تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الهروب الأميركي

لبنان
معاً على الطريق
الأربعاء 4-11-2009م
نبيه البرجي

للتو، قيل إنه « مبدأ فريدمان» وبعد انقضاء 186 عاماً على «مبدأ مونرو»، الصحافي الأمريكي المؤثر توماس فريدمان قال إن علينا أن ننكفئ لأننا أخفقنا في كل مكان حططنا فيه الرحال (والبراثن) صرخة يعتبرها أخيرة وضرورية كي لا يقال «وهذه امبراطورية أخرى أضحت أثراً بعد عين».

إذاً، لندع البرابرة يأكلون بعضهم البعض، وإن كان لفريدمان رؤيته، أو مفهومه ، لما يمكن أن يحدث بعدما يعود الجنود الأميركيون إلى أرضهم ففي نهاية المطاف لابد أن يتغلب الاعتدال على التطرف . باقتضاب شديد، وبوضوح شديد، إنها الدعوة إلى الهروب الأميركي..‏

اذاً، لا تراهنوا على المبعوثين(وحيث الفالس الديبلوماسي تحوّل إلى مهزلة)، ولا تراهنوا على الجنرالات الذين يقفون حفاة في هذا العراء (بالإذن من فرنسيس فورد كوبولا مخرج «الرؤيا الآن»). كما لو أن الجنرال أنطوني زيني لم يحذر منذ سنوات من «أننا نقرع الطبول للأحذية لا للأدمغة».‏

هذا يعني«إن الشرق الأوسط الكبير» الذي هو بدعة انكليزية تبناها بول وولفوويتز ودونالد رامسفيلد(وبسذاجة منقطعة النظير.. جورج دبليو بوش) بلغ ذلك الحد «الفذ» من الهلهلة . لاحظوا الحيرة، والتصدع، والخيارات الواهية ، والضائعة ، بل والخيارات القاتلة.‏

«لندع البرابرة يأكلون بعضهم البعض». لا بديل آخر، فهذه هي أميركا التي أطلقت عندما انتهى عالم يالطا مقولة«النظام العالمي الجديد»،ولكن لتحتفظ المؤسسة بأكثر المفاهيم، والأساليب، والسياسات ، بدائية وهاهي النتيجة اليوم . الأميركيون داخل النيران ، بل وداخل الوحول الخيار الآن ننزلق أكثر أو ننكفئ أكثر..‏

لمن قال لنا «إنكم تركزون كثيراً على الرئيس بشار الأسد»، نقول إننا سنركز أكثر لأنه استشعر (رؤيوياً) إلى أين تذهب الأمور، فأصّر على إحداث معادلة جيو سياسية، وجيوستراتيجية ، جديدة تسعى للحيلولة دون المنطقة والتدهور إن لم نقل الاضمحلال، أي أن أهل الشرق الأوسط هم الذين يصنعون الشرق الأوسط.‏

نحن أيضاً، بدأنا نستشعر أي مفاعيل للمعادلة ، على أمل أن ينتبه عرب آخرون آخرون جداً . على الأقل راجعوا ماكتبه توماس فريدمان. اعقلوا وتعقلوا!‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية