تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


معرض ذوي الاحتياجات الخاصة..لكـــــــــلٍ إبداعـــــــــه

ثقافة
الأربعاء4-11-2009م
علاء الدين محمد

بذلت جهود كبيرة من أعلى المستويات لدمج ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع ومساهمتهم في أغلبية الفعاليات والنشاطات الثقافية والفنية

ليعبروا عن ذواتهم ويكون لهم دور فاعل ومؤثر في الحياة.‏

في خان أسعد باشا أقاموا معرضاً بدعوة من وزارة الثقافة وبالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل حيث تمت دعوة الجمعيات الأهلية التي تعنى بشؤون الطفل والإعاقة، إذ شارك عدد من الفنانين ذوي الاحتياجات الخاصة بمجموعة من الأعمال التي تعبر عن هواجسهم وانفعالاتهم ولكل فنان منهم تجربته الخاصة والمختلفة عن الآخر.‏

محمود غزال شارك بعمل زيتي وتناول الألوان الزيتية بتقنية المائي الشفاف، إذ تظهر للمتلقي مايتمتع به المولوي من روحانية عالية، وهي طريقة صوفية تعتمد على الولوج بالحالة الوجدانية عن طريق رقصة دائرية يلبس على رأسه كوفية صوفية وفستاناً، أبيض واسعاً، وفي حالة الدوران تتحول المولوية إلى شكل من أشكال الزهور الجميلة أو تعبر عن دورانية الكرة الأرضية والكون ، ويذكر أنه شارك بمجموعة من المعارض داخل وخارج القطر.‏

أما الفنان طه الطه فقد اعتمد على استخدام الرموز التاريخية في أعماله كونه تربى في متحف والده في محافظة الرقة حيث التاريخ والتراث والفلكلور، وشاركت الفنانة زهرة بديوي من معهد الإعاقة السمعية بالرقة بعمل فيه عالم جميل من الألوان تحكي من خلالها قصة شفافة وخطوطاً بارعة في الدقة وهي تشتغل على الألوان المائية والزيتية، مع العلم أنها مازالت في الصف الثالث الاعدادي بمعهد الإعاقة وقد تتلمذت على يدي الفنانين محمد العكلة- وخليل حمسورك وقد فازت بمجموعة من الجوائز الدولية والجوائز المحلية وهي الآن تبحث عن كل جديد لتطوير أدواتها وتقنياتها باتجاه الأفضل.‏

والفنان خليل حمسورك متخصص بالحرق على الخشب منذ أكثر من عشرين عاماً والحرق نوع من أنواع الغرافيك وهو فن حساس لأنه يعتمد اللون الواحد وتدرجاته ويتناول من خلال أعماله المواضيع البيئية والتراثية الخاصة بحاضرة الفرات وله العديد من المعارض الفردية والجماعية ولايزال يجتهد لتطوير لوحته الفنية باتجاه إبراز بصمته الخاصة، أما عمله مع الأطفال فقد تركز منذ سنوات على تعليمهم الرسم وأهميته لتنمية شخصية الطفل وتطوير قدراته الذهنية وذلك في جمعية الرجاء لذوي الاحتياجات الخاصة ومعهد الإعاقة السمعية، ومديرية الثقافة قسم ثقافة الطفل، وقد حاز هؤلاء الأطفال الذين يعمل معهم على جوائز وصلت إلى (38) جائزة دولية وعربية ومحلية، وهو يعمل الآن في مسرح الطفل بالرقة وعن أعماله قال: اللوحة عندي تأخذ حيزاً كبيراً من الوقت والجهد الذهني، فالعمل إلى حين انتهائه يدخلني في حالة الارهاق النفسي وأنا أبحث في تفاصيل الخشب والنار، لأنني قررت بنفسي أن أعمل صداقة دائمة بين النار والخشب حيث إن النار تحول الخشب إلى رماد، ومع ذلك مازلت أبحث عن هذه المصالحة.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية