تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


تفعيل التشاركية بين القطاعين العام والخاص

اقتصاديات
الأربعاء 4-11-2009م
 د. حيان أحمد سلمان

يحظى موضوع التشاركية بين القطاع العام والخاص في سورية حالياً بأهمية كبيرة ويهدف الى ضمان استمرارية انطلاقة التنمية الاقتصادية وتأمين التمويل اللازم لذلك.

وقد أكدت الوثيقة الصادرة عن رئاسة مجلس الوزراء أن الاهداف والغايات الرئيسية للتشاركية بين العام والخاص في سورية تتمثل في ( تحقيق متابعة تنفيذ ما جاء في الغايات والمرامي الاستراتيجية بعيدة المدى للخطة الخمسية العاشرة وذلك لجهة تسريع وزيادة مشاركة القطاع الخاص في الاقتصاد من خلال تشجيع الاستثمار الخاص المحلي والاجنبي في كل المجالات بما فيها قطاعات البنية التحتية).‏

وتؤكد لاحقاً( أنه يجب تحقيق معدلات النمو المستهدفة في الخطط الحكومية ما يتطلب تنفيذ مجموعة ضخمة من مشاريع البنية التحتية والخدمات ذات الجودة العالية وأنه يمكن للمشاريع المطروحة وفق اسلوب التشاركية والمعدة بشكل جيد ومدروس المساعدة على توفير جزء كبير من هذه الاستثمارات وتوفير البنى التحتية في الوقت والكلفة المحدودة.‏

وبرأينا أن الوثيقة حددت جوهر المشكلة وهي ضرورة الاستثمار الامثل للموارد المتاحة مع مراعاة البرنامج الزمني لتنفيذ هذه المشاريع وهذا هو جوهر التخطيط العلمي والعملي الذي يتجلى في ( تحديد الاهداف المنشودة والوسائل والاجراءات الواجب توفرها لتنفيذ هذه الاهداف بتوفير شرطين هما أحسن نوعية وأقل تكلفة وزمن ممكن). ومع تأكيدنا لأهمية قطاع الخدمات خاصة ( البنية التحتية) لكن نقول أن نقطة الانطلاق يجب أن تكون من المواقع الانتاجية اضافة لذلك باعتبار أن الانتاج هو بداية وجوهر الانطلاقة الاقتصادية. وبمقدار ما يتطور الانتاج بشكل عام والناتج المحلي الاجمالي الذي يعبر عن الفارق بين ( الانتاج الاجمالي) و ( الاستهلاك الوسيط) بمقدار ما نستطيع تخصيص جزء منه الى تطوير البنية التحتية أي بتعبير آخر أن قطاع الخدمات يجب أن يخدم البنية الانتاجية.‏

وهنا نرى من الضرورة ازالة الاختناقات في الهيكلية الانتاجية بين القطاعات خاصة الزراعة والصناعة. وعندها نستطيع أن نواجه التحديات الداخلية من ( معدل نمو سكاني مرتفع نسبياً بحدود 2.4٪ ومعدل نمو اقتصادي يتراوح بين 5-7 ٪ وبرأينا يجب أن لا يقل عن ثلاثة أمثال معدل النمو السكاني- تحسين استغلال الموارد المتاحة ..الخ) كما نستطيع ايضاً مواجهة التحديات الخارجية التي تتجلى في ( زيادة قدرة النفاذ الى الاسواق الخارجية- التأثير الايجابي والتأقلم البناء مع التكتلات الاقتصادية بما فيها الشراكة الأوروبية ومنظمة التجارة العالمية وفي مقدمة ذلك السوق العربية الكبرى المشتركة-زيادة المناعة الوطنية ضد الاخطار الخارجية..الخ)‏

ولتحقيق ذلك فإننا نقدم بالمقترحات التالية:‏

-اعداد الخارطة الاستثمارية للموارد المتاحة ووضع برنامج زمني لاستغلالها بالشكل الامثل والافضل.‏

- تحديد دور كل قطاع من هذه القطاعات الاقتصادية في عملية التنمية الشاملة.‏

- التركيز على زيادة معدل الاستثمار أي النسبة الكائنة بين ( اجمالي الاستثمارات والناتج المحلي الاجمالي).‏

-زيادة الترابطات الامامية والخلفية بين القطاعات الاقتصادية.‏

- اصلاح القطاع العام بشكل يؤهله للشراكة الحقيقة‏

وبرأينا أن تفعيل القطاع الحكومي واعطاءه الصلاحيات الكبيرة ومساواته مع القطاع الخاص من ناحية القوانين والانظمة، اضافة الى ذلك يتم توجيه القطاع الخاص باعطاء الجانب الاجتماعي أهمية أكبر فعندئذ يمكن أن نضمن نجاح هذه التشاركية في اطار ( اقتصاد السوق الاجتماعي) الذي يجمع ما بين البعد الاقتصادي والاجتماعي.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية