تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


دقت ساعة الاحتلال

نافذة على حدث
الأثنين 21-3-2011م
عدنان علي

مع بدء العمليات العسكرية الغربية ضد ليبيا، يدخل هذا البلد العربي حقبة مظلمة شاهدنا بعض فصولها في بلد عربي آخر هو العراق الذي لا يزال يعاني من تبعاتها حتى الوقت الحاضر .

المجموعة نفسها تقريبا اميركا وبريطانيا وكندا وانضمت إليها فرنسا بحماسة مريبة.. تقوم بالعمل نفسه .. غارات جوية وصاروخية على أهداف يقال انها عسكرية واستراتيجية وستكون النتيجة تدمير المقدرات العسكرية والمنشآت النفطية ومجمل البنى التحتية التي هي ملك للشعب الليبي وليس لنظام أو زعيم .‏

ليبيا اليوم تحت العدوان الأجنبي الذي لايستهدف في الحقيقة نصرة فريق ليبي على فريق آخر، بقدر ما يرمي إلى تدمير الدولة الليبية عسكريا واقتصاديا، ووضعها في نهاية المطاف تحت الوصاية الدولية، والغربية على وجه التحديد،لأن الغرب ليس جمعية خيرية يقدم خدماته لمن يطلبها بلامقابل، بل قوى تبحث بشراسة عن مصالحها، ولن تقبل أن «تنهي مهمتها» ومن ثم تسلم البلد على طبق من فضة إلى أيدي المعارضة لتقرر بنفسها مستقبل بلادها دون أي تدخل خارجي.‏

لن يترك الغرب ليبيا الا خرابا يبابا ، وقد يدفع إلى إطالة أمد الاحتراب الداخلي، كي يتسنى له الوقت الكافي لتدمير ليبيا والقضاء على كل مكتسبات شعبها طوال العقود الماضية، على أمل أن يسلمها «على العظم » في نهاية المطاف إلى شركاته النفطية والعسكرية لتعيد بناءها على أسس جديدة تجعل منها «حليفا» للغرب بالمعنى الذي نعرفه عن مثل هذا التحالف الذي هو أقرب للتبعية .‏

ليبيا تدخل اليوم نفقا مظلما آخر ، والعرب كل مشغول بنفسه وأوضاعه الداخلية، واكتفوا في الأزمة الليبية بتقديم الغطاء للتدخل العسكري الغربي، الذي تقوده واشنطن وإن من المقعد الخلفي.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية