|
معاً على الطريق ومنذ بدء مفهوم الاستبداد والسيطرة واستغلال الخيرات والمقدرات، وهي تطور في العلاقات يرتبط بالمخترعات والاكتشافات العلمية بحيث تغير شكل وظروف المواجهات، لكنها تبقى من حيث المضمون مواجهة ما بين الحق والباطل، ما بين الصح والخطأ، وما بين الخير والشر في ثنائية جدلية لا تنتهي إلا في مقولة لا يصح إلا الصحيح في نهاية الأمر. واليوم تجتمع بمواجهة سورية قوى الشر والبغي والعدوان في محاولة لثنيها عن موقفها المستند إلى التمسك بالسيادة والحقوق الوطنية وذلك في مخالفة موصوفة لكل التشريعات والأعراف والقوانين الدولية بما فيها ميثاق هيئة الأمم المتحدة، وهي تتخذ أساليب مختلفة، وتوظف وكلاء إقليميين، وتستجر مرتزقة إرهابيين، وتقدم لهم تسهيلات ودعماً وإمداداً مسروقاً من عرق الشعب العربي كله. تجتمع قوى البغي والعدوان في صورة جديدة، وطريقة جديدة فتطلق من الرياض إشارات لاستمرار العدوان دون تقدير لكل المساعي الدولية والمشاورات السياسية واللقاءات والمؤتمرات التي شهدتها جنيف وموسكو وفيينا وتحطمت على أبواب نيويورك نتيجة الرسالة التي وجهها آل سعود للمجتمع الدولي وهم يعلنون أنهم لا ينتمون إلى العالم المتمدن، ولا يعرفون للقانون الدولي طريقاً ولا يعيشون في الواقع، ولا يتمثلون معطياتهم،فيأتون بأحقادهم ويحملونها أوهاماً تستهين بحياة الشعوب وأقدارها، وهم بذلك يهدمون إحدى ركائز المسار السياسي الذي تم مقاربته في فيينا 2 فما المستقبل المنتظر، وأي احتمالات يفتحها آل سعود، وأي تداعيات ستطول المنطقة، وأي منعكسات ستكون على المستوى العالمي والدولي، وهل سيستمر العالم الغربي في صمته متجاهلاً المخاطر التي هددته، وما زالت تتهدده من جانب المجموعات الإرهابية التي ضربت في العمق الأوروبي وما زالت تهدد العالم بأكمله؟ إن آل سعود يمارسون أشد أشكال الفجور السياسي والأخلاقي من خلال عدوانهم على العالم كله ومنظمة الأمم المتحدة والقوانين والتشريعات والمعاهدات الدولية، قبل أن تقوم بعدوانها المباشر على اليمن، وقبله في عدوانها الصارخ على سورية ضمن منظومة داعمة للإرهاب تضم كلاً من تركيا وقطر والأردن والإمارات والكويت وغيرها، عملت بنسب متفاوته على دعم وتدريب وتمويل وإمداد الإرهاب والإرهابيين دون أن تستطيع الوصول إلى هدفها في إسقاط الدولة السورية الوطنية. والحق أن العالم كله، وأن جميع سياسييه يدركون حقيقة الدور السعودي، وحقيقة عدوانها وخروجها على المجتمع الدولي، لكنها المحاباة الكاذبة، والمصالح الاستعمارية التي يتقاطع فيها المخطط الغربي الصهيوني الاستعماري مع الأهداف الحاقدة لبداة امتلكوا دون وجه حق ثروات طائلة يبددونها على مطامعهم وأوهامهم الفارغة، ويقفزون فوق الواقع ظناً منهم أن الغرب الاستعماري سوف يبقى مسانداً لهم في غيهم وعدوانهم إلى نهاية المطاف، وهم لا يدركون أنهم أشبه بالثور الذي ينطح الصخر بقرونه فتتكسر القرون، ولا يلبث الرأس نفسه أن ينكسر، فالوقائع على مدى السنوات الخمس الماضية تثبت أن سورية صمدت بشكل أسطوري، ومن ثمَّ فإنه من الغباء إطلاق تهديدات جوفاء لا تفهم ولا تتفهم الشأن السوري، فمن يهدد بالقتال لا يدري أننا نقاتل وندفع العدوان عن بلدنا منذ خمس سنوات، وكأننا لا ندرك أننا نقاتل الحلك الباغي، والفكر السوداوي والعقيدة الحاقدة، وهم دون أي شك سيقعون بسوء أفعالهم باعتبارهم لم يستفيدوا ويبدو أنهم لا يريدون أن يستفيدوا أو يتعلموا من حقائق التاريخ، فعقولهم مغلقة، وقلوبهم مغلفة بالحقد وإن مواجهتهم ينبغي أن تكون من ذات الشكل، فالآلام التي آلمونها على مدى السنوات الخمس، ستصيب آل سعود من قبل شعبهم مباشرة، ومن قبل الشعب العربي كله، حيث تنهب ثروات الوطن، ويتم تبديدها على أحلام أشبه بسراب الربع الخالي، فلا تصح معهم إلا القوة بأشكالها السياسية والدبلوماسية والمباشرة، وأعتقد أننا قادرون على ممارستها، ونحن نمارسها بالتأكيد. |
|