تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


في ورشة عمل عربية .. التدخين عند الشباب..بين 68 و84 ألفــاً يدخلــون ســوقه يوميـــاً..

شباب
الأربعاء4-11-2009م
أسباب التعاطي كثيرة والحلول قاصرة..

الجميع يدرك مخاطره وأضراره الصحية وما يترتب عليه من آثار سلبية تدمر الصحة العامة يوميا ومع ذلك يبدو التدخين الظاهرة التي يزداد انتشارها وتوغلها بمختلف اشكالها بين الشباب وهنا مخاطر تعاطيها تكون في ذروتها لاسيما بين من يبدؤون بالتدخين مبكرا ويستمرون فيه رغم التحذيرات رغم ما يبذل من جهود عالمية للتصدي لهذه المشكلة ولمكافحتها قدر الإمكان .. لكن للأسف يبدو أن مثل هذه المبادرات لاجدوى منها مع الكثيرين وخاصة في ضوء الاحصائيات العالمية التي تشير إلى أن التدخين يتوقع أن يقتل نحو 250 مليون طفل ومراهق ثلثهم في بلدان نامية الأمر الذي يتطلب مضاعفة الجهود بمختلف مجالاتها للحد من هذه الظاهرة الخطيرة التي تهدد الملايين من البشر.‏

ولاشك هناك أسباب كثيرة وتحديات تزيد من التدخين لاسيما عند الشباب عموما وفي الوطن العربي خصوصا ،ما يجعل المنظمات الدولية والصحية والجهات ذات الصلة تقرع ناقوس الخطر والعمل لحماية الشباب وتثقيفهم صحيا للامتناع عن التدخين وايجاد المشروعات التوعوية اللازمة لذلك، هذه المحاور وغيرها حاولت ورشة العمل التدريبية العربية التركيز عليها والتي اقيمت في دمشق بالتعاون بين وزارة التربية والمنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة الإسسكو والمكتب الاقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط حول مفاهيم التربية الصحية حيث طرحت أوراق عمل عدة تناولت تدخين الشباب وما يتعرضون له من تحديات..‏

احصائيات مرعبة‏

الدكتور حسين عبد الرزاق الجزائري المدير الاقليمي لمنظمة الصحة العالمية لاقليم شرق المتوسط أعطى بعض البيانات الاحصائية حول تعاطي التدخين حيث يقدر أنه بحلول عام 2030 أن 70٪ من الوفيات ستكون ناتجة عن التدخين وستقع بصورة اساسية في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل وتظهر الاحصائيات أن ما بين 68 و84 ألفا من الأطفال والشباب يشرعون في التدخين كل يوم مقارنة بـ 13 ألفاً في البلدان مرتفعة الدخل ويتوقع أن يقتل 250 مليون طفل ومراهق، فمعدل التعاطي يدعو إلى القلق، فنتائج المسح العالمي للشباب والتبغ تظهر أن 27٪ من الشباب في لبنان جربوا التدخين 25٪ يعتقدون أن الذين يدخنون لديهم أصدقاء أكثر وفي قطاع غزة أكثر من 35٪ من الشباب ذكروا أنهم جربوا التدخين و28٪ لايزالون يدخنون السلوك الصحي السليم‏

الدكتورة فاطمة العوا بينت في ورقة عمل حول الشباب واستخدام التبغ في الدول العربية أن 90 ٪ من المدخنين في العالم دون التاسعة عشرة من عمرهم أي معظمهم لايزال في المدارس وبينت الدراسات أن استهلاك التبغ بين الطلاب ذكورا واناثا بنسب متقاربة في مختلف دول اقليم المتوسط ومن هنا تكمن أهمية البرامج المدرسية المتعلقة بمكافحة التدخين بأنواعه من خلال جعل البيئة المدرسية مرشدة وموجهة لتبني السلوك الصحي السليم وحتى تنجح هذه البرامج يجب أن تراعي الشمولية والدعم اللازم وتعزيز سلوكيات الرفض والمقاومة وتنفيذ برامج وحملات اعلامية مرئية ومسموعة طويلة الأمد واشراك الطالب والمجتمع في تقديم المبادرات والتقييم المستمرين.‏

تحديات رئيسية للشباب‏

من جهتها الدكتورة هيفاء ماضي قدمت ورقة عمل حول صحة الشباب في منطقة الشرق الأوسط والتحديات الرئيسية تناولت فيها طريقة العيش لدى الشباب والسلوك السلبي للتغذية وما ينتج عنه من نقص الوزن والبدانة والإصابة بالسكري ودور المدارس في توفير حياة.صحية عبر تقديم الفواكة والخضار وتقليل الوجبات السريعة والمياه الغازية وتزويد المدارس بوجبات صحية مجانية وتحسين نظام التغذية فيها وتخصيص حصة اسبوعية للتوعية الصحية والنشاط الرياضي وتنظيم نشاطات خارجية ما أمكن مشيرة إلى أنه بالنسبة لتعاطي التبغ يلاحظ زيادة في ذلك سنويا وخاصة في بعض البلاد العربية وأن واحدا من أصل خمسة أطفال ومراهقين يعانون من مشكلات سلوكية عاطفية في مرحلة ما و10٪ يعانون مشكلات قاسية مثل الاكتئاب إضافة لتناولها تعاطي المخدرات والعنف والحوادث الصحية الجنسية والمشكلات الأخرى لدى الشباب.‏

إشراك الشباب في التوعية‏

الدكتور جورج اسحق من مصر تحدث عن التدخين واخطار الادمان بين الشباب مبينا انها مشكلة تلقى التشجيع والتعاون الدولي على صعيد تبادل الخبرات التربوية أو تقديم الدعم المباشر للمبادرات التي تطلقها الحكومات وغيرها في التعامل مع تلك الظاهرة والحد منها وهي الخبرات التي أصبحت من مكونات برامج التربية عبر اشراك الشباب أنفسهم في جهود مكافحة الظاهرة في المدارس والجامعات والأندية وتقوم على تحويل هؤلاء الشباب من مجرد فئة مستهدفة بالتوعية أو موضوع لحملة التوعية بأخطار التدخين والادمان الى نشطاء ومنظمين وقادة لمثل هذه الحملات والجهود ذات الطابع الدائم للحد من هذه الظاهرة وبما يحقق أهداف عدة في الاستفادة من جهود الشباب وارتفاع تأثيرهم في أقرانهم بمعنى توظيف المدرسة كأحدى مؤسسات التنشئة الاجتماعية لصالح جهود مكافحة التدخين والادمان واشراكهم في ذلك ينمي لديهم حسن المسؤولية ومهارات المشاركة والقيادة في التعرف على أخطارهما وتأثيرهما السلبي على الفرد و المجتمع ورصد هذه الظاهرة واشكال تواجدها وتوعية الفئات المحيطة بها وتحويل المدرسة للعب دور اساسي في ذلك عبر دورها التربوي والتعليمي ومواردها المتاحة في التوعية أو توفير فرص بديلة توظف وقت الشباب في أنشطة مفيدة.‏

أسباب التعاطي.‏

وحددت مجموعات العمل في الورشة عوامل واسباب تعاطي التدخين بين الشباب والطلبة وناقشتها وأبرزها توفر التبغ وسهولة الحصول عليه وتداوله وضغط الأقران والرغبة في التقليد وفهم الحرية بطريقة خاطئة وضعف الرقابة الأسرية وعدم القدرة على ملء أوقات الفراغ بأنشطة مفيدة ورغبة المراهق في التمرد والاعتقاد الخاطئ أن التدخين يخفف الضغوط النفسية وضعف العلاقة بين المدرسة والاسرة وغياب القوانين والتشريعات التي تعاقب المروجين لتعاطي التبغ في بعض البلدان.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية