تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الوعود الجوفاء

حـــدث و تعــليـق
الأربعاء 4-11-2009م
محرز العلي

تصريحات وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون في المؤتمر الصحفي مع رئيس وزراء الكيان الارهابي بنيامين نتنياهو

التي أسقطت فيها مطلب تجميد الاستيطان مقدمة لاستئناف المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية جاءت مخيبة للآمال التي بثها الرئيس الامريكي باراك أوباما في مواقفه التي أعلنها مراراً بشأن تحريك عملية السلام وصولاً إلى السلام العادل والشامل وإنهاء الصراع في المنطقة.‏

إن تراجع الادارة الاميركية عن مطالبة اسرائيل بوقف الاستيطان والذي ميز خطابات أوباما وإدارته في المرحلة السابقة والاكتفاء بالمطالبة باستئناف المفاوضات دون شروط مسبقة يؤكد فشل هذه الادارة في إقناع المتطرف نتنياهو بوقف الاستيطان بل إنها تبنت موقفه وموقف عصابته مايعد انحيازاً سافراً لمصلحة اسرائيل وتشجيعاً على مواصلة الاستيطان وفرض سياسة الامر الواقع ومصادرة ماتبقى من الاراضي الفلسطينية في القدس والضفة الغربية المحتلة.‏

التطورات الأخيرة للاوضاع في المنطقة تضع عملية السلام أمام طريق مسدود لان مايقوم به نتنياهو من اعتداء على الأقصى وتسريع وتيرة الاستيطان وإجراءات تهويد القدس والضفة يشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وتنكراً لحقوق الشعب الفلسطيني الامر الذي يناقض روح وجوهر عملية السلام ويهدد بتأجيج التوتر وفتح أبواب المنطقة أمام الحروب الكارثية.‏

الانحياز الاميركي لاسرائيل وإصرار الحكومة الاسرائيلية المتطرفة على مواصلة احتلال الاراضي العربية ورفضها لمتطلبات السلام العادل والشامل يتطلب من الفلسطينيين لملمة شملهم وتوحيد كلمتهم ونبذ خلافاتهم لمواجهة المخططات الاسرائيلية التي تتنكر لحقوق الشعب الفلسطيني، ويتطلب من العرب والمجتمع الدولي تحمل مسؤولياتهم تجاه القضية الفلسطينية وعملية السلام بعد أن اتضح ان وعود السلام مجرد أوهام ووعود جوفاء استغلتها اسرائيل لتكريس كل مايتناقض مع تحقيق السلام العادل والشامل الذي يوفر الامن والاستقرار لشعوب المنطقة.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية