|
لبنان أما وقد أظهرت التطورات الأخيرة كيف أننا كعرب بطبيعة الحال, لا نستطيع الوقوف, وحتى الوقوف كبيادق خشبية, على رقعة الشطرنج. أما وأننا حالات زجاجية تتراقص داخل المبنى الزجاجي في نيويورك وتحترف بمهنية عالية, التسول الديبلوماسي رغم كل مظاهر الخيلاء التي تكلل جبين من يعتبرون ان القضاء والقدر أناطا بهم ادارة ارواحنا, واقدامنا, وحتى طريقة ارتداء ملابسنا.. اما وأننا نؤخذ بسحر المصطلحات, فنستقبل كوندوليزا رايس, ومعها ديفيد والش بوجهه العتيق, المكفهر, الذي ينحدر من القرون الوسطى, كما تستقبل الصحارى المطر (ألم يجعلوا منا صحارى بشرية فعلاً?..). أما وأننا ما زلنا تحت مظلة داحس والغبراء, نتقاتل حتى حول من يضع قدمه أولاً في هذا الفراغ, هذا لكي نشعر والكوفية والعقال فوق رؤوسنا, بالامتلاء القومي والتاريخي والاستراتيجي رغم ان صاحبنا روبرت كاغان, وهو كبير منظري الادارة, يصفنا بغابة من عيدان الثقاب. أما وأننا ارتضينا بهذا الوصف (الشاعري) لأن عود الثقاب قد ينتج بعض النار الذي نحتاج إليه للخروج من ثقافة الصقيع, ولكن إلى أين? أما وهم يلعبون بنا كما كرة القش بانتظار لحظة القاع, وهل ترانا لا نعيش لحظة القاع بكل تجلياتها اللغوية والفولكلورية? أما وأننا في ذاك الكرنفال الذي يتأرجح بين (الشرق الأوسط الكبير) و(الشرق الاوسط الجديد) ننام على كتف ونستيقظ على كتف, فيما تتآكل الوجوه وتتآكل معها الأقنعة? أما وإن كل شيء فينا يخضع لميكانيكية السوق: خرداوات بشرية, ويقول ديفيد فروم إنها لم تعد صالحة للاستعمال, فلماذا لا نتصارح, في زمن الشفافية, كما يشاع, ونقول لبعضنا البعض: تفرقوا.. بعون الله! تفرقنا, ولم نتعلم حتى أبسط الدروس التي يتقنها غيرنا, قلنا لسفير عربي: (لماذا لا تفكرون باقامة نظام امني عربي يحمينا من هذه الحقبة البربرية). ضحك, وقال: (يا رجل, أنت في زمن غير هذا الزمن). رد مقنع لي و... لكم!. |
|