تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


نتقن صناعة الفرح؟!

الكنز
الجمعة 5-1-2018
رولا عيسى

تراجعت بشكل لافت مساهمة القطاع السياحي خلال سنوات الحرب في الناتج المحلي، بعد أن كانت تصل الى 14% منه، و13% من تشغيل الايدي العاملة، إضافة إلى هبوط بأعداد السياح القادمين من شتى الدول بنسبة تجاوزت 95%،

إلا أن ذلك القطاع ما زال قائماً وله حضوره على الأقل ضمن مستوى الساحة المحلية، نظراً لما يمتلكه بلدنا من أماكن تاريخية وسياحية وطبيعة قادرة على جذب السائح .‏

وإذا ما عدنا إلى بعض المؤشرات قبل الأزمة التي أودت بقطاع السياحة، كما كثير من المرافق والقطاعات، نتيجة ما نالته الأماكن والمنشآت من تخريب وتدمير والأهم اوابدنا التاريخية، فبلغة الأرقام يمتلك بلدنا أكثر من 14 ألف موقع أثري و،65 قلعة إضافة للمتاحف والمساجد و الكنائس والمعابد التاريخية، ومن أهم أثارنا على الصعيد الحيوي دمشق وحلب، باعتبارهما أقدم المدن في العالم ما يجعل من بلدنا قبلة للسياح .‏

وما يحصل اليوم على الصعيد السياحي محاولات باتجاه إعادة تنشيط القطاع محلياً وأخرى خجولة لتنشيطه خارجياً، وطرح ملتقى الاستثمار السياحي في صيف هذا العام أكثر من 50مشروعاً للاستثمار، وتم العمل على تدشين عدد من المنشآت السياحية ،إلا ان ما يحدث أن السواد الأعظم من الناس لا يجرؤون على ذكر ماتم تدشينه من مواقع سياحية (فنادق - مطاعم) حتى بالاسم ،لأن كلفة زيارة أسرة صغيرة لساعتين إلى أحدها قد تودي براتب الشهر وما فوقه، فما بالكم إذا ما أرادوا قضاء يوم كامل؟ .‏

ما نود قوله إنه مع عودة الحياة الطبيعية إلى مختلف المدن، فإن الأمر يتطلب أن تعود معه مختلف القطاعات ،ومنها السياحة التي اشتاق لها المواطن السوري في الوطن وخارجه، وسجلت منذ بداية العام الماضي أرقام سياحية مهمة للمغتربين، ما يجعل ضرورة التوجه نحو مشاريع سياحية مواكبة لذوي الدخل المحدود، وهو الأحوج للترويح عن ما مربه من سنوات عجاف، وهذا ما يدفعنا للدعوة لتنفيذ ماتم التصريح عنه بشأن منتزهات سياحية تناسب دخل المواطن، وأن تشمل كل المحافظات، ومنها شواطىء البحر التي تحيط بها مخاوف من إمكانية أن لا تكون متاحة لمتوسطي الحال، نظراً لارتفاع تكلفة الفنادق والمطاعم التي أحاطت بها.‏

لابد من أن نتقن صناعة السياحة، نظراً لما تعود به من ريع مادي، وأكثر من ذلك هي تصنع الفرح .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية