تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


مبادرة المسرح التفاعلي..لامجــال للتأجيـل..نبـدأ بالبهـو..وبعدهـانتبادل الأفكــار

شباب
الأربعاء4-11-2009م
لينا ديوب

لاندري نحن الحضور إن كان الموظف في مجمع دمر الثقافي لم يحضر فعلا،

فبقي باب المسرح مغلقا، ولم ترغب مجموعة العمل أن تردنا خائبين، فبدؤوا التمثيل في البهو، أم أن بقاء المسرح مقفلا جزء من لعبتهم التي أرادوا وأحبوا اشراكنا فيها منذ اللحظة الأولى.‏

جميعاً متعلمون.....فاعلون‏

تسعة شباب وصبايا من أعمار مختلفة بعضهم في الصف الحادي عشر وآخرون في البكالوريا، أو خريجون يرتجلون مقاطع تمثيلية تتدرج من ذكرياتهم مع الدراسة في المرحلة الابتدائية، ومعاناتهم مع أهلهم في التحكم بما عليهم ان يدرسوا، ومن عليهم أن يرافقوا، الى حصرهم في (البكالوريا) التي تحدد مصائرهم، ودفعهم نحو فروع بعينها كالطب والهندسة، لأنها المهن التي تكسبهم مكانة يعتبرها المجتمع راقية، الى الحلم بوظيفة راقية ومكتب نظيف أنيق، الى الحب والزواج والمقدرة على تأسيس بيت مجهز بمتطلبات الحياة العصرية، الى الاحساس بتكافؤ الفرص والمساواة بين الذكور والاناث، هواجس، قد نعرفها جميعا، لكنهم يذكروننا بها، وهم على بعد خطوات من السفر، فجميعهم قرر الرحيل بحثا عن فرصة أفضل، لكن حتى لحظة انتهاء العرض لم يرجع الشخص الذي وعدهم بتأمين(فيزا) السفر، وتركهم ينتظرونه في القبو مقفل الباب ومعه المفتاح! فماذا سيفعلون؟ وكيف ستتغير أفكارهم؟ وما الأفكار التي نتبادلها معهم نحن الجمهور، وغالبيتنا شباب في أعمارهم ويمتلك نفس المعاناة والهواجس؟‏

هنا ينتهي العرض ويبدأ تبادل الأفكار وتستمر اللعبة؟ فقد مل الجميع من التلقين، وهاهي طريقة جديدة لتبادل الأفكار، فالمشاركون الشباب متعلمون ولهم تجربتهم، ويمكنهم أن يتعلموا بالتشاركية بعيداً عن التلقين والوعظ، وهذه ميزة المسرح التفاعلي مع الشباب، يقول المشارك بهجت مشرفي وهو صف ثاني عشر: كان عندي خشية أن لايتجاوب معنا أحد إلاأن الأسئلة والأجوبة كما رأيت كانت نابعة من الاحساس بمشكلاتنا سواء من الأهالي أو من زملائنا. وكذلك مصطفى حديدي من جمهور العرض وهو طالب جامعي أحس أنه وجد نفسه بينهم بما قدموه عن العمل والدراسة وجميع الأفكار الأخرى، ولم يكن السفر الحل الوحيد، بل هناك خيارات تبادلناها مع بعض.‏

التحضير‏

أما عن العمل فيحدثنا مشرفه الممثل كفاح الخوص فيقول: نشكر مشروع شباب على هذه المبادرة لأنها قليلة في مجتمعنا، وعملنا لمدة خمسة عشر يوما، منها خمسة أيام ورشة عمل مكثفة، تلاها عشرة أيام لبناء العرض على أساس الارتجال المدروس، نفذنا تمارين كثيرة على التداعي الحر، ثم مبادئ وتقنيات المسرح التفاعلي، الذي يقول إن الجمهور يمثل معنا الآن وهنا، أي فرضية من اللعب يشارك الجمهور فيها، وخصوصيتها مع الشباب أنه يجد في هذا النوع من التمثيل نفسه فهو يعرف ماذا يحب أكثر، فتكون فرصة ليعبر عن نفسه، وقد عبروا عن مشكلاتهم بطريقتهم وأفكارهم، حيث احتفظنا بما أمكننا البناء عليه ورمينا مالانحتاجه من أفكار. كما عمل على اعداد الممثلين طالب النقد المسرحي أمجد دويعر كدراماتورج فيقول: عملنا فترة على اعداد المشاركين لتتطور عندهم ملكة التمثيل، ليكون العمل مهنياً، ويخرج عن اطار التلقين، والتمارين التي نفذناها معروفة بمجال التمثيل ، وتبادلنا الأفكار والملاحظات وهذا فعال لتحرير الأفكار، وكنت سعيداً بهذه التجربة لأن المجتمع لايتقبل المسرح ولكن مع شباب هواة وبهذه الطريقة قد يفتح مجال جديد لتقبله، كما يمكن للمشاركين هنا أن يعودوا ويكرروا التجربة في مدارسهم أو أي مكان يتواجدون فيه.‏

ويحدثنا قتيبة الخوص عن تجربته بالتمثيل فيقول: مفيدة على أكثر من صعيد فقد استمتعت واستفدت على الصعيد الشخصي، وعلى الصعيد المهني قد أمتهن الفن، فاكتشفت نقاط ضعفي بالتمثيل، والمسرح التفاعلي أجمل من المسرح التقليدي، وتقول زميلته نادين علي: هذه مشاركتي الثانية مع مشروع شباب بالمسرح التفاعلي ولاحظت التطور بالعمل، كما أحببت هذه الطريقة بالتعبير عن أفكارنا، ووجدت أننا نتواصل بطريقة أقوى من التلقين كأن يقال لنا(لاتهاجروا، ادرسوا.....)، أما أبو حاج علي فقال: هذه الطريقة أقوى من التلفزيون لأننا نتفاعل مع بعض ونتشارك الاقتراحات والحلول، فتتطور الأفكار ويمكن ان نصل بالنهاية الى حلول مناسبة للجميع.‏

شراكة‏

ومبادرة المسرح التفاعلي أطلقها مشروع شباب بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان وشبكة y-peer من السنة الماضية، ونظرا لما لاقته من نجاح في اوساط المشاركين، استمر المشروع بالعمل فيها لتكون رديفة لبرامجه التي يطبقها لأنها تساهم في إيصال رسائله التوعوية التي تهدف الى تشجيع الشباب على دخول عالم الأعمال وتجاوز الأفكار التقليدية حول مهنة المستقبل، أما y-peer فهي شبكة تثقيف الأقران الشباب وتحدثنا عنها المتطوعة فيها رؤى الطويل فتقول هي مبادرة دولية من صندوق الأمم المتحدة للسكان وتعمل في 48 دولة عربية وأجنبية منها لبنان- تونس- البرازيل- طاجكستان وغيره موجهة للشباب تعتمد مقاربة تثقيف الأقران في محاولة لسد الفجوات الموجودة في التعليم التقليدي الخاصة بالمواضيع التي تهم الشباب وبتنمية مهاراتهم الحياتية باستخدام أحدث الطرق كالتعلم من خلال اللعب، والتعلم المبني على التجربة بالإضافة إلى توظيف أكثر أدوات التعلم ابتكاراً كالمسرح التفاعلي والأفلام القصيرة. وقد تدربت في تونس وأعمل هنا مشروع شباب، بقي أن نذكر أن الجمهور تفاعل مع العرض وهذا ما أكدوه، حيث نوهت السيدة نجاة شقير بأنه شيء جميل ويذكر بمسرح سعد الله ونوس فلم نكن مجرد متلقين تبادلنا مع أبنائنا الأحاسيس والاقتراحات، وتقول ماريا عبد الرحمن: لقد بدا الممثلون مرتاحين بأدوارهم وكأنهم ممثلون ممتهنون، ولم يظهروا وكأنهم حفظوا أدوارهم وتبيّن أن لهم آراءهم لكن المهم أن نفسح لهم المجال ليعبروا عن أنفسهم، وما شاهدناه من تفاعل الجمهور دليل على نجاحهم.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية