تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


احتجاجات تطالب بإنهاء احتلال العراق... أمريكا أحيت ذكرى هجمات أيلول وسط تشاؤم حول الحرب على الإرهاب

واشنطن
عواصم - وكالات - الثورة
شؤون عربية ودولية
الثلاثاء 12 /9/2006م
تتذكر اليوم الولايات المتحدة هجمات 2001 التي خلفت 3000 قتيل وآلاف الجرحى وسط انقسام حاد في الرأي العام الأميركي والطبقة السياسية حول ثمن الحرب على الإرهاب.

غير أن الاحتفالات تأتي وسط انقسام شديد حول ثمن الحرب على الإرهاب حتى وان اعتبر نصف الأميركيين أن بلادهم أصبحت أكثر أمنا من قبل حسب استطلاع لقناة ABC.‏

ففي استطلاع وكالة أسوشيتد برس ومعهد إيبسوس قال نصف الأميركيين إنهم يشعرون أن ثمن الحرب على الإرهاب ربما كان باهظا أكثر من اللازم كما شكك 50% بإمكانية القبض على بن لادن وهو شك قاسمتهم إياه وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس قائلة إنه يختبئ بأماكن قاصية جدا وإن كانت أماكن تتناقص يوما بعد يوم.‏

وفي اوروبا ليس وحدهم البريطانيون متشائمين حول نتيجة الحرب على الارهاب والذين رأى 66% منهم في استطلاع أنهم لن يشهدوا خلال حياتهم نهاية لهذه الحرب.‏

هذا الشعور يكاد يكون معمما في المزاج الدولي لأن السياسات الخارجية للولايات المتحدة وبريطانية في الشرق الاوسط في العراق كما في لبنان وفلسطين زادت من مخاطر الاعتداءات الارهابية.‏

كما وان التوترات مع ايران في رفع سقف التهديدات الامريكية ضد برنامجها النووي تدخل ضمن العوامل التي تزيد شعور العداء تجاه الادارة الامريكية, هذا عدا الحرب المشتعلة في افغانستان والتي يبدو ان لا نهاية قريبة لها كما في العراق.‏

وامس اطلق الرئيس الامريكي جورج بوش الذكرى الخامسة لهجمات 11 ايلول 2001 بوضع باقة زهور مكان برجي التجارة العالمية في نيويورك لكن لم يكن يتوقع ربما خروج آلاف الامريكيين في تظاهرة احتجاجا على نتائج سياسات بوش في العراق وافغانستان.‏

نائب الرئيس الامريكي ديك تشيني اعترف انه كان مفرطا في التفاؤل حيال ما اسماه بالحرب ضد الارهاب.‏

واقر تشيني في مقابلة مع محطة ان بي سي: لم نتمكن يوما من تأكيد وجود علاقة بين العراق و 11 ايلول.‏

بدورها اقرت وزيرة الخارجية الامريكية رايس ان الولايات المتحدة تجهل مكان تواجد اسامة بن لادن لكنها اكدت: باتت الاماكن التي يمكنه الاختباء فيها قليلة جدا.‏

كذلك اتهم الحزب الديمقراطي المعارض الرئيس بوش باستخدام الهجمات على نيويورك وواشنطن للحصول على مكاسب سياسية والوقوع في المستنقع العراقي.‏

وتأتي هذه الذكرى بينما يحاول بوش الدفاع عما انجزه في مجال محاربة الارهاب في اطار الاستعداد لانتخابات الكونغرس النصفية في تشرين الثاني المقبل.‏

وكانت نسبة التأييد للرئيس بوش قد ارتفعت بشكل كبير بعد الهجمات منذ خمس سنوات ولكنها عادت وانخفضت بسبب الحرب على العراق ووسط انتقادات لتصرفات الادارة الحالية فيما يعرف بال (الحرب على الارهاب).‏

كما انتقدت الصحف الاميركية ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش لاخفاقها في وضع استراتيجية فعالة لخوض الحرب على الارهاب.‏

ونقلت ا ف ب عن صحيفة يو اس ايه توداي قولها ان الحرب على الارهاب فقدت تركيزها مشيرة الى ان زعيم التنظيم اسامة بن لادن ومساعده ايمن الظواهري فرا من معركة تورا بورا في اواخر عام 2001 ولا يزالان طليقين.‏

واضافت الصحيفة ايضا ان الحرب في العراق التي تدار بشكل سيء والتي لا علاقة لها اطلاقا بهجمات 11 ايلول هي خطأ مدمر.‏

وقالت ان الطرق المشكوك بها التي تتبعها الادارة تراوح ما بين التسامح مع ممارسة التعذيب او اتباع سياسة اما ان تكون معي او ضدي بالنسبة لمعظم دول العالم يجب ان تتغير ويجب اعادة صياغة التحالفات.‏

من جهتها دعت صحيفة وول ستريت جورنال الى ضرورة تسريع عمليات البناء في موقع انهيار برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك.‏

وقالت ان من المستحيل الا نلاحظ انه بعد خمس سنوات لا يزال الموقع السابق لمركز التجارة العالمي في نيويورك مجرد حفرة في الارض.‏

اما صحيفة لوس انجليس تايمز فقد اعربت عن اسفها لان واشنطن تبسط الحرب على الارهاب.‏

وقالت يمكن توجيه اللوم الى الرئيس بوش لاتباعه نهج المبالغة في التبسيط وتماديه في المقارنات الفاشية في الايام الاخيرة لكن من الجيد سماعه يشير الى اسامة بن لادن مرة اخرى ويذكر المستمعين بان هناك ايديولوجية وليس طريقة تهدد القيم الغربية.‏

ورأت صحيفة نيويورك تايمز ان الحرب على الارهاب التي كان من المفترض ان تخاض في افغانستان لم تحقق الكثير حيث تصاعد تمرد طالبان وازداد محصول الافيون.‏

وفي القاهرة أكدت صحيفة الجمهورية المصرية امس ان واشنطن اتخذت من أحداث الحادي عشر من أيلول ذريعة لترتيب وتأكيد هيمنتها على العالم وعملت على تصعيد الاوضاع في منطقة الشرق الاوسط.‏

وقالت الصحيفة في تعليقها الرئيسي انه من أجل السيطرة على ثروات الشرق الاوسط النفطية والاقتصادية والاستراتيجية انطلقت آلة الحرب الاميركية والاسرائيلية لتجرب أشد أنواع الاسلحة فتكا وتدميرا في أفغانستان والعراق وفلسطين ولبنان ولكن ليس ضد الارهابيين المطاردين ولكن ضد النساء والاطفال والشيوخ.‏

من جهتها نددت صحيفة الاخبار المصرية بالمواقف الاميركية غير العادلة والمناوئة لقواعد القانون الدولي وللشرعية الدولية وقراراتها مؤكدة أن ما تسميها واشنطن الحرب على الارهاب لم تحقق أهدافها حيث العالم أكثر تدهورا وأقل أمنا واستقرارا وسلاما من جراء السياسات الاميركية غير العادلة.‏

بدورها قالت صحيفة الاهرام المصرية ان الادارة الاميركية بددت التعاطف الدولي معها بعد أحداث ايلول حين تحركت لتحقق أهدافا تحتفظ بها في أجندتها الخاصة تتجاوز مسمى محاربة الارهاب لتصل الى الهيمنة والسيطرة على مقدرات منطقة الشرق الاوسط ومناطق عديدة في العالم.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية