|
مجتمع في لحظة تشعر أنها شخص في هذا العالم، بينما هناك شخص يشعر أنها العالم بأسره. صورها البعض أنها الحنان وصورها آخرون أنها الوجدان وصورتها الحياة أنها حافظة النوع ومحل التجدد والاستمرار وصورها كثيرون أنها العطاء بأبهى صوره وصورت بصور شتى.. بمعنى آخر من الأم وما هي هذه الحالة. سأتكلم عن نفسي لقد تحقق الحلم وأصبحت أماً.. لن أنسى تلك اللحظات عندما فتحت عيوني لأرى بقربي طفلة صغيرة تشبه الملاك فسرت في جسدي قشعريرة وبدأ قلبي يخفق بسرعة. في تلك اللحظة تذكرت أمي وأيقنت كم هي عظيمة وكم هي صادقة مشاعر الأمومة، وشعرت أن الحياة صارت أحلى ولها معنى أكبر من ذي قبل وأصبح لدي إيمان أنني كأم جديرة بالحياة لأنه أصبح لدي رسالة ومسؤوليتي كبيرة تجاه طفلتي التي اعتبرها هدية من السماء وهكذا توالت الشهور. عندما صارت طفلتي تحبو كان عيداً بالنسبة لي وعندما لفظت أحلى وأرق كلمة «أمي» كان عيداً وهكذا توالت الأعياد في حياتي عندما أكملت سنتها الأولى واحتفلت بعيد ميلادها الأول وعندما خطت الخطوة الأولى وبدأت أركض وراءها لأستعيد لحظات الطفولة. وهكذا أتى اليوم الذي جاءت إلي شاكية باكية لأضمها إلى صدري الحنون وأرويها من حناني وأحميها من أي مكروه يصيبها وجاء اليوم الذي ذهبت فيه إلى الروضة وفارقتني باكية ثم إلى المدرسة لتودعني بقبلة على خدي وتركض مسرعة إلى مدرستها. والآن أصبحت مراهقة وأصبحت أخاف عليها، لكنني سأكون لها الأم والصديقة والمعلمة وسأفخر بها.. إنها تلك الصبية الناضجة طيلة فترة مراهقتها وستجتاز المرحلة بأمان، والآن تحولت إلى تلك الشابة الفيلسوفة تأتي إلى المنزل وتحاول أن تقنع عقلي بأفكار جديدة وغريبة. على الأغلب لم يخطئ أحد ممن رسموا تلك الصور والمفاهيم عن الأمومة فهي في الحقيقة كل تلك الأوصاف والمفاهيم النبيلة. وفي بلدنا فطرنا على حب الأم وكان لها عيد، وقدم قدوتنا الرئيس الخالد حافظ الأسد أوضح صورة لحب الأم وهو صاحب القرار بأن يكون عيد الأم في 21 آذار عيداً رسمياً في سورية. في عيد الأم أقول لأمي ولكل أم حملت مشاعر الأمومة الصادقة ونثرتها على أولادها «كل عام وأنتن بخير وأدامكن الله لأولادكن وللوطن فالأم عيد والعيد هو الأم». |
|