تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الأرض تحكي الحقيقة

الجولان في القلب
الأثنين 21-3-2011م
فراس الطالب

من المتوقع أن يأتي ذلك اليوم الذي يزعم فيه الصهاينة أن لهم حقاً بالسيطرة على العالم كله لأن اليهود كما يزعم الصهاينة لم يتركوا شبراً واحداً من البسيطة إلا وكان لهم فيه موطئ قدم يطلب الصهاينة من العالم تصديق هذا الافتراء الذي يغلفه الكذب من منبعه إلى مصبه.

زعموا أن لهم حقاً في فلسطين والتي يسمونها أرض الميعاد وينوون إقامة هيكل سليمان فيها على أنقاض المسجد الأقصى الذي بارك الله حوله.‏

وها هي الحفريات الإسرائيلية الغادرة الحاقدة تحاول الوصول إلى أساسات المسجد لاقتلاعه من جذوره لكن كيد الصهاينة سيرد إلى نحورهم لأن العرب والمسلمين لن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام العدوان الإسرائيلي الصارخ على أولى القبلتين المسجد الأقصى.‏

وعندما وقع العدوان الصهيوني عام 1967 وأصبح الجولان السوري المحتل أسيراً يدنس المحتل الصهيوني دياره الطيبة، سارع الصهاينة للزعم أن لهم حقاً مزعوماً في هذه البقعة الطاهرة من سورية ولم تكد تمر أيام ثلاثة على احتلال الجولان حتى بدأ الغاصب الصهيوني بحملة تنقيب غير شرعي في أراضي الجولان.‏

وأخذت وسائل إعلامه تتبجح معلنة المباشرة بالكشف عما دعته الكنوز الأثرية في بانياس والحمة وفيق ورجم فيق والعال وخسفين وغيرها من المواقع والتلال الأثرية لكن عملية التنقيب لم تسفر عن النتيجة المرجوة التي ارتقبها الصهاينة وعرف العالم كذب الادعاء الإسرائيلي وبطلانه.‏

وكتعبير عن الحقد الكبير المشتعل في صدر الصهاينة وبعد فشلهم الذريع في الحصول على أدنى أثر يثبت صحة دعواهم الباطلة، قامت قوات الاحتلال بتدمير الكثير من المواقع الأثرية علها تشفي غليلها وها هي الآثار المدمرة تشير إلى ما ارتكبه الصهاينة من تدمير في قريتي (بيدروس وقرية دير الراهب) على سبيل المثال لا الحصر.‏

لكن الصهاينة لم يسلموا بالهزيمة فانطلقوا في درب الضلال مرة أخرى يفتشون وينقبون ووجدوا ضالتهم المنشودة في بعض البقايا المعمارية المكتشفة التي رأوها مستطيلة الشكل فظنوا أنها تسعفهم بتقديم البرهان لكن فألهم خاب من جديد ودخلوا في دوامة مغلقة لأن الحقائق التاريخية العلمية كانت لهم بالمرصاد تكشف بطلان مزاعمهم وادعاءاتهم.‏

وكان أن تلقوا كثيراً من الصفعات المدوية في مواقع (خربة الدالية والدوارة- دير العزيزات).‏

إن الجولان جزء من منطقة الشرق العربي التي هي مهد الحضارات عبر التاريخ فقد تأسست في الجولان مدن وحضارات انصهرت في بوتقة تاريخ المنطقة (الآراميون والكنعانيون) ومماليك عديدة (مملكة جيشور- مملكة دمشق)..‏

لقد أثبتت الدراسات ونتائج التنقيبات الأثرية أن الجولان عربي سوري وأنه سيبقى عربياً سورياً وإن الصهاينة لم يكن لهم يوماً وجود مادي في زمن التكوين ولا في زمن الخروج ولا في زمن الملك داود والجولان الغالي سيعود مهما طال الزمن أو قصر للوطن الأم سورية.‏

Ferasart72@hotmail.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية