تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


عاجزون أمام تضحياتك

مجتمع
الأثنين 21-3-2011م
ميسون نيال

يتميز مجتمعنا العربي بالترابط الأسري واحترام الأبناء لوالديهم وعطف الآباء على أبنائهم بل وتفضيلهم على أنفسهم على عكس المجتمع الغربي حيث لا نكاد نجد أسرة متكاملة يصل بعضها بعضاً

فعندما يصير الأب أو الأم في حالة الكبر يسارع الأبناء إلى وضعهما في دور العجزة والمسنين حيث يتخلى أبناؤهم وفلذات أكبادهم عنهم في وقت أحوج ما يكونون فيه إليهم .‏

علماً بأنه قد أوصت الأديان السماوية بالوالدين وخص الإسلام المرأة ( الأم) بمكانة سامية جعلتها أقرب إلى القدسية وكرمت معظم حكومات الدول النساء من خلال تخصيص يوم يتم الاحتفال فيه بعيدهن ويعطى عطلة مثله مثل الأعياد الرسمية الأخرى.‏

ويزعم بعض المؤرخين أن عيد الأم كان قد بدأ عند الإغريق في احتفالات عيد الربيع وهو يوم شبيه بالاحتفالات الحالية بعيد الأم.‏

ويقال إن مصر هي أول من خصصت يوم 21/ آذار منذ عام 1956 للاحتفال بعيد الأم وكان من أبرز الداعين إلى ذلك الأخوان مصطفى وعلي أمين مؤسسي دار الأخبار، حيث أصبح هذا اليوم رمزاً للنقاء والصفاء وهو اعتراف منا بالجميل الذي لا يمكن رد ولو جزء منه مهما فعلنا .‏

والاحتفال بعيد الأم مناسبة طيبة للم الشمل وجمع أفراد الأسرة تحت جناحي الأم التي تعد مركز الأسرة بل ومركز الحياة وحولها تدور باقي الكواكب والأفلاك .‏

فهي من ربت وسهرت وسخرت كل وقتها وجهدها لأبنائها لذا استحقت الكثير والكثير.‏

وأقل ما يمكن تقديمه لأمهاتنا بهذا اليوم بل وكل يوم هو أن نسخر لهن وقتنا ونشعرهن بحبنا واهتمامنا وعدم انشغالنا بزحمة الحياة عنهن ويمكننا اعتبار هذا اليوم بداية لطريق الوصل والمودة إذا كنا قد قصرنا فيما مضى بعض الشيء، وبهذه المناسبة السعيدة لابد لنا من أن ننحني اعتزازاً بأمهات الشهداء اللواتي غابت الفرحة عن بيوتهن وقلوبهن وعيونهن بسبب فقدهن لأبنائهن ولكن صبر أم الشهيد وفخرها بابنها جعلها مثلاً أعلى يحتذى به، فعلى الرغم من فقدها لأجمل وردة كانت تزين بيتها إلا أنها تسلحت بالتقوى والصبر وعرفت أن غيابه عنها كان في سبيل الحفاظ على الأرض والكرامة والوطن.‏

فتحية لكل أمهات العالم وكل عام وأنتن بألف خير وألف تحية ملؤها الاحترام والتقدير والتبجيل لأمهات الشهداء اللواتي قدمن أغلى ما يملكن في سبيل عزة الوطن وكرامته.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية