تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


.. والأم الجولانيَّة.. ربيع تلفحـه نيران الاحتلال

الجولان في القلب
الأثنين 21-3-2011م
ميساء الجردي

ما أكثر ما كتب في الحب ومشاعره ، وما أكثر ما تغنى الناس في عطائه وأبطاله لكنها هي الأم في كل المواقع وعلى مر العصور، تبقى العطاء ورمز المحبة الساطع، كل يعبر بطريقته في هذه المناسبة الربيعية الدائمة، وهذا أمر طبيعي يتناسب مع ظاهرة طبيعية تشرق شمسها مع صباح الحادي والعشرين من آذار من كل عام.

الأم والوطن‏

الأمومة بكل معانيها وتفاصيلها مهمة انسانية عظيمة فكيف الحال عندما يكون الحديث عن الأم الجولانية السورية والأم في الأراضي العربية المحتلة حيث تعجز العبارات والكلمات وتبقى خجولة حائرة عن وصف هذا الحب والتضحيات التي تقدمها أمهات الأراضي المحتلة.‏

حيث تواجة المرأة الجولانية منذ بداية الاحتلال الصهيوني وحتى الآن سلسلة من المعاناة والتحديات التي تخلقها المخططات الاسرائيلية ضد الأهالي وضد الأرض، من خلال التدخل الكامل في حياتهم الاجتماعية والاقتصادية ومن سرقة أراضيهم وممتلكاتهم من الأسر والسجن، من نشر الخوف بين الصفوف ومن تدمير كامل للبنى التحتية، وما يرافق ذلك من محاصرة اقتصادية تهدف بالدرجة الأولى إلى تفكيك وحدة الأسرة الجولانية وجعلها تبحث عن أبسط الخدمات الأساسية للحياة.‏

هذه الممارسات وما يرافقها من محاولات صهيونية لطمس الهوية وتخريب جيل الشباب أو أسرهم أو قتلهم تتصدى لها الأم الجولانية بكثير من الصبر والإرادة وتحاربها بعملية التشئة الواعية على حب الوطن والقادرة على المواجهة، الحب الذي لا يمكن أن يصبح سلعة تباع في سوق الاحتلال مهما ارتفعت وتيرة الضغوطات الإسرائيلية.‏

متى ستحتفل؟‏

يتساءل البعض كيف تحتفل الأم الجولانية بعيدها؟ ومع بساطة السؤال وصعوبة الحدث الأم الجولانية لاتحتفل الا إذا أفرج عن ابنها أو زوجها أو أحد أقاربها من سجون الاحتلال، ولا تحتفل الا عندما تطمئن على لقمة عيش أسرتها وتستطيع حفظها من شر التشتت الإسرائيلي، ولا تحتفل إلا عندما تنتصر لابنها الشهيد، وهي تحتفل عندما يزهر الياسمين وينبت الأقحوان على تراب الأرض.‏

وماذا عن الخط الفاصل؟‏

مازالت دموع الأمهات الجولانيات تنزف دماً واحتراقاً في قضايا انسانية هي الأكثر ايلاماً في تاريخنا المعاصر وهي معاناتهن من حكم الاحتلال الجائر الذي يمنعهن من زيارة ورؤية أهلهن والذي دام عند البعض فترة 43 عاماً وهو عمر الاحتلال الغاشم.‏

تعتصمن النساء الجولانيات مع أطفالهن أمام مكاتب المنظمات الانسانية وأمام مكاتب الداخلية الإسرائيلية للمطالبة بزيارة أهلهن في الوطن ولكن دون جدوى..‏

ففي كل عام مئات النساء والرجال والأطفال، مئات القصص التي تروي حكايا الظلم الإسرائيلي أمام الخط الفاصل الحاجز المصطنع أمام اصرار يهودي في هدم الروابط بين العائلات الجولانية، الفصل بين الأبن والأم والتجاهل لكل المواثيق الدولية والانتهاك للقانون الدولي الانساني الذي لم يشهد في تاريخ وجوده معاناة إنسانية تشبه هذه المعاناة التي تلقى على عاتق الأسرة الجولانية وخاصة الأمهات.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية