|
فضاءات ثقافية بيعت لوحة للفنان بابلو بيكاسو بها وجه عشيقته و«ملهمته الذهبية» ماري- تيريس والتر مقابل 28.6 مليون جنيه إسترليني (45 مليون دولار) في مزاد أقامته دار سوذبي للأعمال الفنية التي تمثل المدارس الانطباعية والحديثة والسريالية. والمزاد هو الأول من بين سلسلة مزادات تقيمها في لندن هذا الشهر سوذبي وكريستيز ودور مزادات أصغر في أحدث اختبار لقوة سوق الأعمال الفنية الباهظة. وارتفعت أسعار الأعمال الفنية الشهيرة في الأعوام الأخيرة رغم المخاوف الاقتصادية الكبيرة مع زيادة اهتمام هواة جمع المقتنيات في الصين وروسيا والشرق الأوسط بالمقارنة مع أقرانهم في أوروبا والولايات المتحدة. وبعد خصم نسبة العمولة التي تتجاوز 10 في المئة, فإن الثمن الفعلي الذي دُفع للوحة بيكاسو التي تعود إلى عام 1932 يقف عند الحد الأدنى لتقديرات ما قبل البيع، والتي تراوحت بين 25 مليون جنيه إسترليني إلى 35 مليوناً. ** تاريـــخ اليمنييــــن البريطانييــــن فـــــي معــــرض فنــــــي بلنــــــدن افتتح في الثاني من شباط في مركز القطان الثقافي غرب العاصمة البريطانية لندن معرض متعدد الأساليب والوسائط المرئية والمسموعة، يقدم من خلال فيلم وثائقي ومقابلات وصور و بورتريهات، قصة آلاف البحارة اليمنيين، الذي حطوا على مدى المئة عام الماضية في مدينة ساوث شيلد في شمال شرق انكلترا، ليتخذوا منها مستقراً. ويستمرّ هذا المعرض حتى 22 آذار المقبل. يقدّم المعرض تاريخاً منسياً، لم يسلط عليه الضوء من قبل، من خلال قصة14 بحاراً يمنياً هم آخر من بقي من الجيل الأول، الذي استقر في تلك المدينة الصغيرة. كما يقدم تلك القصص المفعمة بالحيوية والتي لم ترو من قبل. تروي الأعمال الفنية قصصاً منسية عن ذلك الجيل، لعلّ من أشهرها قصة نحو 800 بحار يمني قتلوا في الحرب العالمية الثانية، ثم قصة احتجاجات العمال التي شاركوا فيها، وصولاً إلى قصة زواج أسطورة الملاكمة محمد علي كلاي في أول جامع بني في ساوث شيلد. تاريخياً، يعود وجود اليمنيين ببريطانيا إلى عام 1860، حيث بدأت فيه وفود المهاجرين اليمنيّين من عمّال وبحّارة تستقرّ بمدينة ساوث شليدز الواقعة على ضفّة نهر تاين، وكانت آنذاك من أهمّ موانئ بريطانيا. ومنذ مطلع العام 1890، تحشّد هؤلاء العمّال اليمنيّون وازدادت أعدادهم حتى راحت تتأسّس لهم تجمّعات اجتماعية في ساوث شليدز وكارديف وليفربول، وكان البريطانيون آنذاك يطلقون عليهم تسمية «رجال القاموس» على اعتبار أن اليمن هو مهد لغة العرب. ويتضمن المعرض عرض فيلم «ملك ساوث شيلد» الذي يروي قصة اليمنيين البريطانيين، وفيه يتحدثون عن لقائهم بالملاكم العالمي محمد علي كلاي حين زار المدينة وتم عقد زواجه في جامع الأزهر، أول جامع بني في بريطانيا. وكان مشروع المعرض قد انطلق عام 2005 بمبادرة من المخرجة السينمائية تينا غراوي، التي أسست وتدير مشروع «الجسر + النفق». درست غراوي في الولايات المتحدة وفرنسا وتدرس حالياً الإعلام الرقمي في مدينة نيوكاسل، التي تقع عند مصب نهر تاين قرب مدينة ساوث شيلد، وقد رشحت هذا العام لجائزة بافتا. وقد كلف مشروع «الجسر + النفق» المصور المصري المعروف يوسف نبيل لإنجاز سلسلة من الصور الشخصية البورتريه، لآخر 14 بحاراً من الجيل الأول خصيصاً لهذا المعرض. ** العثــور على رفـات الملك ريتشـارد الثالــث بعـــد خمســـــة قـــــرون أكثر من خمسة قرون والبريطانيون يتساءلون عن مصير الهيكل العظمي لملكهم ريتشارد الثالث. أخيراً تمكن فريق من الباحثين من العثور عليه تحت مرآب للسيارات، ليكشف ذلك لغز وفاة الملك الشاب آنذاك. قال باحثون أثريون في (الرابع من شباط 2013) إن هيكلاً عظمياً ذا جمجمة مشقوقة وعمود فقري مُنْحَن يخص ريتشارد الثالث استخرج من تحت ساحة لانتظار السيارات، ليحل ذلك لُغزاً عمره 500 عام بشأن المثوى الأخير لآخر ملك انكليزي يقتل في معركة. وكان ريتشارد الذي صوره وليام شكسبير على أنه طاغية قتل أميرين في برج لندن يحارب للاحتفاظ بتاجه في معركة بوزورث فيلد في وسط انكلترا عام 1485 عندما قتل وهو يصيح «حصان.. حصان.. مملكتي مقابل حصان..» وفي واحد من أهم الكشفيات الأثرية في تاريخ انكلترا الحديث قال فريق من جامعة ليسستر إن الأدلة أظهرت أن الهيكل العظمي الذي عثر عليه العام الماضي خلال الحفائر الخاصة بدار للراهبات من العصور الوسطى أسفل ساحة لانتظار السيارات في المدينة يخص ريتشارد. وقال ريتشارد باكلي رئيس فريق الأثريين العاملين في المشروع: «النتيجة التي وصل إليها البحث العلمي الأكاديمي ... هي أنه لا يوجد أدنى شك في أن الشخص الذي استخرجت رفاته في جري فرايرز في أيلول 2012 هو حقاً ريتشارد الثالث. وفي الهيكل العظمي آثار عشرة جروح ثمانية منها في الرأس من الواضح أنها نتيجة إصابات في معركة وتشير إلى أن الملك فقد خوذته. كما يبدو على الجمجمة أن نصلاً أطاح بمؤخرتها. وعثر على شظية معدنية في العمود الفقري. وقام المنتصر الذي صار فيما بعد الملك هنري السابع بتجريد ربتشارد من ملابسه وعرضه على أهل ليسستر ليؤكد انتهاء المعركة بانتصاره واضعاً حداً للصراع الأهلي الدموي الذي استمر 30 عاماً وعرف بحرب الورود بين بيت يورك وبيت لانكستر. وتتفق آثار باقي الجروح مع إصابات أحدثت بالجثة بعد الوفاة تنكيلاً وإذلالاً عندما نقل الجثمان من ساحة المعركة إلى ليسستر على ظهر جواد. وسيدفن رفات ريتشارد الذي قتل وعمره 32 عاماً بعد أن قضى عامين على العرش في كاتدرائية ليستر عملاً بالتقاليد التي تقضي بدفن الجثامين قرب مكان استخراجها. |
|