|
ترجمة في الوقت الذي تضخم وسائل الإعلام الاسرائيلية القدرات الصاروخية التي يمتلكها حزب الله وإمكانية انضمام كل من سورية وإيران لأي حرب قد تنشب على لبنان وان : «السيناريو الأقرب لهذه الحرب في الأيام الأربعة الأولى من الحرب سيُطلق على «اسرائيل» ما بين 2000 ـ 3000 صاروخ غالبيتها قصيرة المدى تستطيع ضرب المنطقة الواقعة الى الشمال من حيفا، والجزء الأخر منها سيكون صواريخ متوسطة المدى ستضرب المنطقة الواقعة الى الشمال من هرتسليا والقليل منها سيكون طويل المدى يضرب تل ابيب ومنطقة المركز وشمال النقب. وبحسب بعض المصادر الأمنية ، فانّ الهجوم سينطلق على العمق المدني والعسكري الاسرائيلي من داخل 160 قرية لبنانية تحولت، بحسب المصادر عينها، الى قواعد لإطلاق الصواريخ وسيتم الهجوم على العمق العسكري الاسرائيلي كما لم يحدث من قبل مطلقا» بحسب أري شابيط في هآرتس. الحرب الثالثة أشبه بيوم الغفران وبحسب شابيط نفسه فانّ الردّ الاسرائيلي على الهجوم سيكون مدمرا، إذ إن طائرات سلاح الجو الاسرائيلي ستقوم بتدمير أهداف حزب الله حتى تلك المقامة بالقرب من المستشفيات والمدارس، وستُدمر القوات البرية أهداف حزب الله من خلال عمليات التوغل البري بغض النظر عن الثمن الغالي الذي ستدفعه، وساق قائلا انّه ونتيجة للهجوم الاسرائيلي المضاد ستتراجع وتيرة إطلاق الصواريخ وبعد وقت ما سيتوقف تمامًا، لكن في لبنان سيدفنون آلاف القتلى بينهم الكثير من المدنيين، أما في «اسرائيل»، فسيقومون بدفن مئات الجنود والنساء والأطفال وبهذا، أوضح المحلل، ستكون حرب لبنان الثالثة نسخة مضخمة جدًا عن حرب لبنان الثانية وستكون أثارها وأبعادها شبيهة بآثار وأبعاد حرب (يوم الغفران)، أي الحرب التي خاضتها «اسرائيل» ضدّ كل من سورية ومصر في تشرين الأول من العام 1973. والواقع ان الوضع الاسرائيلي الداخلي الذي يزداد تعقيدا على ضوء تفجر الصراعات الاثنية والطائفية ، وضعف حكومة نتنياهو في ظل خضوعه الكامل لإملاءات شركائه في الائتلاف الحكومي وخاصة ليبرمان زعيم حزب اسرائيل بيتنا العنصري» ، الى جانب العزلة الدولية الآخذه بالاتساع حول «اسرائيل» بسبب هجومها على أسطول الحرية ، والاهم من هذا وذاك ، فشل المفاوضات غير المباشرة على المسار الفلسطيني ووصولها الى طريق مسدود ، كل ذلك خلق شعورا لدى نتنياهو وحكومته باليأس ، وان استمرار مثل هذه الأوضاع لن تكون في صالح هذه الحكومة او استقرارها :«الأمر الذي يدفع هذه الحكومة لتلقف أي ذريعة لإشعال حرب في المنطقة» على حد تعبير هآرتس. ان كثيراً من المحللين العسكريين الاسرائيلين يرون أن الصيف الحالي لن يشهد حربًا على الجبهة الشمالية، أي ضّدّ سورية وحزب الله، لانّ «اسرائيل» تُشكّل بالنسبة لهما تهديدًا وجوديا، لانّ الجميع بات يدرك بان الحرب القادمة ستكون حربًا رهيبةً ولا يوجد شخص يستعجل اندلاعها ولا يوجد شخص ينوي المخاطرة بوقوع حادث عنيف على الحدود الشمالية قد يؤدي الى معركة شاملة وغير مسبوقة، لانّ ميزان الرعب الحقيقي يثبت الهدوء، على حد قول يديعوت احرنوت. ما أهمية لقاء نتنياهو بأوباما؟ وينظر كثير من الكتاب الاسرائيلين الى اللقاء الذي تم في واشنطن بين نتنياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي والرئيس الأمريكي باراك اوباما، بأهمية كبرى على هذا الصعيد ويشير بعضهم الى أن البند الأول الذي تم بحثه هو التهديد النووي الايراني، ومن ثم قضية العملية السلمية مع الفلسطينيين، ووجّه محلل الشؤون العسكرية في يديعوت احرنوت نصيحة للزعيمين جاء فيها انّه من المفضل لهما القيام ببحث سيناريو الحرب الثالثة على سورية وحزب الله وبذل الجهود لعدم اندلاعها، وبرأيه فانّه حتى يتمكن الرئيس الأمريكي من منع الحرب الثالثة عليه القيام بأمرين، الأول إخراج «اسرائيل» من الزاوية وإظهار زعامته في الإقليم، أي في منطقة الشرق الأوسط، مشيرا الى انّه حتى اليوم يقوم نتنياهو بعكس هذا، حيث يتعامل مع التحدي الايراني بتردد ويبعث للشرق الأوسط برسائل مفادها غياب الحسم والتصميم دون أن يقصد ذلك، وكما كانت مخازن الجيش فارغة قبل الحرب الاخيرة على لبنان اليوم تبدو مخازن السياسة فارغة، وفي حال قررت «اسرائيل» استخدام حق الدفاع عن النفس لن تجد من يسمعها او يصغي اليها في ظل رئيس وزراء يؤمن بالتفوق السياسي، الأمر الذي أوصل «اسرائيل» الى حالة من العزلة التامة وضعف سياسي خطير يقرب موعد الحرب القادمة، على حد تعبيره. وبحسبه فانّ الصفقة الأمريكية - الاسرائيلية باتت معروفةً: واشنطن تقوم بعملية حاسمة ضد ايران، مقابل مبادرة اسرائيلية حاسمة في المسارين السوري والفلسطيني ومثل هذه الصفقة يستطيع الاثنان فقط إبرامها، وفي حال عدم قيامهما بذلك، خلص المحلل الى القول، إن اوباما ونتنياهو، سيتحملان نتائج حرب لبنان الثالثة. سيناريوهات حرب لن تقع أليكس فيشمان اشهر المحللين العسكريين في صحيفة يديعوت احرنوت رسم سيناريوهات لحرب لم يتوقع نشوبها هذا الصيف فتحت عنوان «ستكون حرباً ولكن ليس هذا الصيف» يقول :«في ظروف الشرق الأوسط هذا ليس سؤالا غبيا. تقديرات الوضع في جهاز الأمن تحدثت عن ثلاثة محاور لبناء القوة حيال اسرائيل، ستصل الى النضج هذا العام. في مثل هذا الوضع، كما قالت التقديرات، هناك احتمالية عالية جدا لاندلاع مواجهة مبادر اليها من جانب العدو – سورية، حزب الله، حماس – هذا الصيف. غير أن هذه المحاور الثلاثة لم تصل الى النضج. وأضاف فيشمان حزب الله في لبنان كان يفترض ان يصل الى كمية حرجة من صواريخ أرض – أرض آم 600، يمكنها ان تهدد بشكل متواصل، على مدى الزمن، غوش دان. ولكنه لم يصل الى هذه الكمية وليس صدفة: ا«سرائيل» هددت والعالم أيضا ضغط على السوريين. أما حماس فلم تستكمل عملية التمترس والتزود التي خططت لها. وكذا الجهاد الإسلامي. وهذا أيضا ليس صدفة: الإغلاق على غزة، ولا سيما من جهة مصر، فعل فعله. من استخف بنجاعة الإغلاق يمكنه اليوم، مع فتحه، ان يبدأ العد التنازلي. دون إغلاق، فان وتيرة تزود غزة بالسلاح والتكنولوجيا وغيرها ستعود الى مرحلة ما قبل «رصاص مصبوب» أما المحور الثالث بحسبه فيكمن في الجيش السوري،فانه لم يستكمل قفزة الدرجة التي خطط لها كجزء من عنصر الردع حيال «اسرائيل». معهد واشنطن للدراسات الاستراتيجية والدولية - CSIS- يقضي في تقرير لميدان القوى العسكرية بين «اسرائيل» والبلدان العربية بأن هناك حتى انخفاضا في النجاعة التقليدية لسورية. التقارير عن صفقات سلاح كبيرة بين روسيا وسورية، كما يقول باحثو المعهد، يسمع عنها منذ 20 سنة، بينما الفجوة في ميزان القوى في صالح «اسرائيل» لم تتغير منذ منتصف الثمانينات. ويخلص الكاتب المذكور للقول : في السطر الأخير: «اسرائيل» تتحدث عن تهديد وجودي مستقبلي من ناحية ايران، ولكنها هي نفسها تضع أعداءها في خطر وجودي منذ زمن بعيد، وهذه القدرة تتصاعد بشكل مواظب. أي من العناوين «الأمنية» للأسابيع الأخيرة – الأزمة مع تركيا، الأسطول، رفع الحصار، جلعاد شليت – لا يبشر بحرب هذا الصيف. رغم انها كبيرة وصاخبة إلا أنها لاتتعلق بالتهديدات الوجودية على اسرائيل، كلها ترتبط بـ «الحرب الأخرى» تلك التي تقضم في شرعية اسرائيل في العالم وفي مناعة المجتمع الاسرائيلي. هذه الحرب، التي نخسر فيها حاليا، ستستمر هذا الصيف، وبقوة أكبر. الحرب ضرورة وجودية لإسرائيل محللو الصحف الاسرائيلية العسكريين اجتهدوا هم الآخرون في رسم السيناريوهات للحرب التي لم يستبعدوا هم ايضا نشوبها ، بل إن البعض منهم يعتقد بأن الحرب باتت ضرورية لأمن ووجود اسرائيل بحكم ازدياد مايسميه هؤلاء المخاطر الوجودية الكثيرة والكبيرة المحدقة بإسرائيل ،آري شابيط مثلا ، يرى ان ايران لاتزال تشكل التحدي والتهديد الوجودي الأساس لإسرائيل ،وهناك احتمالان لنشوب الحرب على الجبهة الشمالية: توجيه اسرائيل ضربة عسكرية للجمهورية الإسلامية الإيرانية، ولا يوجد أدنى شك لدى صنّاع القرار في تل ابيب بانّ ايران سترد على الهجوم الاسرائيلي بضربها اسرائيل بواسطة القوات المتقدمة التي نشرتها جنوب نهر الليطاني، أما الاحتمال الثاني الذي قد يؤدي الى نشوب حرب فيمثل في تحول ايران لقوة نووية، حيث ستجد نفسها بعد وقت قصير من تحقيقها قوة غير تقليدية حرة في شن حرب تقليدية تدمي اسرائيل وتضعفها وبين هذين السيناريوهين ستكون النتيجة حرب صواريخ في الشمال. أمير بوحبوط المحلل العسكري في صحيفة معاريف ناقش في مقال له دور القوات البرية في الحرب المقبلة والجوانب اللوجستية والتقنيات العالية التطور فيها : «في الوقت الذي يستعدون فيه في سلاح الجو لإمكان أن تقصف المنظمات الإرهابية وجيوش العدو مسارات الطيران في القواعد المختلفة وتحاول المس بالطائرات، يستعدون في فرع التكنولوجيا اللوجستية لإمكان أن تشل شوارع حركة اسرائيل بالصواريخ وأن تراكم صعابا على ناقلي الجيش الاسرائيلي في نقل الدبابات والمدرعات والوسائل القتالية والمحاربين الى الجبهة. وأردف يقول : «وللفحص عن الفروق التي واجهها الجيش الاسرائيلي يجب أن نعود قليلاً إلى الوراء. قال تصور قاده رئيس الأركان السابق دان حالوتس، ببساطة أن الجيش الاسرائيلي سيبنى للمواجهة الجارية وأنه عندما تكون حرباً سنعرف كيف تنتصر أما رئيس الأركان الحالي، الفريق غابي اشكنازي، فأحرق أوراق اللعب مع توليه عمله. عاد تصوره إلى الوراء في الوقت وأرشد الى إنشاء تصور يبني الجيش الاسرائيلي بناء جوهرياً في مواجهة جميع التهديدات التي تشتمل على سورية ولبنان وغزة، وإذا احتاج الجيش الاسرائيلي في خلال ذلك الى الأمن الجاري فسيعطى الرد. هذان تصوران مختلفان وبسبب التوتر بينهما أنفق الجيش الاسرائيلي مالاً كثيرا واشتقت من ذلك مناصب وأسلحة أغلقت وفتحت من جديد. استخلاصات حرب تموز 2006 ويجمل بوحبوط مقاله حول التهديدات التي تواجهها القوات البرية بناء على استخلاصات حرب تموز عام 2006 بقوله :«تشتمل التهديدات للقوات الميدانية أيضاً على طريقة تجنيد القوات في زمن الطوارئ. » الكارثة في قرية غلعادي (قتل 12 جندي احتياط زمن التجنيد قرب كفار غلعادي بعد سقوط صواريخ أطلقها حزب الله)، أثارت فينا كثيراً من الأفكار« يبين ضابط رفيع المستوى في رفع التكنولوجيا واللوجستية، » حصنا قيادات وأنشأنا مناطق محمية. لا نجند اليوم داخل مكتب بل في منطقة محمية. بحسب التهديد سنعرف أين نجند، لكن مع ذلك سنمنح كل موقع تجنيد جرافة كي ينشئ أنفاقا، يختبئ الجنود من ورائها. وفي مقابلة ذلك سنعرف كيف نوزعهم في الميدان ولا نحصرهم في نقطة واحدة وثمة خطة ثورية أخرى ترمي الى التخفيف في المسيرة اللوجستية هي تجنيد شركات لأعمال الهندسة والنقل. بين ضابط رفيع المستوى في فرع التكنولوجياواللوجستية الإجراء الحديث، «كنا نجند حتى الآن آلات ثقيلة على حدة والمشغلين أو السائقين على حدة، ونحن الآن نبني تجنيداً في زمن طوارئ بحسب قانون شركة كاملة مع المديرين والمستعملين. نشأت علاقة بعدد من الشركات وسننشىء مشروعات في هذا الشأن. وهكذا سنمنع البيروقراطية ونصبح أكثر جدوى» |
|