|
دمشق
لذلك فإن الام تميزت بالعطاء وحسن التدبير وقيادة الاسرة وكان لابد لها من اتخاذ زمام المبادرة والعمل يداً بيد مع زوجها لتكون رادفا اضافيا يعين الاسرة ويحافظ على توازنها دون الاخلال طبعا بالدور الاسمى والاكبر المتمثل بتربية الاولاد. بالأمس قدمت ثلة من امهات بلدنا يمثلن مختلف المحافظات السورية خير مثال على قدرتهن وتصميمهن وإرادتهن بالعطاء وبذل مزيد من الجهود ليكن سيدات منتجات ومربيات بنفس الوقت يعملن يدا بيد بالجني والبناء لتحسين مستوى معيشة اسرهن ،سيدات بعضهن لم يسعفهن الحظ لإكمال الدراسة فاكتفوا بتربية الابناء والعمل بالارض والبعض الآخر قطعن مراحل متوسطة بالتعليم وفرضت ظروف الحياة الصعبة ان يشاركن في تقديم مزيد من الدخل للاسرة فبادرن واتخذن القرار باقامة مشاريع صغيرة وفق امكانيات خاصة بهن فأخذن قروضا متاحة من عدة جهات عامة لوزارة الزراعة عبر مشروع تنمية المرأة والأمانة السورية للتنمية وعبر مشروع فردوس والشؤون الاجتماعية والعمل على مشروع تمكين المرأة والحد من الفقر. اختلفت توجهات السيدات في اختيار مشاريعهن كل حسب اهتمامها وقدرتها على العمل بالمجال الذي اختارته، البعض فتحن افرانا لصنع الخبز الصاج، وبعضهن فتحن محلات سمانة واخريات اتجهن لتربية الابقار وصناعة الالبان والاجبان وسيدة اخرى تميزت بصنع الحلويات لأولادها فاختارت تأسيس مشروع لصناعة الشوكولا. وكان القاسم الاكبر بين الجميع هو النجاح والتميز بهذه المشاريع والاستفادة منها على اكثر من مستوى، المادي على اهميته لدعم الاسرة والمعنوي وهو الاكثر اهمية بالنسبة لغالبية السيدات كما اكدن بأنفسهن التزامهن اهمية الدور الذي يؤدينه في تنشئة الابناء الا انهن اصبحن يشعرن بأهميتهن بالمجتمع وانهن قادرات على ان يكن عنصرا فاعلا ومؤثرا فيه... ليس مستغرباً على أمهاتنا تميز الامهات ونجاح مشاريعهن كان محط تقدير واحترام السيدة أسماء الأسد التي التقت امس السيدات بالقاعة الدمشقية مهنأة بحسن اختيار المشاريع والنجاح فيها وبعيد الام الذي يصادف اليوم مؤكدة ان ماتقدمنه ليس مستغربا على امهاتنا اللواتي تميزن بالعطاء وتقديم كل ما من شأنه رفع مكانة الاسرة وتربية الابناء على احسن وجه. وبهذه المناسبة كرمت السيدة أسماء الأسد 56 أما من كافة المحافظات السورية استفدن من القروض الصغيرة التي تمنحها الجهات الأهلية والحكومية وأسسن مشاريع صغيرة ناجحة ساهمت في تحسين واقع أسرهن إلى الأفضل. ورحبت السيدة أسماء الأسد بالأمهات وتبادلت معهن الأحاديث معتبرة أن الأم تستحق أن نكرمها ونتذكرها كل يوم وليس فقط في يوم واحد من العام وأفضل طريقة نتذكر بها أمهاتنا تكون عبر نجاحنا وإثبات ذواتنا. وأكدت السيدة أسماء أنه من خلال نجاح هؤلاء الأمهات وكل أمهات الوطن تتحقق نجاحات على المستوى الأوسع في المجتمع مشيرة إلى أن كل سيدة منهن تمثل نموذجا للمرأة التي تمكنت من تخطي الصعوبات والبدء بمشاريع صغيرة منتجة عادت بالفائدة عليهن وعلى المجتمع المحيط بهن متمنية لهن المزيد من النجاح والتوفيق في تطوير أعمالهن. أفادني معنوياً السيدة سعاد عبدو محمد من محافظة الحسكة أم لخمسة اولاد وزوجها مدرس : ان ثقتي بنفسي مستمدة من الدعم المعنوي اكثر من المادي والذي توفر بعد اخذي قرضا وفتحت محل سمانة بقريتها لتتوسع لاحقاً بعد نجاحها بضم محتويات جديدة من ألبسة للأطفال والنساء وتطمح لافتتاح محل جديد وتقديم المساعدة لسيدات اخريات بتوفير فرص عمل لهن. نجاح بالدراسة والعمل استطاعت السيدة منى حمد العنيزي من محافظة الرقة تحقيق نجاح مضاعف من مشروع تربية الابقار الذي قامت به بعد استفادتها من قرض مشروع تمكين المرأة الريفية والحد من الفقر في قريتها الصغيرة ، الاول تمثل في زيادة دخل اسرتها ولاسيما ان زوجها عامل والثاني إكمال دراستها في كلية الادارة والاعمال وهي الآن بالسنة الثالثة، وتؤكد انه لولا مشروعها لما استطاعت اكمال دراستها التي تعتز وتفتخر بها لتكون نموذجا يحتذى لطفليها اللذين تحاول تعليمهما انه بالتصميم والإرادة لا شيء مستحيل بالحياة. نقلة نوعية اختلفت حياة السيدة فاطمة مهرمان من بلدة عفرين في ريف حلب بعد احداث مشروعها الخاص بصناعة الشوكولا الهواية التي تحبها، وبعد المشروع وتحقيق النجاح فيه فالأم التي وصلت بدراستها الى الصف التاسع وتربي اربعة اولاد اتخذت قرارها بتغيير حياتها والتحقت بعدة دورات اقامها مشروع تمكين المرأة في قريتها تقدمت لأخذ قرض من المشروع وبدأت بمشروعها الصغير الذي حقق نجاحا لافتا، وقالت: إن فرحتي لاتوصف باختياري ضمن سيدات تميزن بالعمل والقدرة على النجاح وان أكرّم من السيدة أسماء فهذا أحسن تقدير لي ولنجاحي. فخورة بما أنجزت وعبرت السيدة هيلة العيسى من محافظة القنيطرة عن فرحتها وفخرها بنجاح مشروعها المتمثل بافتتاح مطعم صغير في مدينتها تعمل فيه من الصباح الى المساء بمساعدة اولادها بعد انتهاء دراستهم، مؤكدة مدى الدعم والثقة بالنفس التي تشعر بها بعد ان اصبحت تعمل وتساعد زوجها في مصروف المنزل اضافة لتربية اولادها، مضيفة ان المرأة اليوم يجب ان تكون جنبا الى جنب مع الرجل في العمل والانتاج. نجاحي حافز لأولادي عندما لمس اولاد السيدة نجاة سلامة من محافظة السويداء نجاح مشروع والدتهم بتربية الابقار وصنع الالبان والاجبان وعدوها ببذل جهود مضاعفة بدراستهم ليتفوقوا ويتميزوا وتكون فخورة بهم كما هم فخورون بما حققته. فالسيدة التي لم تكمل دراستها واخذتها الحياة وتربية اولادها الستة وقاربت الخمسين من عمرها قررت اتخاذ منحى جديدا بالحياة تمثل بالعمل والانتاج وباتت محط احترام السيدات في قريتها بعد اخذها قرضا واستثماره بتربية الابقار وصنع الالبان والاجبان وبيعها لأبناء قريتها ، مشيرة الى انها شارفت على تسديد قرضها وتستعد للتوسع بعملها ومساعدة سيدات اخريات. خير عون لزوجي ضاقت الدنيا بالسيدة وهيبة أحمد عرابي من محافظة ادلب بعد مرض زوجها وتعطله عن العمل ولديها اربعة اولاد وعند سماعها بتقديم قروض للنساء في احد المشاريع الموجودة في محافظتها بادرت وأخذت قرضا واستثمرته بعمل تجيده جيدا يتمثل في خياطة المجالس العربية ، واشترت الماكينات الخاصة بذلك وباشرت العمل بتصميم وارادة وحققت النجاح ودفعت اقساط القرض والأهم انها عالجت زوجها وساعدته على الشفاء وكانت خير معين له ولأسرتها. |
|