تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الأمل يتعاظم والانتصارات تستمر

شؤون سياسية
الأحد 18-7-2010م
محمد عبد الكريم مصطفى

عشرة أعوام من العمل المتواصل على كافة الجبهات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وفي مختلف النواحي الحياتية عبر حركة دائمة باتجاه الأهداف الكبيرة،

عشرة أعوام من الجهود التي أزهرت عطاءات ونجاحات فاقت المتوقع وحولت الحلم إلى حقيقة، وفي كل يوم جديد تتعاظم الانتصارات بعزيمة الأبطال، وثقة الحكماء نحو حاضر يدعو للفخر والاعتزاز بنهج ينمو معه الأمل بمستقبل أفضل.‏

كان لفراق القائد الخالد حافظ الأسد في عام الـ 2000 أثر بالغ وصدمة كبيرة ولّدت مخاوف موضوعية على مستقبل المسيرة، وفي مرحلة كانت تتكالب فيها القوى الكبرى المعادية للعرب وتخطط لهدم حصن الأمة المنيع، وقتل قلبها الصامد سورية، لكن مدرسة القائد الخالد كانت بمساحة الوطن، وتلامذتها أبناء الأمة النجباء الذين صمموا أن يتفوقوا على المصاعب ويتغلبوا على العثرات، ولم ينتظروا قراراً من أحد وتوجيهاً من موقع معين، وبقرار ذاتي وعفوي أعلنوا منذ اللحظة الأولى لرحيل القائد خيارهم الوحيد عندما جابوا شوارع مدن وقرى ومزارع سورية رافعين الصوت عالياً: بالروح بالدم نفديك يابشار ونعاهدك قائداً أميناً على الثورة ومنجزاتها العظيمة.‏

وكما كان الأمل تعهد القائد الشاب و الإنسان الحكيم بتحمل المسؤولية بكل ثقة بالنفس وإيمان بإرادة الشعب الذي هو مصدر كل قوة، قال السيد الرئيس بشار الأسد بعد تسلمه لمنصب الرئاسة، موضحاً صورة المرحلة القادمة: «إننا في مسيرتنا النضالية ننهل من تراث القائد الخالد حافظ الأسد، ونلتزم بالثوابت الوطنية والقومية، عاقدين العزم على أن يكون يومنا أفضل من أمسنا، وغدنا أفضل من حاضرنا، أن يكون شعارنا العمل يسبق دائماً القول، وأن يكون نهجناً نهج العمل الدائب في كل مجال».‏

لقد وعد وصدق وعده ومنذ اليوم الأول لتولي سيادته المسؤولية بدأ يرسم ملامح سورية الحديثة المتطورة، حيث تعالى على الصغائر وفتح قلبه لأبناء الوطن الذين بادلوه الحب بالوفاء، وكان المواطن ومستقبله ورفعته هو الهدف الأول الذي تقدم على بقية الأهداف الأخرى التي يجب أن تصب نتائجها في مصلحة الوطن، وكان تطوير التشريع بكل جوانبه بداية مشروع التطوير والتحديث من أجل توفير الجو القانوني السليم لرسم خارطة البنية التحتية الصلبة التي تؤهل لتطوير ما تم إنجازه في مرحلة التصحيح.‏

في الوقت الذي كان فيه أعداء الأمة يخططون لضرب قلب العروبة الصامد من‏

أجل القضاء على الفكر القومي في الوطن، وكانت البداية مع احتلال العراق وتحريك القوى الساكنة في بعض البلدان العربية و التي هي بقايا الرجعية العربية عبر ما يسمى نشر الفوضى الخلاّقة التي تهدف الى القضاء على الثوابت الاجتماعية والأخلاقية عند المجتمع العربي من أجل السيطرة على أفكار الشعوب وإعادة التحكم بمقدراتها من جديد، يقول الجنرال موشي يعلون رئيس أركان العدو الإسرائيلي في لقاء مع صحيفة يدعوت أحرونوت الإسرائيلية بعيد احتلال العراق: إنه لم يعد هناك عالم عربي ولم نعد نتكلم عن عالم عربي ولا يوجد شيء اسمه تحالف وتضامن عربي، بل هناك لاعبون عرب لكل منهم مصلحته الخاصة والذي يريد مصلحته عليه أن يكون مرتبطاً بالولايات المتحدة الأمريكية القطب الوحيد الذي يتحكم بالعالم.‏

لقد اعتقد أعداء الأمة بأن حربهم الظالمة على العرب، ستحقق لهم الانتصار في زمن انهيار الامبراطوريات الكبرى وتداعي الفكر الاشتراكي في أوروبا الشرقية، وتجاهلوا عن قصد أو غباء أن الشعب الذي قاوم الاستعمار بالحجارة والبندقية وأجبره على الجلاء لم يزل يختزن في ذاكرته بطولات أجداده التي ولدت الاستقلال، وأنه لم يزل يمتلك قادة عرب عظماء لديهم العزيمة والإيمان بقدرات شعبهم على دحر الأعداء، عبر وسائل المقاومة.‏

كان القائد الرمز بشار الأسد يجمع عدته ويحضر نفسه لمواجهة الطغيان الإمبريالي بأسلحة جديدة لم يستخدمها أحد من قبله، أسلحة قوامها إرادة المناضلين وأداتها الوحدة الوطنية والتلاحم الوطني بين أبناء الأمة، حيث وقف القائد شامخاً وأعلن من على مدرج جامعة دمشق في عام 2005 ولادة المشروع العربي القومي المقاوم والمناهض للاستعمار الجديد بكل أبعاده وألوانه، متحدياً بذلك كل القوى الشريرة في العالم غير عابئ بعديدها وعدتها، حيث وضع سيادته نتائج المعركة وعدمها في كفتي الميزان وقال: إن خسارتنا ستكون الأقل في اعتماد نهج المقارمة لصد المشروع الاستعمار والدفاع عن الأمة، وهو يعلم علم اليقين أنه يمتلك مقومات النجاح وسيقود الأمة نحو الانتصار والصمود، والبقاء، وبجهوده الكريمة وحكمته الراسخة تحددت ملامح المعركة التي وقف فيها الشعب العربي ممثلاً بتنظيماته السياسية خلف قيادة الأسد في معركة المصير، وبعد أقل من عامين على هذا التاريخ تحولت المعركة إلى نصر مظفر على كافة الجبهات وبأقل الخسائر الممكنة، حتى بات الازدحام في أوجه على طريق مطار دمشق لطالبي الصفح من كل حدب وصوب، وبدأت سورية تأخذ موقعها الطبيعي على الساحة السياسية ليس في منطقة الشرق الأوسط فحسب، بل أصبحت لاعباً هاماً على الساحة الدولية وأي قرار يخص منطقة الشرق الأوسط عليه أن يمر إلزامياً عبر البوابة الدمشقية.‏

كان للرؤية الاستراتيجية للسيد الرئيس بشار الأسد بعداً وطنياً وقومياً وإنسانياً، والعمل ضمن هذا الإطار يتطلب عمقاً في العلاقات الدولية من أجل كسب ثقة شعوب العالم، وهذا ما سعى إليه السيد الرئيس منذ عام 2005 وانطلاقه نحو علاقات جيدة مع دول المنطقة وفي مقدمتها تركيا وإيران إضافة الى الدول العربية وكان لهذا التوجيه دور فاعل في نجاح خطة تطويق المشروع الصهيوني الاستثماري، وكشف المراوغة الإسرائيلية على حقيقتها وتعريتها في الساحة الدولية، وقد نجح سيادته في إيصال الصورة الصحيحة إلى دول العالم قاطبة، وتأتي زيارته التاريخية إلى أمريكا اللاتينية في هذا الوقت بالذات تتويجاً للنجاحات السابقة وفتحاً جديداً على المستوى الدولي، من أجل خلق توازن في الأدوار، وإنهاء حالة القطب الواحد التي عجزت عن قيادة العالم نحو الأمن والسلم الدوليين.‏

إن شراسة المعركة السياسية وما تطلبت من جهود بكل الوسائل لم تله القائد عن المضي قدماً في تنفيذ البرنامج التطويري على المستوى الوطني، وعندما كان في خضم المعركة كان سيادته يزور المرافئ ويفتحح المعارض ويدشن المصانع ويقود السيارة السورية الأولى، ويلتقي المتفوقين رافعاً راية الصمود إلى جانب التطوير والبناء ، وقد شهدت سورية خلال السنوات العشر الماضية تطوراً كبيراًَ في مجال الصناعات الاستراتيجية الضخمة، كمصانع الحديد والصلب، ومصانع الاسمنت وغيرها من المشاريع السياحية الكبيرة ضمن أجندة وطنية تعتمد التشاركية الحقيقية بين القطاع الخاص والقطاع العام لأخذ كل دوره في البناء تحت قبة الوطن.‏

ونحن نحتفل بهذه الذكرى الغالية على قلوبنا جميعاً نستطيع القول إن ما تم إنجازه خلال تلك الفترة من خطة التطوير والتحديث كبير جداً وطال كل بيت وكل فرد من أبناء مجتمعنا ولم يهمل أي شريحة من أبناء الوطن مهما كان عددها صغيراً، ومع ذلك يبقى طموحنا وأملنا بإنجازات مستقبلية جديدة لا حدود له وآمالنا تتعاظم في ظل قيادة السيد الرئيس بشار الأسد الذي زرع في نفوسنا حب الوطن وحب العمل وحب التضحية من أجل رفعة الوطن، وهي مقومات خارطة المستقبل التي نسعى بكل الإمكانات لتحقيقها والحفاظ عليها.‏

Email:m.a.mustafa@mail.sy

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية