطوير معطيات التفاوض لديها. هذا طبيعي ويأتي في سياق قيادتها للبلاد وإدارتها للأزمة. الحكومة السورية معنية كلياً بإدارة الأزمة في حين الولايات المتحدة معنية بإدارة مصالحها فيها. في إطار التطوير لمعطيات التفاوض لدى الحكومة ستستمر في تعزيز مقدرات الجيش والتحرك في الميدان لتحجيم المعارضة المسلحة والقضاء على الإرهاب. وستواجه بجرأة الاستحقاقات القادمة و بينها انتخاب رئيس للجمهورية يرجح بالتأكيد أن يكون الرئيس بشار الأسد. بما يمكن أن يكون الخطوة الأولى في مشروع جريء للتغيير في المؤسسات السياسية و غيرها في البلد وأساليب اختيارها و عملها. غير منتظرة لرضى رافضي المشاركة في إحداث هذه التطورات الممكنة. هذا يعني أنه وفق تطورات العمل العسكري على الأرض و تقدم الجيش العربي السوري في الكثير من ميادين القتال، والخروج من زحمة الاستحقاق الدستوري إلى فسحة التغييرات المنتظرة والممكنة على أساس مبادرة الرئيس الأسد المعلنة سابقاً للحل، ستخرج الحكومة إلى المؤتمر المرجح عودته للانعقاد عندما تقتنع الأطراف أنه الخيار الوحيد, بوضع أفضل بكثير للحوار. في حين يمكن أن تجد الولايات المتحدة في وضع أسوأ! فالمخطط العسكري يرجح ألا يأتي بالنتائج المرجوة... وعلى الصعيد السياسي ستبقى في المربع الأول... فإن حققت شيئاً على صعيد تعزيز وفد المعارضة سيقابله تراجع حماس الدول المجاورة للحرب على سورية. |
|