|
البقعة الساخنة والتحرش بها وتهديد مصالحها وقواتها العاملة بسورية في إطار مشاركتها بالحرب ضد تنظيم داعش الإرهابي وبقية المشتقات من التنظيمات المماثلة. وزير خارجية نظام أردوغان وغيره من أركان النظام الإخواني يُقدِّمون كل يوم مصاديق على حالة التضخم التي تعيشها زمرة أردوغان، سواء أتى ذلك باستعراضات قوة لا معنى لها، أم كان بإطلاق تصريحات نارية استمع العالم لنماذج منها مراراً حتى صار معروفاً أن أنقرة ظاهرة صوتية غير مؤثرة. الشاويش وزير الخارجية الذي يقتدي برئيسه في الحماقة يدعو روسيا للتهدئة ويتحدث - بلهجة لا تخلو من التهديد - عن أن للصبر الذي تتحلى به تركيا إزاء روسيا حدوداً يُحذِّر من نفادها، وكأن أنقرة لم تكتشف بعد أنها كشريان حقيقي للإرهاب قد اتخذ القرار بشأن قطعه، وأنه مهما كان موقف الناتو، فإنّ ذلك لن يمنع إجراءات تنفيذه التي بدأت فعلياً، وأنّه مهما علا صراخها، فما من أشياء ستُغيّر في محتوى القرار وخطواته العملية. الارتباط العضوي لتركيا بالدواعش والنصرة وبقية فصائل الإرهاب سيتم تفكيكه، وستدفع أنقرة ثمنه في السياسة والاقتصاد، وفي الميدان لو احتاج الأمر، ذلك أن رفضها القيام بفك علاقتها بالإرهاب والإصرار على سلوك نفس المسار رغم افتضاحه، لن تبقى أطره سياسية، ولا بدَّ أن تنتقل إلى الميادين الأكثر إيلاماً، ويبدو أنها تتقدم باتجاه هذه الخيارات بخطوات حمقاء جديدة. تركيا القاعدة للقاعدة والدواعش ومشتقاتهما أمست بالأدلة والوقائع شريان الشرور الإرهابية كلها، وصار من الواجب قطعه، لا بل إنّ قطعه بات أولوية تتقدم سواها، وأصبح طريقاً إلزامياً للقضاء على الإرهاب، وعلى الفرنسيين والألمان والإنكليز وغيرهم أن يفكروا مراراً بالأمر قبل المُصادقة على الخطط العسكرية للانضمام إلى التحالف الخُلَّبي الذي تقوده أميركا، ليقع على أميركا واجب الإقلاع عن العبث بفتح وإغلاق مظلات الحماية لتركيا والسعودية وقطر حيناً وحيناً، وهي تعرف أن هذه الدول التي تمثل شريان الإرهاب تُشكل أحد أضلاع مثلث الشرور الذي سيتكسر رغم ما تعتقد وتتوهم باستحالة ذلك لأنها وإسرائيل تشكلان الضلعين الآخرين له!!. |
|