تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


مواجهات بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال في باحات «الأقصى».. عشرون عاماً على مجزرة الحرم الإبراهيمي.. والاحتلال الإسرائيلي ومستوطنوه مستمرون في إجرامهم

فلسطين المحتلة
وكالات-سانا-الثورة
أخبار
الأربعاء 26-2-2014
تنوء الذاكرة الفلسطينية بحمل ثقيل من المجازر والجرائم التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي وقطعان مستوطنيه بحق الفلسطينيين والعرب على امتداد الأرض الفلسطينية وخارجها.. ولكل مجزرة صهيونية فسحة من الذاكرة الفلسطينية

التي تحتفظ بقساوة وبشاعة تلك المجازر لأن المحتل الإسرائيلي ومستوطنيه لطالما تفننوا في ابتداع أساليب وطرق لتنفيذ جرائمهم ما يجعلها وصمة عار ستظل تلاحق الضمير الإنساني على مدى التاريخ.‏

ومن بين المجازر الصهيونية الإجرامية التي ستظل محفورة في عمق الذاكرة الفلسطينية مجزرة الحرم الإبراهيمي الشريف في مدينة الخليل بالضفة الغربية التي مر أمس ذكراها العشرون عندما أقدم المستوطن الإرهابي باروخ غولدشتاين وبتواطؤ مفضوح مع مستوطنين آخرين وجنود الاحتلال الإسرائيلي على إطلاق النار على المصلين في المسجد الإبراهيمي الشريف وهم ساجدون في صلاة فجر يوم جمعة في شهر رمضان المبارك في الخامس والعشرين من شباط عام 1994 حيث أدى هذا الاعتداء إلى استشهاد 29 مصلياً وجرح نحو 150 آخرين قبل أن يقوم مصلون آخرون بمقاومته وقتله.‏

وتشير المعطيات التي ظهرت فيما بعد أن مرتكب هذه المجزرة البشعة المجرم" غولدشتاين" هو من سكان مستوطنة كريات أربع المقامة على أراضي مدينة الخليل وتتلمذ على يدي متطرفين متخصصين في الإرهاب من حركة "كاخ "الإرهابية ، وقد عرف لدى المصلين في الحرم الابراهيمي الشريف لأنه كان في كثير من الأوقات يدخل إلى الحرم في جولات استفزازية متكررة ما يعني أنه قام بجريمته بشكل متعمد وبتخطيط مسبق ومدروس.‏

وبينت الوقائع أيضا أن جنود الاحتلال ومستوطنيه شاركوا في هذه المجزرة بشكل واضح حيث قام جنود الاحتلال الموجودون في الحرم بإغلاق أبواب المسجد لمنع المصلين من الخروج خلال إطلاق غولدشتاين الرصاص عليهم ، كما منعوا القادمين من خارج الحرم من الوصول إلى ساحته لإنقاذ الجرحى ، وفي أثناء تشييع شهداء المجزرة استشهد العشرات من الفلسطينيين أيضاً برصاص جنود الاحتلال.‏

وحتى بعد ارتكاب المجزرة استمرت سلطات الاحتلال في التغطية على جرائم المستوطنين وجنودها وارتكبت مجزرة أخرى راح ضحيتها نحو 60 شهيداً سقطوا برصاص الاحتلال في مختلف المدن الفلسطينية التي انتفضت تعبيراً عن الرفض والادانة لهذه الجريمة المروعة.‏

ومازال الإجرام والاستفزاز الإسرائيلي مستمر حتى اللحظة ، فقد اقتحمت قوات الإحتلال الإسرائيلية أمس باحات المسجد الأقصى، عبر باب المغاربة والسلسلة، وأطلقت الأعيرة المطاطية والقنابل المسيلة للدموع باتجاه المرابطين في ساحاته واعتقلت ثلاثة شبان على الأقل بذريعة إلقائهم لمفرقعات نارية على الشرطة الإسرائيلية الخاصة.‏

وذكرت مصادر فلسطينية أن عدداً كبيرا من الشبان المرابطين داخل المسجد الأقصى أصيبوا بحالات اختناق بعد رشهم بالغاز، وتأكدت إصابة 20 فلسطينياً في المواجهات داخل الحرم القدسي.‏

كما سجّلت إصابات بالأعيرة المطاطية وبشظايا القنابل الصوتية خلال هذه المواجهات التي دارت بين قوات الاحتلال الخاصة والمُصلين المعتكفين في المسجد للتصدي للمستوطنين الذين أعلنوا نيّتهم اقتحام الأقصى ورفع أعلام إسرائيل في باحاته بمناسبة عيد الفصح اليهودي.‏

وشهد محيط بوابات المسجد الأقصى تجمهراً كبيراً للمواطنين الفلسطينيين في محاولة لفك الحصار العسكري الذي فرضته قوات الاحتلال على المسجد، حيث أغلقت كافة بواباته واستفرادها بالمُصلين المرابطين داخل المسجد.‏

وفي موقف عدواني جديد يهدد المسجد المبارك أكد حاخامات دعمهم لقرارات قدمها عدد من أعضاء الكنيست وعلى رأسهم المتطرف الصهيوني موشيه فايجلين والذي يتضمن ثلاثة محاور أساسية بتعزيز ما سموه السيادة الاسرائيلية الكاملة على المسجد الأقصى واقرار قانون حرية وصول الاسرائيليين اليه ومن كل الابواب وفي أي وقت.‏

بدوره طالب مدير عام أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى الشيخ عزام الخطيب العالمين العربي والاسلامي بالوقوف صفا واحدا ومواجهة المخططات الصهيونية المتطرفة التي تستهدف القدس المحتلة والمسجد الأقصى المبارك محذرا من خطورة المساس بالمقدسات العربية والاسلامية. إلى ذلك استشهد الأسير المقدسي جهاد عبد الرحمن الطويل المعتقل منذ نهاية العام الماضي متأثراً بجروحه بعد الاعتداء عليه أثناء تواجده في سجن بئر السبع ودخوله في غيبوبة لأسبوعين.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية