تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أين التغيير في السياسة الأميركية؟

حـــدث و تعـليـــــق
الأحد 18-7-2010م
حسن حسن

الصورة باتت واضحة إلى حد لاتحتمل أي اجتهاد: السلام الذي وعد به باراك اوباما بعيد المنال،وماهو أكثر من واضح أن الرئيس الاميركي الذي دخل البيت الأبيض من أجل تغيير وجه أميركا ووجه العالم، لم يغير بعد شيئاً.

هنا يحق لنا أن نسأل: إذا كان السلام هدفاً أميركياً، وإذا كان سلام الشرق الأوسط بصورة خاصة في قمة الاولويات في السياسة الخارجية الاميركية، فماذا فعل أوباما حتى الآن لإقناع نفسه واقناع العرب والعالم بأنه يعمل فعلاً من أجل السلام؟!‏

هل تكفي اطلالة المبعوث الاميركي ميتشيل لإعطاء الدليل على مدى الاندفاع الاميركي في انصاف الفلسطينيين ومصالحة العرب والمسلمين؟! أم إن أوباما تحول،كما أسلافه جميعاً في البيت الأبيض، وفي زمن وجيز، إلى مجرد حليف آخر لإسرائيل التي تبني مشروعها الاستعماري الاستيطاني، فضلاً عن مشروعها النووي ومشروعها الديني العنصري، بجماجم الفلسطينيين،وترهن مستقبل المنطقة كلها بخيراتها وشعوبها وكرامتها وتطلعاتها لمستلزمات توسعها وروحها العدوانية؟‏

إن تجربة الأشهر الماضية تحمل الدليل الساطع على أن الرئيس الاميركي لايملك الوسائل الكفيلة بوضع سياساته السلمية في المنطقة موضع التنفيذ، هذا إذا كان يريد فعلاً أن يكون رجل سلام!‏

ماحصل حتى الآن هو أن رجل التغيير، الذي صفق له العرب ولو بيدٍ واحدة، ملتزم لفظياً وخطابياً بإنصاف الفلسطينيين، لكنه سقط في التجربة ثلاث مرات:‏

مرة عندما طلب وقف الاستيطان،فرد بنيامين نتنياهو بتكثيف هذا الاستيطان، ومرة ثانية عندما طرح مشروع التسوية الدائمة، فرد عليه افيغدور ليبرمان برفض هذه التسوية، بحجة أن فرصة السلام ليست متوافرة الآن، وقد تحتاج إلى أعوام عديدة. ومرة ثالثة عندما سقط في التجربة داخل الكونغرس، عندما حاصره أصدقاء «اسرائيل» وهددوه بعرقلة كل خططه الداخلية كرمى لعيني «اسرائيل».‏

المبعوث الاميركي قال في رحلته الأخيرة،إن الأمور ليست مشجعة، ولو أن السلام سوف يتحقق في نهاية المطاف.لكن السؤال هو: متى؟! عندما يتغير اوباما، أم يتغير مابعد بعد اوباما في البيت الأبيض؟ عندما يكبر أطفال فلسطين، أم عندما يكبر أولادهم أم أحفادهم أم أحفاد أحفادهم؟!!‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية